خاص – Defense Arabia
يدخل الخليج مرحلة جديدة من سباق التسلح، تتصدره السعودية والإمارات والكويت وقطر، حيث تتسارع الخطط لتطوير القدرات الدفاعية عبر اقتناء الطائرات المسيّرة عالية التقنية، ونقل التكنولوجيا، وتوطين الإنتاج المحلي.
هذا التوجه لا يعكس مجرد رغبة في تحديث الجيوش، بل يترجم رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الخارج، وبناء صناعات دفاعية متكاملة قادرة على المنافسة.
وتؤكد مصادر في قطاع الدفاع أن عقوداً كبرى، مثل الصفقة التاريخية بين الرياض وشركة Baykar التركية لاقتناء مسيّرات Akinci، التي عُدت الأكبر في تاريخ الصناعات الدفاعية التركية، تجسد حجم الرهانات المطروحة في هذه المرحلة.
وجاءت هذه الخطوة بعد توقيع عقد بلغت قيمته 367 مليون دولار يشمل توريد الطائرات وحزم الدعم اللوجستي والصياني، ما يعزز قدرات الكويت في مهام الاستطلاع، المراقبة البحرية والبرية، الهجوم الجوي، وعمليات البحث والإنقاذ.
وبذلك أصبحت الكويت الدولة التاسعة والعشرين التي تشغّل هذه المنظومة التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا، سوريا، ليبيا، وأذربيجان.
أما قطر، فقد سبقت جيرانها باقتناء مسيّرات Bayraktar TB2 منذ عام 2018، واستخدمتها في تدريبات مشتركة ومهام استطلاعية. وتواصل الدوحة اليوم البحث عن شراكات مع شركات غربية وأوروبية لتطوير مسيّرات استراتيجية، بالتوازي مع الاستثمار في مراكز بحثية دفاعية وتأهيل كوادر وطنية. وتندرج هذه الجهود ضمن سياسة تنويع مصادر التسليح وبناء شبكة تحالفات متوازنة.
يدخل الخليج مرحلة جديدة من سباق التسلح، تتصدره السعودية والإمارات والكويت وقطر، حيث تتسارع الخطط لتطوير القدرات الدفاعية عبر اقتناء الطائرات المسيّرة عالية التقنية، ونقل التكنولوجيا، وتوطين الإنتاج المحلي.
هذا التوجه لا يعكس مجرد رغبة في تحديث الجيوش، بل يترجم رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الخارج، وبناء صناعات دفاعية متكاملة قادرة على المنافسة.
وتؤكد مصادر في قطاع الدفاع أن عقوداً كبرى، مثل الصفقة التاريخية بين الرياض وشركة Baykar التركية لاقتناء مسيّرات Akinci، التي عُدت الأكبر في تاريخ الصناعات الدفاعية التركية، تجسد حجم الرهانات المطروحة في هذه المرحلة.
أطروحة المقال
يشكل سباق التسلح بالمسيّرات في الخليج، بقيادة السعودية والإمارات ومع انخراط متزايد للكويت وقطر، تحوّلاً استراتيجياً يعيد رسم موازين القوى الإقليمية. فمن خلال الجمع بين المشتريات الضخمة، نقل التكنولوجيا، وتطوير خطوط إنتاج محلية، تسعى هذه الدول إلى تحقيق الاكتفاء الدفاعي، والانتقال من خانة المستورد إلى خانة المنتج وربما المصدّر للتكنولوجيا العسكرية.السعودية: من المشتري الكبير إلى المنتج المحلي
تتوسع السعودية بوتيرة سريعة في مجال المسيّرات، مرتكزة على رؤية 2030 التي تضع الصناعات الدفاعية في قلب التحول الاقتصادي. ومن أبرز خطواتها:- توقيع عقد مع Baykar التركية لتوريد مسيّرات Akinci.
- ترخيص إنتاج مسيّرات تركية من طراز SU-Karayel داخل المملكة.
- تشغيل خطوط لتجميع مسيّرات صينية Wing Loong II محلياً.
- الدخول في مباحثات مع General Atomics الأميركية للحصول على نحو 200 مسيّرة MQ-9 Reaper.
الإمارات: هندسة التحالفات والتكامل الصناعي
تسلك الإمارات مساراً يقوم على مزيج من التحالفات الدولية والتوطين الصناعي بقيادة مجموعة EDGE. ومن أبرز تحركاتها:- التفاوض مع شركة Elbit Systems الإسرائيلية للحصول على مسيّرات Hermes 900 مع نقل تدريجي للتكنولوجيا.
- استلام 20 مسيّرة Bayraktar TB2 تركية عام 2022، مع مفاوضات لإقامة مصنع إنتاج محلي.
- التعاون مع Baykar لدمج ذخائر إماراتية الصنع من طراز Desert Sting في مسيّرات TB2.
الكويت وقطر: من الانتقائية إلى الانخراط الفعلي
خطت الكويت خطوة استراتيجية بانضمامها إلى قائمة الدول المشغلة لمسيّرات بيرقدار TB2 التركية. فقد استلمت القوات الجوية أولى الدفعات في حفل رسمي بقاعدة علي السالم الجوية، بحضور كبار المسؤولين.وجاءت هذه الخطوة بعد توقيع عقد بلغت قيمته 367 مليون دولار يشمل توريد الطائرات وحزم الدعم اللوجستي والصياني، ما يعزز قدرات الكويت في مهام الاستطلاع، المراقبة البحرية والبرية، الهجوم الجوي، وعمليات البحث والإنقاذ.
وبذلك أصبحت الكويت الدولة التاسعة والعشرين التي تشغّل هذه المنظومة التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا، سوريا، ليبيا، وأذربيجان.
أما قطر، فقد سبقت جيرانها باقتناء مسيّرات Bayraktar TB2 منذ عام 2018، واستخدمتها في تدريبات مشتركة ومهام استطلاعية. وتواصل الدوحة اليوم البحث عن شراكات مع شركات غربية وأوروبية لتطوير مسيّرات استراتيجية، بالتوازي مع الاستثمار في مراكز بحثية دفاعية وتأهيل كوادر وطنية. وتندرج هذه الجهود ضمن سياسة تنويع مصادر التسليح وبناء شبكة تحالفات متوازنة.
الأهداف الاستراتيجية: ما وراء المشتريات
تتقاطع جهود السعودية والإمارات والكويت وقطر عند ثلاث غايات رئيسية:- تعزيز القدرات العملياتية: امتلاك أساطيل مسيّرات متطورة قادرة على المراقبة، الاستطلاع، الهجوم، والحرب الإلكترونية.
- تحقيق الاكتفاء الدفاعي: تقليل الاعتماد على الخارج عبر نقل التكنولوجيا وتطوير الإنتاج المحلي.
- الارتقاء بالصناعة الوطنية: دعم خطط التحول الاقتصادي (رؤية السعودية 2030، خطط الإمارات 2025–2028) مع برامج تدريب وتأهيل في قطر، وخطوات تشغيلية ملموسة في الكويت.
الأبعاد الإقليمية: موازين جديدة للقوة
تفتح الطفرة الخليجية في قدرات المسيّرات الباب أمام تحولات استراتيجية في الشرق الأوسط. فامتلاك السعودية والإمارات لأساطيل متقدمة قد يغير قواعد اللعبة في النزاعات الإقليمية، بينما يضيف دخول الكويت وقطر عنصر تنويع في مصادر التسليح وأنماط التشغيل. هذا التنوع يعزز مرونة المنظومة الدفاعية الخليجية ويزيد من تعقيد الحسابات الإقليمية، سواء في مراقبة التهديدات أو إدارة التحالفات.صناعة المستقبل بقرار اليوم
لا يقتصر السباق الخليجي نحو المسيّرات على اقتناء تكنولوجيا عسكرية متقدمة، بل يتجاوز ذلك إلى بناء منظومات إنتاج وتطوير وتصدير. ومع دخول السعودية والإمارات والكويت وقطر في معترك التصنيع المحلي والشراكات التكنولوجية، يبرز سؤال استراتيجي مفتوح: هل نشهد خلال العقد القادم تحول هذه الدول من مجرد مستوردين إلى مورّدين رئيسيين لتكنولوجيا المسيّرات في الشرق الأوسط، وربما إلى أسواق أوسع عالمياً؟defense-arab.comdefense-arab.comdef...025/08/سباق-الخليج-نحو-التفوق-بالمسيّرات-الس/