نهاية عام 2021، من داخل عربة بانتسير للفوج(x) تم نشرها بمكان ما في ريف دمشق.
كانت العربة مسلحة بثمانية صواريخ من أصل 12.
غارة إسرائيلية كانت على موجات متتالية من ثلاثة اتجاهات، الجنوب و الغرب و الجنوب الغربي.
تصدى الطاقم للموجة الأولى وكانت من اتجاه الجنوب، عبارة عن ثلاثة إلى أربعة أهداف متقاربة من بعضها البعض متوجهة نحو أهدافها نجحوا بإسقاطهم جميعاً.
بعد الانتهاء من الموجة الأولى و ظهور موجة ثانية من الاهداف على الشاشة فتح الضابط المعاون هاتفه ليوثق اللحظات ، (أول موجة تصدوا لها قبل التصوير).
الموجة الثانية كانت قدمت من اتجاه آخر و هو الجنوب الغربي، عبارة عن ثلاثة مقذوفات لم نتمكن من معرفة نوعها، متوجهة جميعاً نحو العربة لتدميرها بعد إسقاطها للموجة الأولى و الطاقم كان على دراية بذلك.
نجح الطاقم بإسقاط اثنين من الأهداف المتوجهة نحوهم، واضح ذلك على جدول الأهداف الظاهر على شاشة المعاون (شاشة الكاميرا)، يوجد هدفين داخل الجدول و واضحة إصابتهم على الكاميرا، وجود هدف بالجدول يعني Lock On او ما يعرف بالاغلاق الراداري، يعني أنه كان مُسند و ملاحق بالرادار الميللمتري "إيمرلس" 1RS-1 و جاهز للرمي.
إضافة لكونه مكشوف على الرادار الرئيسي الدوار SOTS على شاشة القائد.
الجدول المذكور يتسع لأربعة أهداف بوقت واحد (عربة البانتسير قادرة على الاشتباك مع 4 أهداف بوقت واحد).
الهدف الثالث أصاب العربة و دمرها كما هو واضح بنهاية الفيديو.
نلاحظ على الجدول المذكور أنه عند حدوث اصابة وتحييد هدف ينزل هدف جديد آخر في الجدول.
كيف نعرف أن الصاروخ المعادي متوجه على العربة؟
في الجدول خانة مكتوب فيها P اختصاراً ل Parameter، البارامتر هو متغير و واحدته متغيرة لكن هناك تحديدا واحدته متر.
البارامتر هنا هو المسافة الأفقية بين الخط الوهمي لسير الهدف و موقع الإطلاق، عند لحظة الاقتراب الأعظم، أي عندما يمر الهدف بأقرب نقطة بالنسبة لمنظومة الإطلاق أو الرادار.
بشكل أبسط:
تخيل الهدف يطير بخط مستقيم، و المنظومة في نقطة معينة على الأرض.
الـ بارامتر هو المسافة الأفقية بين مسار الطائرة وخط يمر فوق موقع المنظومة، او يصطدم بها.
هنا من المفترض أن يؤجل الطاقم باقي الأهداف و يعطي أولوية للهدف ذو البارامتر "صفر" بالاستهداف و هو ما حدث بالفيديو فعلاً تم تدمير هدف بارامتر صفر واضح على الجدول سرعته 35 م/ثا.
و يجب أن يفاضل الرامي بين الهدف ذو البارامتر صفر و بين الهدف الأعلى سرعة أيضاً بالفيديو بنهاية الجدول هدف بسرعة 245 م/ثا و السرعة تتزايد و يبدو لم يسعفه الوقت ليتعامل معه بسبب عدد الأهداف الكبير و يبدو أنه المقذوف الذي دمر العربة، كان البارامتر -72 متر أي متوجه لمكان قريب جدا من العربة و ربما يغير مساره عليها مباشرة، يعني من الناحية النظرية كان الهدف الذي دمر العربة مسند و ملاحق و إمكانية إسقاطه عالية.
أسفل شاشة الكاميرا ظهرت رسالة باللون الأحمر، هي رسالة تملص، الهدف تملص من الالتقاط و لم يعد متوفر، ربما دخل نطاق ال 1200 متر و هو المدى الأعمى للبانتسير.
السرعة المذكورة 245 م/ثا تقارب 0.7- 0.8 ماخ وهي سرعة الصواريخ الجوالة الإسرائيلية من طراز "دليله" الموجه بصرياً بتقنية Man in The loop، يعني الطيار يتحكم بالصاروخ كأنه مسيرة انتحارية حتى إصابة الهدف إضافة للملاحة بالأقمار الصناعية.
ببعض الحالات كان طاقم العربة يضطر أن يتجاهل صاروخ جوال أو قنابل متجهة نحو أهداف و منشآت مقابل التصدي لهدف بسمت صفري متجه نحو العربة نفسها.
الجو داخل الكبين يتحول لحرق أعصاب عند ظهور الرقم صفر في الجدول، خاصة اذا كان سريع، أما بالهدف البطيء السيطرة على الموقف أسهل.
الموجة الثالثة كانت مكشوفة على رادار العربة، واضح صوت الضابط يبلغ عمليات الفوج بقدوم أهداف إضافية من الغرب لكن لم يكن لهم نصيب بالتصدي لها و استهدفت العربة بآخر صاروخ من الموجة الثانية.
لو كانت شبكة الدفاع الجوي من الأنظمة متوسطة المدى وبعيدة المدى مجهزة جيداً ، ما كان ليحدث مثل هذا الموقف الواضح في الفيديو ، لكن انقطاع الاهتمام والصيانة وانقطاع الامداد بالذخائر بسبب ضعف الموارد وظروف البلاد ، أدى لتحول عربات البانتسر لأهداف ثمينة يمكن تدميرها بإمطارها بعدد كبير من قذائف.
هذا هو الأسلوب الإسرائيلي المتبع بالإغراق ، الموجة الأولى كانت على هدف ثابت حيوي (منشأة ما) و الثانية لتدمير الدفاع الجوي الذي تصدى للأهداف، و الثالثة للإجهاز على الهدف المقصود (المنشأة) وفي ظل ظروف تشويش و حرب إلكترونية تعيق عمل الرادارات، هذا و يذكر أن الدفاع الجوي السوري كانت إمكانياته محدودة !
و يُذكر أن البانتسير خط دفاع أخير بعد المنظومات المتوسطة و البعيدة المدى و لكن في سوريا كانت تعمل كحائط صد وحيد !
وبدون قطع غيار من عام 2019.
وباحتياطي ذخائر أقل ب 50% من المعدل الطبيعي
أصيب الطاقم إصابات بليغة، لكن نجوا بإعجوبة.
غالباً كانت آخر عملية تصدي في سجلهم
##منقول##