السلفية هي منهج من مناهج تفسير الإسلام السني التي تم ربطها بحركة التطرف والإرهاب في عصرنا الحديث، ومع أن الغالبية العظمى من أتباع الفكر السلفي ليسوا متطرفين أو إرهابيين، الا أن بعض المفاهيم السلفية يمكن اعتبارها داعمة لنزعات التطرف والإرهاب، بالإضافة لذلك، تشكل السلفية في بعض الحالات عائق حقيقي امام تحقيق بعض أهداف التنمية الاجتماعية مثل زيادة مشاركة المرآة في سوق العمل
يختلط على البعض أحياناً التمييز بين السلفية والوهابية، إذ تجمع بينهما عدة أوجه من التشابه، إلا أنهما منهجان متباينان من ناحية التعاليم الدينية والطابع الاجتماعي.
• لا تزال السلفية تحظى بشعبية كبيرة على الرغم مما يمارسه تنظيم داعش من مغالاة شوهت مظهر السلفية. وبالرغم مما ورد من تفسيرات حتى الآن بشآن استمرار شعبية السلفية، إلا ان هذه التفسيرات ما زالت قاصرةٍ عن كشف السبب المقنع وراء شعبية هذا المنهج، والذي لا يزال يكتنفه الغموض.
يشير أحد التفسيرات الأكثر تداولاً أن السلفية تبدو أكثر "أصالةً" من غيرها من مناهج تأويل الإسلام، ويناقش هذا البحث حقيقة أنه وبالرغم من إتقان السلفيين للاستشهاد بأدلّة من القرآن والسنة لتعزيز الأصالة الظاهرية لتأويلاتهم، فإن تأويلات المسلمين غير السلفيين تستند أيضاً إلى القرآن والسنة وبالتالي فهي لا تقل أصالة عن تأويلات السلفيين، لكن حقيقة الأمر تكمن في أن السلفيين غالباً ما يكونون على استعداد لدعم آرائهم بأدلة توحي بأصالة تأويلاتهم، مع أن السلفية بطبيعتها ليست أكثر آصالة من غيرها من المناهج الأخرى في تآويل نعاليم الإسلام.
هناك تفسير آخر قد يوضح أسباب شعبية السلفية ويتمثل ذلك في أن الظروف التي خلقتها العولمة ساهمت في انتشار التيار السلفي، فالأشخاص الذين يعانون من الشعور بعدم الانتماء للدول والمجتمعات التي يعيشون فيها، أو أولئك الذين يعيشون حالةً من التشرذم والتناقض وعدم اليقين قد يتبعون السلفية طلباً للسكينة والراحة النفسية. يسعى هذا البحث لبرهنة آن الظروف التي خلقتها العولمة تساهم في ازدياد شعبية الدين بشكل عام، وليس المنهج السلفي على وجه الخصوص، وبذلك يكون التفسير المرتكز على دور العولمة هو الأقل إقناعاً من بين التفسيرات الحالية لاستمرار شعبية السلفية.
ومن بين التفاسير الأخرى لهذه الظاهرة أن السلفية توفر إحساساً قوياً بالهوية، وهذا أمرٌ صحيح، يشير هذا التفسير أيضا إلى اتباع السلفية النمط التقليدي للجماعات الدينية غير المذهبية مستمدةً قوتها من الالتزام الصارم بالحدود الدينية ومن التوترات التي تحافظ عليها مع بيئتها المحيطة.
بالإضافة لما سبق، فإن صرامة المطالب التي تفرضها على أعضائها تعمل على استبعاد ضعاف القلوب من صفوفها. وهذا ما يوضحه البحث الحالي من خلال المقارنة بين السلفية وجماعة شهود يهوه، وهي جماعة مسيحية تبدو وكأنها على النقيض تماما من السلفية من الناحية الدينية، إلا أنها شديدة الشبه بها من الناحية الاجتماعية.
تنظر العديد من الدول إلى السلفية بعين الريبة، ولها الحق في ذلك، فالسلفية تمثل توجّهاً دينياً يجب على جميع الدول الملتزمة بالحرية الدينية حمايته كما هو الحال بالنسبة لأي توجّه ديني اخر، ومن ناحية آخرى، مكن للسلفية أن تساهم في نشوء العنف المتطرف.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك مبادرات قائمةً لتشجيع الخيارات البديلة عن السلفية، مثل مبادرات دعم الدعاة «التقليديين الجدد» والتعاليم الصوفية، حيث ينبغي مواصلة دعم هذه المبادرات علماً بأن هناك حاجة إلى المزيد منها، لأنها في الواقع لا تروي التعطش للمعرفة بالقدر ذاته التي تفعله مجموعات طلب العلم السلفية.
يختلط على البعض أحياناً التمييز بين السلفية والوهابية، إذ تجمع بينهما عدة أوجه من التشابه، إلا أنهما منهجان متباينان من ناحية التعاليم الدينية والطابع الاجتماعي.
• لا تزال السلفية تحظى بشعبية كبيرة على الرغم مما يمارسه تنظيم داعش من مغالاة شوهت مظهر السلفية. وبالرغم مما ورد من تفسيرات حتى الآن بشآن استمرار شعبية السلفية، إلا ان هذه التفسيرات ما زالت قاصرةٍ عن كشف السبب المقنع وراء شعبية هذا المنهج، والذي لا يزال يكتنفه الغموض.
يشير أحد التفسيرات الأكثر تداولاً أن السلفية تبدو أكثر "أصالةً" من غيرها من مناهج تأويل الإسلام، ويناقش هذا البحث حقيقة أنه وبالرغم من إتقان السلفيين للاستشهاد بأدلّة من القرآن والسنة لتعزيز الأصالة الظاهرية لتأويلاتهم، فإن تأويلات المسلمين غير السلفيين تستند أيضاً إلى القرآن والسنة وبالتالي فهي لا تقل أصالة عن تأويلات السلفيين، لكن حقيقة الأمر تكمن في أن السلفيين غالباً ما يكونون على استعداد لدعم آرائهم بأدلة توحي بأصالة تأويلاتهم، مع أن السلفية بطبيعتها ليست أكثر آصالة من غيرها من المناهج الأخرى في تآويل نعاليم الإسلام.
هناك تفسير آخر قد يوضح أسباب شعبية السلفية ويتمثل ذلك في أن الظروف التي خلقتها العولمة ساهمت في انتشار التيار السلفي، فالأشخاص الذين يعانون من الشعور بعدم الانتماء للدول والمجتمعات التي يعيشون فيها، أو أولئك الذين يعيشون حالةً من التشرذم والتناقض وعدم اليقين قد يتبعون السلفية طلباً للسكينة والراحة النفسية. يسعى هذا البحث لبرهنة آن الظروف التي خلقتها العولمة تساهم في ازدياد شعبية الدين بشكل عام، وليس المنهج السلفي على وجه الخصوص، وبذلك يكون التفسير المرتكز على دور العولمة هو الأقل إقناعاً من بين التفسيرات الحالية لاستمرار شعبية السلفية.
ومن بين التفاسير الأخرى لهذه الظاهرة أن السلفية توفر إحساساً قوياً بالهوية، وهذا أمرٌ صحيح، يشير هذا التفسير أيضا إلى اتباع السلفية النمط التقليدي للجماعات الدينية غير المذهبية مستمدةً قوتها من الالتزام الصارم بالحدود الدينية ومن التوترات التي تحافظ عليها مع بيئتها المحيطة.
بالإضافة لما سبق، فإن صرامة المطالب التي تفرضها على أعضائها تعمل على استبعاد ضعاف القلوب من صفوفها. وهذا ما يوضحه البحث الحالي من خلال المقارنة بين السلفية وجماعة شهود يهوه، وهي جماعة مسيحية تبدو وكأنها على النقيض تماما من السلفية من الناحية الدينية، إلا أنها شديدة الشبه بها من الناحية الاجتماعية.
تنظر العديد من الدول إلى السلفية بعين الريبة، ولها الحق في ذلك، فالسلفية تمثل توجّهاً دينياً يجب على جميع الدول الملتزمة بالحرية الدينية حمايته كما هو الحال بالنسبة لأي توجّه ديني اخر، ومن ناحية آخرى، مكن للسلفية أن تساهم في نشوء العنف المتطرف.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك مبادرات قائمةً لتشجيع الخيارات البديلة عن السلفية، مثل مبادرات دعم الدعاة «التقليديين الجدد» والتعاليم الصوفية، حيث ينبغي مواصلة دعم هذه المبادرات علماً بأن هناك حاجة إلى المزيد منها، لأنها في الواقع لا تروي التعطش للمعرفة بالقدر ذاته التي تفعله مجموعات طلب العلم السلفية.



