تعتمد كوريا الجنوبية ما يطلق عليه استراتيجية "المحاور الثلاثة" (Kill Chain، KAMD، KMPR) لمواجهة التهديدات من كوريا الشمالية فيما شرح مفصل لمحاور الاستراتيجيا و ما هي الاصول المعتمدة لتنفيذ تلك المحاور :
شرح تفصيلي لاستراتيجية "سلسلة القتل" (Kill Chain) الكورية الجنوبية
استراتيجية "سلسلة القتل" (Kill Chain) هي إحدى ركائز الدفاع الرئيسية في كوريا الجنوبية (جمهورية كوريا - ROK)، وتُعد جزءًا من نظام "المحاور الثلاثة" (Three-Axis System) الذي يهدف إلى مواجهة التهديدات النووية والصاروخية من كوريا الشمالية (جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية - DPRK). تم تطوير هذه الاستراتيجية في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، رداً على تطور برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي، وتهدف إلى الكشف عن التهديدات وتدميرها قبل تنفيذها، مما يقلل من مخاطر التصعيد ويحافظ على الردع. هذه الاستراتيجية ليست هجومية بحتة، بل دفاعية استباقية تهدف إلى منع الهجمات بدلاً من الرد عليها بعد وقوعها.
الشرح التفصيلي لـ "سلسلة القتل"
"سلسلة القتل" هي نظام استباقي يعتمد على سلسلة من الخطوات المتتالية للكشف عن الاستعدادات لإطلاق صواريخ أو أسلحة دمار شامل من كوريا الشمالية، وتدميرها قبل الإطلاق. الفكرة الأساسية هي (left of launch)، أي التصدي للتهديد قبل أن يصبح فعالاً. الاستراتيجية تعمل كالتالي:
1- الكشف والمراقبة (Detection): مراقبة مستمرة للنشاط العسكري الكوري الشمالي، بما في ذلك تحركات الصواريخ، المنشآت النووية، والمدفعية طويلة المدى. إذا تم اكتشاف علامات وشيكة للهجوم (مثل تحميل الصواريخ أو حركة الوحدات)، يتم تفعيل الرد.
2- التحديد والاستهداف (Targeting): تحديد الأهداف بدقة عالية باستخدام بيانات الاستخبارات، وتخصيص أسلحة الضربة.
3- الضربة الاستباقية (Preemptive Strike): استخدام صواريخ باليستية أو جوية لتدمير الصواريخ الشمالية، المنشآت النووية، والمدفعية قبل إطلاقها، مما يمنع التصعيد إلى حرب شاملة.
التقييم (Assessment): تقييم نجاح الضربة وإعادة الاستهداف إذا لزم الأمر.
هذه الاستراتيجية تعمل بالتكامل مع المحورين الآخرين: "الدفاع الجوي والصاروخي الكوري" (KAMD) لاعتراض الصواريخ التي تنجو، و"العقاب والرد الضخم الكوري" (KMPR) للضربات الانتقامية على القيادة الشمالية. تم تحديث الاستراتيجية في 2023 تحت إدارة الرئيس يون سوك يول لتعزيز القدرات الاستباقية، رداً على تطورات كوريا الشمالية في الصواريخ النووية وفوق الصوتية.
الأصول المستخدمة مع "سلسلة القتل"
تعتمد "سلسلة القتل" على مزيج من الأصول العسكرية والتكنولوجية لضمان الكشف السريع والضربة الدقيقة. إليك التفاصيل الرئيسية:
أنظمة المراقبة والاستخبارات (ISR - Intelligence, Surveillance, Reconnaissance):
أقمار صناعية: أقمار Arirang (مثل Arirang-3 وArirang-5) للمراقبة البصرية والرادارية، بالإضافة إلى التعاون مع أقمار أمريكية مثل KH-12 للكشف عن حركات الصواريخ الشمالية.
طائرات بدون طيار (UAVs): RQ-4 Global Hawk (حوالي 4 وحدات، نشرت في 2015-2016) للمراقبة المستمرة فوق شبه الجزيرة الكورية، مع مدى 24 ساعة وارتفاع عالي لتجنب الاعتراض.
طائرات استطلاع: طائرات RF-16 وBoeing E-737 Peace Eye للكشف الجوي عن النشاط الصاروخي والنووي.
رادارات أرضية: رادار Green Pine (من إسرائيل) لتتبع الصواريخ، وأنظمة رادار متقدمة مثل Iron Dome-inspired systems للكشف المبكر.
أنظمة الضربة:
صواريخ باليستية: سلسلة Hyunmoo-2 (مثل Hyunmoo-2A/2B/2C) للضربات الدقيقة، مع مدى يصل إلى 800 كم ودقة 30 متر (CEP).
صواريخ كروز: Hyunmoo-3 (مثل 3C بمدى 1,500 كم) للضربات من السفن والغواصات.
طائرات مقاتلة: F-15K Slam Eagle وF-35A Lightning II لإطلاق صواريخ دقيقة مثل JASSM أو JDAM لتدمير الأهداف المحصنة.
مدفعية صاروخية: K9 Thunder و K239 Chunmoo لدعم الضربات الأرضية.
أنظمة الدعم:
الاستخبارات: التعاون مع الولايات المتحدة من خلال أنظمة ISR مشتركة، مثل أقمار KH-11 وطائرات U-2.
القيادة والسيطرة: نظام C4I (Command, Control, Communications, Computers, and Intelligence) لتنسيق الكشف والضربة في دقائق.
الدفاع الإلكتروني: أنظمة تشويش إلكتروني لتعطيل الاتصالات الشمالية.
التحديات والتطورات
رغم فعاليتها، تواجه "سلسلة القتل" تحديات مثل تحسين كوريا الشمالية لصواريخها (مثل KN-23 وKN-24) لتجنب الكشف، ونقص القدرات الاستخباراتية في الطقس السيء. في 2023، أعادت كوريا الجنوبية تنشيط الاستراتيجية مع استثمار 2.5 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي لتحسين الكشف. هذا يعزز الردع، لكن يزيد من مخاطر التصعيد الخاطئ.