حرب ال12 يوما من منظور الاستخبارات التركية

الحاج سليمان 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
7,686
التفاعل
21,138 286 38
الدولة
Algeria
حمل التقرير عنوان "حرب الأيام الـ12: الدروس المستخلصة لتركيا"، وتناول بمقاربة شاملة الأبعاد العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية للصراع، مع التركيز على الانعكاسات الاستراتيجية على البيئة الإقليمية.

ووفق ما ورد في التقرير، فإن الحرب شكّلت نموذجاً معقّداً لـ"عمليات متعددة الأبعاد" جمعت بين البر والجو والبحر، إلى جانب المجالين السيبراني والكهرومغناطيسي، مع استخدام مكثف للتكنولوجيا المدنية والأساليب غير التقليدية في إدارة المعركة.

في مقدمة التقرير، شدّد رئيس الأكاديمية طلحة كوسا على أن "الفهم العميق لهذه المرحلة –التي تشابكت فيها أدوات الاستخبارات والتكنولوجيا والدبلوماسية العامة– يُعدّ شرطاً أساسياً لاتخاذ قرارات استراتيجية فعالة في منطقة تطغى عليها أنماط الحروب المتغيرة".

امتد التقرير على 50 صفحة، وانقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية، تضمن المحور الأول قراءة تحليلية للمعطيات العسكرية والتقنية والاستخباراتية، واستعرض القدرات العملياتية التي أظهرها الطرفان، مع تقييم لمنظومات الدفاع الجوي والهجوم الصاروخي والتقنيات المستخدمة.

أما المحور الثاني، فتناول الجوانب السياسية والدبلوماسية المرتبطة بالحرب، مسلطاً الضوء على دور التحالفات الإقليمية والدولية في موازين الصراع.

فيما خصص المحور الثالث لاستشراف السيناريوهات المستقبلية الممكنة، وتحليل الانعكاسات المحتملة على تركيا والمنطقة في المدى القريب والمتوسط.

وفي هذه المراجعة، نستعرض أبرز المعطيات التي قدّمها تقرير أكاديمية الاستخبارات التركية، مع تسليط الضوء على الخلاصات والتوصيات التي ركّز عليها التقرير، والمبني أساساً على تحليل معمّق للمصادر المفتوحة.
 
تكنولوجيا الحرب التقليدية والهجينة

تُظهر معطيات التقرير أن ساحة الحرب الحديثة لم تعد تقتصر على الاشتباكات الحركية (الفيزيائية)، بل إن البُعدين السيبراني والكهرومغناطيسي باتا من العناصر الحاسمة في تحديد نتائج الصراعات.

وفي هذا السياق، تفيد أكاديمية الاستخبارات أن العمليات التي نفّذتها إسرائيل تجاوزت الاستخدام التقليدي للقوة الجوية، وقدمت نموذجاً لعملية عسكرية متعددة الأبعاد، جرى فيها دمج الحرب الإلكترونية، والهجمات السيبرانية، وعمليات المعلومات في إطار متكامل عالي الكثافة.

وبفضل الضغط المركّز على أنظمة الرادار الإيرانية ومراكز القيادة والسيطرة، إضافة إلى البنية التحتية للاتصالات، استطاعت إسرائيل تحقيق السيادة الجوية، وفق ما ورد في التقرير، كما نجحت في تقويض قدرات الرد الإيراني واحتفظت بالمبادرة الاستراتيجية طوال أيام الحرب.

توضح الأكاديمية أن حرب الأيام الـ12 قدّمت دروساً حيوية فيما يتعلق ببناء قوة جوية حديثة، تقوم على القدرة على تنفيذ عمليات متعددة الأبعاد، تجمع بين الجو والبر والبحر والفضاء، والمجالين السيبراني والكهرومغناطيسي.

وقد أثبت هذا التنسيق فاعليته في تحقيق نتائج لا تقتصر على الميدان بل تمتد إلى المستوى الاستراتيجي الأوسع.

تشير الأكاديمية إلى أن فاعلية "العمليات الحركية" تضاعفت حين دُعمت بقدرات "الحرب السيبرانية والإلكترونية"، ولم تعد تلك القدرات عناصر داعمة فقط، بل تحولت إلى مكونات مركزية في البنية العملياتية للحرب المعاصرة.

وتؤكد تقديرات التقرير أن الاستخدام المتكامل للطائرات المسيّرة من دون طيار (UAV) والطائرات الهجومية من دون طيار (UCAV) إلى جانب الأنظمة الجوية المأهولة، كشف عن الإمكانات الكبيرة التي توفّرها هذه المنصات، وخاصة في الضربات الدقيقة ومتعددة الاتجاهات
.
 
كما يُظهر تقرير الأكاديمية أن الطائرات الحربية المأهولة، رغم التوسع في استخدام الأنظمة غير المأهولة، ما تزال تؤدي دوراً لا يمكن الاستغناء عنه في العمليات بعيدة المدى، وخاصة حين يتعلق الأمر بالأهداف الاستراتيجية العميقة داخل أراضي الخصم.

ويشير التقرير إلى أن هذه الخلاصة توفّر دلائل عملية على الأسس التي ينبغي أن تُبنى عليها القوة الجوية، على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، ما يجعلها مرجعاً رئيسياً لتخطيط القوة الجوية والقوة المشتركة في النزاعات المستقبلية.

كما تُظهر بيانات التقرير أن التفوق العسكري لم يعد مرتبطاً فقط بامتلاك القوة النارية، بل بمدى القدرة على توجيهها بفاعلية وقمع قدرات العدو في الوقت نفسه.

كما يشير التقرير إلى أن سيطرة إسرائيل على الطيف الكهرومغناطيسي ساعدتها في شلّ التنظيم الدفاعي الإيراني، في حين لعبت العمليات النفسية دوراً بالتأثير في الإدراك العام وصورة الحرب لدى الجمهور الإيراني.

في المقابل، أظهرت الحرب حدود الاستراتيجية الدفاعية اللامتناظرة التي تتبعها إيران. فقد أشار التقرير إلى أن اعتماد طهران على بنية دفاعية مركزية منخفضة المرونة جعلها عرضة للشلل المنهجي أمام الهجمات المركبة التي دمجت بين النيران الفعلية والتشويش الإلكتروني.

ويُبيّن التقرير أن تدمير البنية التحتية للرادارات وشبكات القيادة والسيطرة الإيرانية خلال أول 72 ساعة من القتال، أفقد إيران القدرة على تنفيذ أي رد غير متماثل فعال، ومنح إسرائيل مساحة مناورة واسعة على المستويين العملياتي والاستراتيجي، بحسب أكاديمية الاستخبارات التركية.

وتختم الأكاديمية تقييمها بالتحذير من أن الحرب الحديثة لم تعد تُخاض فقط في ميادين القتال التقليدية، بل تُحسم أيضاً في الفضاء الرقمي والكهرومغناطيسي، حيث تُدار الإشارات والكابلات وتدفّقات البيانات.

لذا، فإن بناء التفوق في هذه الجبهات يجب أن يُعدّ أولوية استراتيجية لأي قوة تسعى للفوز في حروب المستقبل.
 
أهمية الدبلوماسية والحلفاء

الحرب والدبلوماسية عنصران متلازمان في بنية العلاقات الدولية طويلة الأمد، ولا يمكن الفصل بينهما في إدارة النزاعات المعقّدة، وفي هذا السياق، يشير تقرير الأكاديمية إلى أن تعثّر المسار التفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني كان عاملاً حاسماً في دفع الولايات المتحدة وإسرائيل نحو خيار المواجهة العسكرية.

ويُعزى ذلك، بحسب التقرير، إلى إخفاق طهران في التعامل بمرونة وحذر مع الفروقات الدقيقة بين موقفي واشنطن وتل أبيب، ما أدى إلى تقويض فرص التهدئة، وأسفر في النهاية عن نتائج كارثية على الصعيد الاستراتيجي لإيران.

وشكّل الدعم الأمريكي شبه غير المشروط لإسرائيل عنصراً استثنائياً في الحرب لمصلحة تل أبيب، في المقابل، فإن فقدان إيران لحلفائها التقليديين أضعف موقع طهران، وهذا يدل على أن "الشراكة الاستراتيجية" بين الصين وروسيا وإيران، ما زالت بعيدة عن تشكيل آلية أمن جماعي هيكلية.

في بيئة دولية أصبح فيها استخدام القوة بين الدول وسقوط الضحايا المدنيين أمراً طبيعياً، قد لا توفّر التحالفات التقليدية حماية كاملة ومطلقة، إلا أن المثال الإيراني يُظهر، كما يشير تقرير الاستخبارات التركية، أن الدول التي تحاول البقاء على الحياد تصبح عملياً "بلا سند"، ما يجعلها أهدافاً أسهل.

ومن الجوانب المهمة الأخرى التي كشفت عنها الحرب أن الدفاع يُعدّ ظاهرة جماعية، ولا يمكن تحقيقه فقط من خلال السلاح والإجراءات العسكرية.

فبالرغم من أن روسيا وإيران من بين الدول التي تملك أكبر مخزون من الصواريخ والطائرات المسيّرة، فإنه تبيّن أن الردع العسكري وحده لا يكفي لتحقيق النصر أو حتى الحماية، ما لم يكن مدعوماً بردع سياسي واقتصادي وتكنولوجي شامل.



مفهوم الاستخبارات

خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، لعبت الاستخبارات دوراً محورياً لا يقل أهمية عن التكنولوجيا العسكرية، في تمكين الثنائي الإسرائيلي-الأمريكي من توجيه ضربات دقيقة وقاسية لإيران، وفقاً لما ورد في التقرير.

ويُعرف أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" يمتلك منذ سنوات طويلة بنية منظمة وفاعلة داخل إيران. ويعتمد الموساد على أسلوبين رئيسيين في تنفيذ عملياته: الأول هو تجنيد الأفراد، والثاني الاعتماد على جماعات منظمة، كما هو الحال في استغلال أعضاء منظمة "مجاهدي خلق"، إذ يُعرف عن هذه الجماعة مشاركتها المباشرة في عمليات اغتيال وتخريب داخل إيران.

ورغم أن "مجاهدي خلق" تراجع تأثيرها الشعبي بعد انتقال مقرها من العراق إلى ألبانيا عقب الغزو الأمريكي، فإنها لا تزال فاعلة من الناحيتين الآيديولوجية والعملياتية.

ويحذّر تقرير أكاديمية الاستخبارات التركية من سيناريو مشابه قد يهدد تركيا، إذ يمكن أن تضطلع منظمات مثل تنظيم "غولن" (FETÖ) الإرهابي بأدوار موازية داخل تركيا، في حال نشوء بيئة إقليمية مشابهة.

وفي السياق ذاته، تُشكّل منظمات الجريمة المنظمة جناحاً آخر من شبكة النفوذ الاستخباري الإسرائيلي في الداخل الإيراني، بحسب ما ورد في تقرير الاستخبارات التركية.

وقد كشفت وسائل إعلام إيرانية عن تورط تنظيمات إرهابية متمركزة في شمال العراق في تهريب الأسلحة والمشاركة في عمليات اغتيال باستخدام طائرات مسيّرة صغيرة محمّلة بذخائر موجهة.

وتفيد المعلومات التي أوردها تقرير أكاديمية الاستخبارات التركية بأن هذه التنظيمات الإرهابية زودت إسرائيل بمعلومات استخباراتية دقيقة وفي الوقت الحقيقي عن أهداف حساسة داخل إيران، بل إنها أنشأت ورشاً لتصنيع الطائرات المسيّرة داخل الأراضي الإيرانية.

وفي أعقاب هجمات 13 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال عدد من المتورطين في هذه الشبكات، وقد أُعدم بعضهم بالفعل.
 
هذا تقرأه مع القهوة ممتاز.

اظن اطلعت ع تقرير مشابه لهذا قبل أيام أو اسابيع..

تكلم عن الحرب السيبرانية والإلكترونية.. لشل قدرة الرادارات وتدميرها.

قال التقرير توجد بعض المواقع اضطر الموساد لاستخدام عملائه لشن هجوم عليها المسيرات..

واسباب الاختراق كثيره اهمها الفقر..

ولفت نظري هو استهداف كبار القادة العسكريين الإيرانيين لأنهم الوحيدين المطلعين ع سيناريوا الرد متى وكيف..
بعد أن منعت السلطات جميع وسائل الاتصالات بينهم وعلى كل قائد حفظ المهام ووقتها وكيف الخ
وكل قائد مسؤول عن سلاحه ولديه الخطة لردت الفعل. وتفاصيل اتخاذ التدابير لا يعلمها احد غيره...
مما افقد الاسلحه التوجيه والاوامر وتحتاج إلى وقت حتى ياتي قائد اخر ويفهم المطلوب منه.. وحتى هؤلاء يتم تصفيتهم مثل وزير الدفاع أو الأركان الثاني الذي تمت تصفيته..
 
ايران اغتصبت اغتصاب بماتعنيه هذه الكلمه.وكان لدينا شعور بذلك قبل الحرب .ولكن الشي الذي لم نتوقعه هو ردة فعلها الباهت والبارد دوله بنيتها التحتيه دمرت وانتهك عرضها ولديها الاف الصواريخ .لماذا لم تستخدم كل امكاناتها بالرد والتركيز على الاماكن الحساسه كلمطارات والمفاعلات النوويه والمواقع العسكريه الهامه بزخات من الاف الصواريخ دفعه او على عدة دفعات حتى تستنزف المخزون من صواريخ الدفاع الجوي لاسرائيل وحلفائها.وبعدها تستخدم افضل اسلحتها للتدمير ..وراينا في المقابل ان اسرائيل دفاعها الجوي ليس بالمستوى المتوقع واخترقته عدة صواريخ ولكنها عمياء وعشوائها تساقطت بالشوارع وعلى منازل المواطنين ..بالمقابل ايران وافقت على وقف اطلاق النار فور طلب ترامب منها ذلك مما يدل على انها دولة مليشيات وليست دولة موسسات وجيش محترف واستخبارات منظمه..
 
احترم جدا ان هنالك دول فعلا تحلل الامور بشكل علمي لدرجة انها تنشر نسخ لتقاريرها مما يعطي نظرة لكيفية ادارة الامور
 
التقرير من موقع المخابرات التركية لمن يريد الاستزادة

report
 
ايران اغتصبت اغتصاب بماتعنيه هذه الكلمه.وكان لدينا شعور بذلك قبل الحرب .ولكن الشي الذي لم نتوقعه هو ردة فعلها الباهت والبارد دوله بنيتها التحتيه دمرت وانتهك عرضها ولديها الاف الصواريخ .لماذا لم تستخدم كل امكاناتها بالرد والتركيز على الاماكن الحساسه كلمطارات والمفاعلات النوويه والمواقع العسكريه الهامه بزخات من الاف الصواريخ دفعه او على عدة دفعات حتى تستنزف المخزون من صواريخ الدفاع الجوي لاسرائيل وحلفائها.وبعدها تستخدم افضل اسلحتها للتدمير ..وراينا في المقابل ان اسرائيل دفاعها الجوي ليس بالمستوى المتوقع واخترقته عدة صواريخ ولكنها عمياء وعشوائها تساقطت بالشوارع وعلى منازل المواطنين ..بالمقابل ايران وافقت على وقف اطلاق النار فور طلب ترامب منها ذلك مما يدل على انها دولة مليشيات وليست دولة موسسات وجيش محترف واستخبارات منظمه..

من يتخذ القرار المرشد الأعلى وابنه ومن تحتهم والدائرة التي تحكم مهددين بالاغتيال وهم يعلمون انكشافهم


لو كان الرد الإيراني قوي.. وهذا ماحصل مع حزب اللات.. يجعجع زميرة الضاحية قواعد اشتباك قواعد اشتباك مدري من وين تعلمها الي وقد تم اغتيال جميع قادته لم يبقى احد وانته ا به.. لم يطلق صوووخ واحد فقط مسيرات وتأثيرها لا يكاد يذكر

. هم يعرفون العواقب..

ومن الأساس حرب ١٢ يوم ممكن تعتبرها استطلاع بالقوه..
كانت إسرائيل ومن خلفها امريكا يدرسون ردة الفعل الإيرانية ومدي تأثيرها والاستراتيجيات يقيسون كل شي تقريبا مع عوامل القوة والضعف.


الحرب القادمه ستكون أكبر وبنفس الوسائل تنهي حكم الملالي..

ربما الشعب الإيراني يناظر هذه الخطوة
 
عودة
أعلى