وفي حالتنا في السودان:
تم تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة قبل سنوات من اندلاع الحرب، عبر كلٍّ من الخرطوم وليبيا.
ففي عام 2019، تم تهريب شحنة أسلحة بواسطة طائرة شحن إماراتية عسكرية (وليست مستأجرة) إلى مطار الخرطوم الدولي، وقد اعترضتها الاستخبارات السودانية، إلا أن قوات الدعم السريع جاءت بقوة كبيرة وكاد الموقف يتطور إلى اشتباك مسلح.
كما كانت هناك اجتماعات يومية بين عناصر استخباراتية إماراتية وقيادات من قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريب لهذه القوات في بنغازي، حيث تم تدريبها على استخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، بعيدًا عن أعين الاستخبارات السودانية.
وقبيل اندلاع الحرب بأسبوع، حرّكت قوات الدعم السريع أعدادًا كبيرة من قواتها داخل العاصمة الخرطوم دون أوامر من الجيش، ما دفع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لإصدار بيان يؤكد أن هذا التحرك تم بدون توجيهات أو تعليمات عسكرية.
لاحقًا، تحركت قوات الدعم السريع إلى قاعدة مروي الجوية في شمال السودان وقاعدة الأبيض الجوية في الجنوب الغربي، وادّعوا أن تحركاتهم "عادية"، بل تناولوا وجبة الإفطار مع "إخوانهم" من الجيش في رمضان، قبل أن يشنّوا في الساعة الرابعة فجرًا هجومًا متزامنًا على مواقع الجيش في مختلف الولايات، دمّروا خلاله طائرات حربية وأسروا عددًا من الجنود المصريين.