خناجر في الظهر: 20 خائناً غيّروا مجرى التاريخ الإسلامي

@x_Aksel_x @القيصر الروماني. ط @طويق (!)

ايه يا شباب ده انا معملتش الموضوع لسه يعني علشان تتحمسوا كده

ارجو لو سمحت الالتزام بالموضوع عايزين تتكلموا اكسيله ماشي لكن الكلام عن الامازيغ و من أفضل و مت احسن فانتم طولتم قوي في جدالكم و حرفتم الموضوع ارجو لو سمحت ان تتوقفوا

ذكرت ما أعرفه في حق كسيلة ، وميسرة جزء من تعريف الواقع والحال ، وهو جزء متصل بما ذكره المؤرخين ، ومع هذا فلا مانع عندي من أن يفخر أيّاً كان بكسيلة وميسرة وغيرهم ، ولكن لا يصعدهم على أكتاف الأخرين زورا وبهتان ، والكتب التاريخية موجودة.​
 
والله يا اخي لو تدرس تاريخ المنطقة ستجد ان الجزائرين والمغاربة من اول ذكرلهم في التاريخ لم يتفقوا ولم يتجاوروا بالحسنى وقضايا النزاع التي نشاهدها اليوم هي ليست اسباب الخلاف والصراع بين البلدين بل هي وليدة و تراكم لسلسلة وتاريخ من الخلافات والنزاعات الحافلة بين كل الانظمة السياسية التي قامت في البلدين على مر العصور و منذ عهود الرومان

الله يصلح حالنا وحالكم.
 
انا اقصد ان عبدالناصر مش اول واحد اخترع الفكر القومي هو فقط تبناه و ساهم في صعوده بشكل فظيع
اتوقع مثقفين الشام هم اول من تبنى الفكر ومن بعدها أثروا على أهل مصر والجزيرة العربية والعراق
 
إليك المصادر الأولى في التاريخ الإسلامي ، وليس أبحاث متأخرين :

* ملاحظة : ابن الأثير ، هو - حسب ما قرأت - هو من ذكر رواية السلخ : يذكر صراحة ارتداده.

وفي النهاية ، هذه صحفكم ، وعقبة بن نافع ، مات ، نحسبه من الشهداء ، والله حسيبه ، ولكنه مات ، وكما قالت عائشة رضي الله علنها ، عن أن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى أبا بكر وعمر قالت : وما تعجبون من هذا ؟! ، انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر.
وهذه أجوركم ، وزعوها لمن تشاؤون ، وكنوا شهودا لحوادث لم تروها ، ومحامين لأناس ليس لكم بهم أي علاقة ، إلا اللهم من عصبية عقيمة.


===============================

1. ابن عبد الحكم


في كتابه "الفتوح":

  • يصف كسيلة بأنه مرتد بسبب تمرده على الدولة الإسلامية في المغرب، ورفضه الخضوع للحكم الإسلامي، بل ووصفه بأنه خرج على الإسلام وأنه ارتدّ عن الدين.​
  • قال:​

2. ابن الأثير


في الكامل في التاريخ:

  • قال:​
  • وذكر أن تمرده كان من أسباب اضطرابات المغرب في ذلك العصر.​

3. ابن سعد


في الطبقات الكبرى:

  • وصف كسيلة بأنه من الذين ارتدوا عن الإسلام وثاروا على الحكم الإسلامي.​
  • قال:​

4. الطبري


في تاريخ الرسل والملوك:

  • ذكر أن كسيلة ثار وارتد عن الإسلام، وأكد أن ثورته كانت بمثابة ردة بسبب خروجه على الخلافة الإسلامية.​

ملخص:​


كل هؤلاء المؤرخين يربطون بين تمرد كسيلة وكونه ردة، بمعنى أن خروج كسيلة على الدولة الإسلامية ورفضه لها اعتُبر بمثابة خروج على الإسلام نفسه، وهو التصنيف الذي كان سائداً في تلك العصور.
هناك عشرات المؤرخين غيرهم ذكرت لك بعضا منهم يؤكدون اسلامه
وما يؤكد ذلك هو تصرفه مع أهالي القيروان من المسلمين عندما ملكها
بالمناسبة
المتأخرين في التاريخ افضل من المتقدمين
فأدوات البحث المتوفرة للمتأخرين لم يمتلك المتقدمين عشرها فضلا عن طرق البحث و جمع المصادر
 
انا اقصد ان عبدالناصر مش اول واحد اخترع الفكر القومي هو فقط تبناه و ساهم في صعوده بشكل فظيع

هو بالأصل آمن بها ، ولكنه استغلها سياسيا ، فهي جزء من نفوذه وقوته ، وصعوده الفظيع ، جزء منها خطبه وكاريزماه الشخصية ، ووضع البلدان بعد الاستعمار ، كل ذلك جعلته بطلا في الوطن العربي كله.
في مرحلة اليائس تحتاج الناس لبطل.
 
اتوقع مثقفين الشام هم اول من تبنى الفكر ومن بعدها أثروا على أهل مصر والجزيرة العربية والعراق
اهل مصر كان تركيزهم على القوميه المصريه و انهم مصريين و خلاص صحيح عربي الثقافه لكن مصريين الهويه

اما الباقي فعلا تاثروا بمثقفين شوام معظمهم كانوا مسيحيين بالمناسبه و عموما عبدالناصر تبني التيار القومي العربي مش حبا في العرب قوي يعني بل لحاجه في نفسه و ساهم بقى في نشر الفكر ده في جميع أركان المنطقه بفضل تلاميذه الي اتخذوه قدوه

و بدل ما الوحده تكون على اساس الهويه الاسلاميه الجامعه بقت محصوره في شئ غير واقعي زي القوميه العربيه لان المغربي و المصري مش عرب لكنهم مسلمين و الهويه الاسلاميه توسع أفق الوحده لتشمل المسلم الهندي و الصيني و الأوروبي و غيرهم
 
هو بالأصل آمن بها ، ولكنه استغلها سياسيا ، فهي جزء من نفوذه وقوته ، وصعوده الفظيع ، جزء منها خطبه وكاريزماه الشخصية ، ووضع البلدان بعد الاستعمار ، كل ذلك جعلته بطلا في الوطن العربي كله.
في مرحلة اليائس تحتاج الناس لبطل.
لا تنسي ان ايامه كانت الدعايا شغاله بشكل لا يتخيل لدرجه ان هزائمه كان بيتم تخفيف اثرها و مصائبه الأخري تم تزينها
 
هناك عشرات المؤرخين غيرهم ذكرت لك بعضا منهم يؤكدون اسلامه
وما يؤكد ذلك هو تصرفه مع أهالي القيروان من المسلمين عندما ملكها
بالمناسبة
المتأخرين في التاريخ افضل من المتقدمين
فأدوات البحث المتوفرة للمتأخرين لم يمتلك المتقدمين عشرها فضلا عن طرق البحث و جمع المصادر

عزيزي الحاج سليمان.
أنا لا اتحدث عن كفره وإيمانه ، أنا أتحدث عن غدره وموالاته للكفار وخروجه عن الدولة الإسلامية وقتالها.
المنطق والشرع الإسلامي ، هو من يؤصل هذا الأمر ويحدده ، لا أنا ولا أنت ، وإسلامه وكفره عند الله ، وأنا لست حكما في هذا الأمر ، أنا مجرد ناقل ، ثم من قال لك بحوث المتأخرين أفضل من المتقدمين؟!.
لا أريد أن أفتح معك موضوع البحوث المتأخرة ، مقارنة مع كتابات المتقدمين ، فهذا يطول شرحه ، وأنا في قمة التعب الآن.
 
اهل مصر كان تركيزهم على القوميه المصريه و انهم مصريين و خلاص صحيح عربي الثقافه لكن مصريين الهويه

اما الباقي فعلا تاثروا بمثقفين شوام معظمهم كانوا مسيحيين بالمناسبه و عموما عبدالناصر تبني التيار القومي العربي مش حبا في العرب قوي يعني بل لحاجه في نفسه و ساهم بقى في نشر الفكر ده في جميع أركان المنطقه بفضل تلاميذه الي اتخذوه قدوه

و بدل ما الوحده تكون على اساس الهويه الاسلاميه الجامعه بقت محصوره في شئ غير واقعي زي القوميه العربيه لان المغربي و المصري مش عرب لكنهم مسلمين و الهويه الاسلاميه توسع أفق الوحده لتشمل المسلم الهندي و الصيني و الأوروبي و غيرهم

شوف يا ابراهيم باشا * ،، فكرة التسلل او الاختراق الغربي داخل الجسد العربي كانت قائمة على اساس عرقي و/او ديني طائفي مع تهيئة فرقة اسلامية جديدة لا تعترف بالاصول الاسلامية (الخيرية الثلاثة) لتكريس الفرقة بين العرب و المسلمين ،، تشويه الحدود و جعلها سبب للخلافات و من ثمة الحروب ،، يتم اختزال كل هذه المعاني في كلمتين ،، فرق تسد.

كون مصر عربية ام لا ،، السيدة هاجر المصرية ام اسماعيل ابو العرب ،، مصر اصل العرب ،، هم ينتسبون الينا و ليس مصر من تنتسب اليهم ،، لكن ذلك لا ينفي خصوصية مصر كمركز حضاري عالمي يملك ارث حضاري و انساني فريد ذو شخصية راسخة مستقلة في كل العصور ،، لا يضاهى عالميا.

اعتبارات الامن القومي العربي تتطابق مع اعتبارات الامن القومي العربي ،، هذا ليس كلام انشاء على الاطلاق ،، النيل عاوز السودان ،، قناة السويس عايز اليمن ،، و الحرب تأتيك من اسرائيل (العامل المشترك في كل حروب مصر و العرب).

فصل مصر عن محيطها العربي هو المقصود ،، ليس في مصلحة احد ،، لا مصر و لا العرب ،، المصلحة الوحيدة من نصيب اعداء مصر و العرب و المسلمين.

عارف علم مصر ،، النسر ،، او بالاحرى العقاب بتاع صلاح الدين ،، كان علم صلاح الدين على ابواب القدس ،، هو في احلى من كده.

الاثار المصرية جميلة و حلوة و فخر ل مصر و كل حاجة ،، لكننا نسكن الاثار الاسلامية.

= جمهورية مصر العربية =

* القائد ابراهيم باشا ابن محمد على كان صاحب اول رؤية لدولة عربية موحدة.
 

6) الأفضل بن بدر الدين الجمالي – الوزير الذي جلب الصليبيين​


في أواخر القرن الخامس الهجري، كانت الأمة الإسلامية منقسمة بين دولتين متنافستين:
الخلافة العباسية في بغداد، والدولة العبيدية في مصر.
أما بلاد الشام، فكانت ساحة صراع بين الطرفين، كل طرف يحاول مد نفوذه عليها.


في هذا المشهد المضطرب، كان الأفضل بن بدر الدين الجمالي هو الحاكم الفعلي لمصر، رجل قوي بيده مقاليد الدولة العبيدية، لكنه لم يكن يملك مشروعًا للوحدة الإسلامية، بل كان همه أن يضمن بقاء سلطانه في القاهرة.


ومع صعود السلاجقة في المشرق وتحالفهم مع العباسيين، أخذ ميزان القوى يميل ضد العبيديين.
السلاجقة حرروا معظم بلاد الشام من سيطرة القاهرة، وأصبح سقوط مصر نفسها مسألة وقت.
وهنا، بدلاً من أن يتوحد الأفضل مع إخوانه المسلمين، ارتكب جريمة ستظل وصمة عار في التاريخ: تحالف مع الصليبيين.


عام 1095م أعلن البابا أوربان الثاني في فرنسا الحملة الصليبية الأولى، وانطلقت جموع الفرنجة تعبر أوروبا نحو المشرق.
وحين وصلوا إلى الأناضول وبدأوا معاركهم مع السلاجقة، وجدوا في الأفضل حليفًا لا يُقدّر بثمن.
لقد راسلهم، وقدّم لهم الدعم، ثم دعاهم لغزو الشام ليجعل منهم حائطًا بينه وبين العباسيين والسلاجقة.


دخل الصليبيون أنطاكية، ثم توجهوا نحو القدس.
وفي عام 1098م، بينما كانت قوات المسلمين تقاتل ببسالة، غدر بهم الأفضل: انتزع فلسطين منهم في لحظة ضعف، ثم بعد عام فقط سلّم القدس للصليبيين بعد مقاومه ضعيفه طوعًا مقابل الأمان لحاميته العبيدية، مكتفيًا بالاحتفاظ بعسقلان.


هكذا سقطت القدس عام 1099م، وارتكب الصليبيون فيها مجزرة مروعة ذُبح فيها سبعون ألف مسلم.
كان الأفضل شريكًا مباشرًا في هذه الكارثة، لأنه سهّل الطريق، وضمن للغزاة الاستقرار في قلب العالم الإسلامي.


المؤرخ ابن الأثير كتب بمرارة:




لقد أراد الأفضل أن يحمي كرسيه في القاهرة، فضحّى بالقدس، وترك الأمة تغرق في الدماء.
وكانت خيانته هي الجسر الذي عبرت منه الحملات الصليبية لتقيم ممالكها في الشام أكثر من قرن ونصف.


إنه نموذج للخائن الذي يبيع مقدسات الأمة ليبقى في الحكم، فيغدو اسمه مرادفًا للعار إلى يوم الدين.




7) شاور بن مجير السعدي – الذي فتح أبواب القاهرة للصليبيين​


في منتصف القرن السادس الهجري، كانت مصر تحت حكم الدولة العبيدية (المعروفة خطأً بالفاطمية).
وكان شاور بن مجير السعدي الرجل الأقوى، الحاكم الفعلي لمصر، يتحكم في مقاليد الأمور من وراء الخليفة الصوري العاضد بالله.


لكن دوام الحال من المحال.
فقد أُطيح بشاور من كرسيه، ووجد نفسه طريدًا بلا سلطان.
حينها لجأ إلى نور الدين محمود زنكي في الشام، واستنجد به، عارضًا عليه أن يعيده إلى الحكم مقابل الولاء والتزامات يقطعها على نفسه.


نور الدين، الحاكم العادل المجاهد، صدّقه، وأرسل جيشًا بقيادة القائد العظيم أسد الدين شيركوه وبرفقته ابن أخيه الشاب صلاح الدين الأيوبي.
دخل شيركوه مصر بجيشه، وانتصر، وأعاد شاور إلى كرسيه.
لكن ما إن استقر له الحكم حتى انقلب على وعوده، وأدار ظهره لنور الدين.


لم يكتف شاور بنكث العهد، بل ارتكب خيانة لم يسبقه إليها أحد:
فقد دعا الصليبيين إلى التدخل في مصر، وطلب من البيزنطيين أن يغزوا الإسكندرية!
تحولت القاهرة إلى ساحة مؤامرات، بين جيش شيركوه وصلاح الدين من جهة، وجيوش الصليبيين المتحالفة مع شاور من جهة أخرى.


وبعد مفاوضات، خرج شيركوه من مصر بشرط خروج الصليبيين أيضًا.
لكن شاور لم يرضَ، فعاد ليُدخل الفرنجة مرة أخرى، حتى جعل لهم حاميات عسكرية على أسوار القاهرة نفسها، في قلب دار الإسلام!


لقد بلغ به الغدر أن جلس على مائدة واحدة مع قادة الصليبيين، وسمح لهم أن يحرسوا عاصمته.
لم يكن يهمه الدين ولا الأمة ولا مصر، إنما كان همه الوحيد أن يبقى في الحكم، ولو باع البلد كلّه.


لكن نهايته كانت عبرة.
فبعد أن استعاد شيركوه وصلاح الدين السيطرة على مصر، تظاهر شاور بالولاء، بل دعاهم إلى وليمة كبرى كان يخطط فيها لتسميمهم.
إلا أن مؤامرته انكشفت، فأمر شيركوه بقتله سنة 564هـ (1169م).


كتب المؤرخون أن أهل مصر استراحوا من شره يوم قُتل، وعلقوا بمرارة:




لقد طبع شاور اسمه في سجل الخيانة، كرجل جعل الصليبيين أوصياء على القاهرة، وجعل عاصمة الإسلام ساحة مطامع الغر
باء.




8) محمد بن الأحمر – الذي باع الأندلس لقاء عرش صغير​


في القرن السابع الهجري، كانت الأندلس تعيش آخر أنفاسها.
سقطت دولة الموحدين، وتوزّعت بلاد الأندلس بين أمراء يتنازعون الحكم، فيما كانت ممالك قشتالة وأراغون وليون تتربص بكل مدينة وقرية.


في تلك اللحظة ظهر رجل اسمه محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر، مؤسس ما عُرف لاحقًا بدولة بني الأحمر في غرناطة.
ظهر بشعار براق كتبه على راياته: "ولا غالب إلا الله"، لكن ما فعله على أرض الواقع كان خيانة سوداء خلدها التاريخ.


كان الأندلسيون قد اجتمعوا تحت قيادة محمد بن هود الجذامي، وخرجت الجموع بالمئات والألوف عازمة على استرداد المدن التي ضاعت.
وكانت قرطبة، عاصمة الحضارة الإسلامية في الغرب، لا تزال صامدة تنتظر النصر.


لكن محمد بن الأحمر لم يكن يرى إلا نفسه وعرشه.
ففي الوقت الذي كانت الأمة تستعد لمعركة مصيرية، انقلب على ابن هود، وتمرد عليه، بل تحالف مع الإسبان الصليبيين أنفسهم!
وقف معهم كتفًا بكتف، وساعدهم في حصار قرطبة حتى سقطت عام 1236م، وبعدها شاركهم في إسقاط إشبيلية عام 1248م.


لم يكن هدفه إلا أن يمنحه الإسبان إمارة صغيرة يتسلطن عليها.
فكان له ما أراد، إذ حصل على غرناطة ليكون أول ملوك بني الأحمر، لكن بثمن غالٍ: بيع معظم الأندلس.


المؤرخ ابن الخطيب يصف هذه المرحلة بقوله:




وهكذا تحولت غرناطة إلى آخر قلاع المسلمين في الأندلس، دولة ضعيفة تقوم على المهادنة والجزية، بفضل خيانة ابن الأحمر الذي فضّل عرشًا صغيرًا على وحدة الأمة.


ولم ينسَ الإسبان جميله؛ بل جعلوه أداتهم لتفكيك بقية الحصون الإسلامية، وظل بنو الأحمر يدفعون الجزية قرونًا، حتى انتهى أمرهم عام 1492م بسقوط غرناطة نفسها، وخروج المسلمين من الأندلس إلى الأبد.


لقد كان محمد بن الأحمر رمزًا للخائن الذي يبيع أرضه وعرضه مقابل تاج زائف، ترك خلفه وصمة عار أبدية، ودموع ملايين من المهجرين والمقهورين من أهل الأندلس.







9) الكامل محمد الأيوبي – سلطان يسلّم القدس بلا قتال​


كانت الحروب الصليبية في أوجها، والجيوش الإسلامية تتصدى لمحاولات متكررة من أوروبا لاحتلال القدس وأرض فلسطين.
بعد جهاد عظيم قاده صلاح الدين الأيوبي وأحفاده، عادت القدس إلى حضن الأمة، وصارت رمزًا لانتصار المسلمين على الصليبيين.


لكن الخيانة كثيرًا ما تأتي من داخل البيت.
وفي عام 1229م، ظهر السلطان الكامل محمد الأيوبي، حفيد صلاح الدين، على مسرح الأحداث، ليكتب واحدة من أبشع الصفحات في تاريخ الأمة.


كان الكامل يحكم مصر، بينما كان إخوته وأبناء عمومته يتقاسمون بقية بلاد الشام.
وكعادة الأيوبيين بعد صلاح الدين، تنازعوا السلطة، وانشغلوا بالصراع الداخلي أكثر من مواجهة الخطر الخارجي.
الكامل نفسه كان يخشى من طموحات إخوته وأقاربه أكثر من خشيته من الصليبيين.


وعندما وصل الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني إلى الشام يقود الحملة الصليبية السادسة، لم يجد أمامه جيوشًا موحدة أو مقاومة صلبة، بل وجد سلطانًا مرتعدًا يمد له يده سرًا.


الكامل لم يقاتل، لم يحاصر، لم يفاوض من موقع قوة، بل سارع إلى توقيع اتفاقية يُعدها المؤرخون فضيحة تاريخية: معاهدة يافا سنة 1229م.
بموجبها سلّم القدس وما حولها من مدن للصليبيين، باستثناء الحرم القدسي الشريف!
وأشرف بنفسه على إخلاء المسلمين منها، مفرّغًا المدينة من أهلها ومجاهدها.


القدس، التي حررها صلاح الدين بدماء عشرات الآلاف من المجاهدين، أعادها حفيده الكامل بقطعة ورق وبصمة على معاهدة.


يقول المؤرخ ابن الأثير غاضبًا من هذا الحدث:




والأدهى أن الكامل لم يفعل ذلك إلا ليضمن دعم فريدريك الثاني ضد خصومه من الأيوبيين الآخرين.
باع القدس مقابل أن يثبت عرشه!


هكذا تحولت مدينة الأنبياء إلى ورقة مساومة سياسية، وفقدت الأمة قدسها مرة أخرى، لا بسيوف الصليبيين وحدهم، بل بخيانة سلطان من سلالة البطل الذي حررها.


لقد كان الكامل محمد الأيوبي مثالًا حيًا على كيف يمكن للطمع والخوف أن يحوّلا قائدًا إلى خنجر في ظهر الأمة، ويقلبا النصر إلى هزيمة.





10) ابن العلقمي – الوزير الذي سلّم بغداد للمغول​


حين نذكر سقوط بغداد سنة 1258م، فإننا نتحدث عن واحدة من أبشع الكوارث في تاريخ الأمة الإسلامية.
مدينة السلام، عاصمة الخلافة العباسية، حاضرة الدنيا، ومركز العلم والحضارة، سقطت في قبضة المغول، فتحولت أنهارها إلى دماء، ومكتباتها إلى رماد، وقلوب أهلها إلى جراح لم تلتئم قرونًا.


وفي قلب هذه المأساة، كان يقف اسم واحد يُردد في كتب التاريخ مقرونًا بالخيانة: مؤيد الدين محمد بن العلقمي، الوزير الرافضي للخليفة المستعصم بالله.


ابن العلقمي لم يكن مجرد وزير ضعيف أو غير كفء، بل كان خائنًا متآمرًا.
كان ساخطًا على الخلافة العباسية، كارهاً للخليفة المستعصم، فمدّ يده سرًا إلى المغول، وبدأ يراسلهم بالخرائط والأخبار، ممهدًا الطريق لهولاكو ليدك أسوار بغداد.


ولم يقف خيانته عند الرسائل السرية. بل عمل من الداخل على إضعاف جيش الخلافة.
يروي المؤرخون أن جيش العباسيين كان قد بلغ 100 ألف مقاتل، لكن ابن العلقمي أقنع الخليفة بتسريح معظمهم بحجة الاقتصاد، حتى لم يبقَ سوى 10 آلاف فقط!
فلما وصل المغول، لم يجدوا أمامهم إلا جيشًا هزيلًا عاجزًا عن الدفاع عن أكبر عاصمة إسلامية.


ثم جاءت الطعنة الأخيرة:
عندما اقترب هولاكو من بغداد، زعم ابن العلقمي أنه قادر على التفاوض، وأنه توصّل لاتفاق آمن، وأقنع الخليفة المستعصم بالخروج بنفسه للقاء هولاكو!
خرج الخليفة وهو يظن أن هناك صلحًا، فإذا به يقع في الأسر، ثم يُقتل بمهانة لم يعرفها خلفاء المسلمين من قبل.


دخل المغول بغداد، وبدأت المذبحة.
قُتل ما يزيد عن 800 ألف مسلم في أيام معدودة، وغُرقت الكتب في دجلة حتى قيل إن مياه النهر صارت سوداء من مدادها، وحمراء من دماء أهلها.
أما ابن العلقمي، فقد كافأه المغول بأن أبقوه وزيرًا شكليًا ذليلًا، يسير في الشوارع تحت حراسة جنودهم.
حتى قيل إن امرأة من بغداد صاحت فيه يومًا:




فعاد إلى داره مكسورًا، ومات بعدها بأسابيع قليلة، يجر خلفه لعنة أبدية.


كتب المؤرخ ابن كثير في البداية والنهاية:




لقد صار ابن العلقمي مرادفًا للخيانة في التراث الإسلامي.
اسم يُذكر كلما أراد الناس أن يصفوا من يطعن الأمة من داخلها، أو من يفتح أبوابها لأعدائها.


سقوط بغداد لم يكن هزيمة عسكرية فقط، بل كان خيانة من الداخل جسّدها هذا الوزير، الذي سيظل اسمه مقرونًا بالعار إلى قيام الساعة.



و مااكثرهم في زمننا الحالي
 
عودة
أعلى