مصيبة هذا الرد ، وهذا كمن يفقأ عينه بيده ، فأنت بكل بساطة ، ذكرت 20 خائنا من التاريخ الإسلامي ، مستندا على تاريخ مؤرخين عرب ومسلمين ، ومن ثم طعنت في كل موضوعك بدون شعور.
ناقشني سابقا :
@الحاج سليمان ، و
@عيناوي قديم في الروايات التاريخية وتطويرها والفرق بين القديم والحديث ، وهذا شرح مبسط ، وحتى رد على ما تفضلت به يا أستاذي الكريم :
من الطبيعي أن يتأثر أي مؤرخ بمحيطه الثقافي والسياسي ، وهذا الأمر لا يقتصر على المؤرخين المسلمين فحسب ، بل هو سمة موجودة في جميع الحضارات ، بل أنه موجود في الكتابات والبحوث التاريخية الحديثة ، لكن ما يميز المنهج التاريخي الإسلامي هو التركيز الكبير على الأسانيد ، والروايات المتعددة ، وليجعل القارئ يميز بينها ، ويتحقق منها إن أراد ، ما يساهم في تقليل الانحياز الشخصي إلى حد كبير ، فالمؤرخون العرب المسلمون ، مثل الطبري وابن خلدون ، على سبيل المثال ، قاموا بتحليل بعض الروايات وتقييم مصداقيتهم ، وبالرغم من عدم تصديقهم لبعض الروايات ، فقد ذكرها من باب الامانة ، مع ذكر غيرها أيضا ، بل أن بعض المؤرخين العرب ، ذكروا روايات منكرة ، أو تحت كلمة "قيل" ، أو "يقال" ، ورغم نكرانها ، إلا أن امانة المؤرخين جعلتهم يوردونها أيضاً ، وهو ما يعزز مصداقية التاريخ العربي الإسلامي ، بمعنى آخر ، لم تقتصر الكتابة التاريخية في العالم الإسلامي على السرد ، بل كانت عملية نقل بكل مصداقية ، قد تشمل بعض النقد والتحقيق الدقيقة التي تهدف إلى الوصول إلى الحقيقة بغض النظر عن الميل الشخصي أو الأيديولوجي.
في المقابل ، كان المؤرخون في حضارات أخرى ، مثل الرومانية واليونانية والفارسية ، وغيرهم من الحضارات ، أكثر ميلا للسرد العاطفي والسياسي والعقدي ، مما جعل رواياتهم في كثير من الأحيان تأخذ طابعا ذاتيا أو تخدم هدفا معينا ، مثل تعزيز هيبة الدولة أو تبرير مواقف السلطة ، أو حتى تحاكي شعورهم الشخصي والعاطفي.
أما المؤرخون المعاصرون ، فرغم توافر الوثائق لديهم ، فقد يبقون تحت تأثير ميولهم الشخصية العاطفية والايدولوجية في تفسير الأحداث ، مما قد يحجب بعض الوثائق أو يختارون ما يتناسب مع توجهاتهم الفكرية ، والقارئ لا يدرك ما سرد له وما حجب عنه.
ولكي تفهمون مصداقية المؤرخين العرب ، فقد ذكروا روايات منكرة ومتضاربة في عدة وقائع ، وهو دليل مصداقية ، لن تجدوها عن أحد قبلهم ، ولا بعدهم ، ورغم أن المؤرخين العرب لا يقرونها ، ولكنهم أوردوها بأمانة ، إليكم أمثلة:
الروايات المتعددة والمتضاربة في مقتل عثمان بن عفان ، وروايات معركة صفين ، روايات معركة تبوك ، روايات وفاة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، روايات تفاصيل البيعة والخلافة ، كربلاء ، وغيرها الكثير مما لا يحضرني الآن ، نقلوها بكل رواياتها المختلفة والمتضاربة ، ويأتي بعض من لا يعرف "أدوات" التاريخ والروايات ويشكك فيه بدون أي علم ومنهجية!!.