لو سمحت، هل انت صديقنا خضيِّر من مصر؟تمهيد: معادلة القوة الذكية بين الرؤية والتطبيق
في ظل التصعيد الأخير بين المملكة العربية السعودية والحوثيين في اليمن، تبرز استراتيجية سعودية مستوحاة من مفاهيم "الحرب الشعبية الطويلة الأمد" و"الاعتماد على الذات"، لكن بتطبيق عملي يركز على التكنولوجيا والشراكات الدولية. هذه المعادلة تجسد رؤية الأمير محمد بن سلمان لتحويل التحديات إلى فرص، والأزمات إلى منصات للبناء.
١. تحليل ميداني: المواجهة الحالية وتداعياتها الإقليمية
وفقاً لتقارير إسرائيلية ودولية، فإن السعودية تستعد لحشد ما يصل إلى 70 ألف جندي من قواتها البالغة 120 ألفًا، مدعومة بالقوات الجوية والبحرية، في واحدة من أكبر العمليات منذ عام 2015. هذا التحرك يأتي بعد تصاعد تهديدات الحوثيين لمنشآت النفط السعودية ومشاريع "رؤية 2030"، خاصة مدينة "نيوم" المستقبلية التي تقع على بعد 400 كيلومتر فقط من الحدود اليمنية.
التهديد الحوثي المتطور: لم يعد الحوثيون "ميليشيا بدوية" كما في الماضي، بل يمتلكون صواريخ باليستية من نوع "قدس-3" بطول 500 كيلومتر، وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، وأنظمة دفاع جوي متطورة.
الرد السعودي: من الدفاع إلى الهجوم: الانتقال من استراتيجية "الاحتواء" إلى "الاستباقية" عبر ضربات جوية مستهدفة وتحركات برية مدروسة، مع الاعتماد على أسلحة متطورة مثل الأنظمة الصينية المضادة للطائرات المسيرة.
٢. استراتيجية "التدريب الثوري": كيف حوّلت السعودية هزيمتها إلى انتصارات؟
هنا تبرز فلسفة "التعلم من الهزيمة" كما جسّدتها التجارب التاريخية. بعد عمليات فاشلة سابقة مثل تدمير كتيبة دبابات M1A2 في صعدة عام 2018، أدركت السعودية أن التفوق التقني وحده لا يكسب المعارك. لذا اعتمدت ثلاث ركائز:
بناء الجندي "المفكّر": تدريب القوات على القتال في terrain اليمني الجبلي، وتطوير تكتيكات مكافحة التمرد بدلاً من الاعتماد على المواجهات التقليدية.
توطين الصناعة العسكرية: تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، تم إنشاء "هيئة الصناعات العسربية" (SAMI) بهدف توطين 50% من الإنفاق العسكري بحلول 2030. هذا ليس توفيراً للمال بل ضماناً للاستقلال الاستراتيجي.
شراكات ذكية لا تبعية: التعاون مع الصين للحصول على أنظمة ليزر مضادة للطائرات المسيرة (مثل "سكاي لايزر" التي سجلت 36 إصابة من 36 هدفاً)، ومع باكستان لتدريب القوات الخاصة، دون التخلي عن التحالف مع الولايات المتحدة للحصول على الدعم الاستخباراتي.
٣. "الحرب الاقتصادية" كسلاح استراتيجي:
إدراكاً أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل اقتصادية ونفسية، طبقت السعودية ما يشبه "حرب العصابات الاقتصادية":
حماية منشآت النفط: بعد الهجوم على أرامكو في 2019، أنفقت السعودية مليارات الدولارات على أنظمة دفاع جوي متطورة، including الصينية التي تكلف عملية اعتراضها بضع دولارات فقط مقابل مئات الآلاف للصواريخ التقليدية.
**استقرار "رؤية 2030":**ضمان المشاريع العملاقة مثل "نيوم" وكأس العالم 2030 تسير دون توقف، لأن أي تهديد لها هو تهديد للاقتصاد السعودي بأكمله.
٤. الدروس المستفيدة من التجارب العالمية:
على عكس التدخلات الغربية في العراق وأفغانستان، التي اعتمدت على القوة الغاشمة، تعلمت السعودية من أخطاء الآخرين:
عدم التورط في "مستنقع بري": التحرك السريع والمحدود بأهداف واضحة، وتجنب الاحتلال الطويل الذي يستهلك الموارد ويولد الكراهية.
التركيز على "الشرعية السياسية": دعم الحكومة اليمنية الشرعية دون فرض حلول من الخارج، والبحث عن تسوية سياسية параллельно مع الضغط العسكري.
٥. الخاتمة: نحو نموذج سعودي "للردع الذكي"
المواجهة مع الحوثيين لم تعد مجرد حرب تقليدية، بل أصبحت نموذجاً لـ"الصراع المرن" في القرن ال21. السعودية، تحت القيادة الحكيمة للأمير محمد بن سلمان، تظهر للعالم كيف يمكن لدولة أن تحوّل التهديدات إلى فرص للتحول الاستراتيجي.
النصر لا يُقاس بعدد القتلى أو السيطرة على الأرض، بل بالقدرة على حماية المستقبل الاقتصادي، وبناء قدرات دفاعية وطنية، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. كما قال أحد الخبراء: "السلام لا يزرع بالصواريخ، بل بالإرادة السياسية والحكمة الاستراتيجية".
"الشعب السعودي هو جيش التحرير الحقيقي، ليس بأسلحته، بل بإرادته ووحدة هدفه." — بروح الرؤية التي تجسد الوطنية والتقدم.