تعد معركة مأرب واحدة من أبرز فصول الصراع اليمني حيث شهدت صراعاً عسكرياً عنيفاً بين قوات الحوثيين وحلفائهم من جهة
وبين القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة أخرى
ولكن المثير في هذه المعركة هو الدور الحاسم الذي لعبته القوات الجوية السعودية في حسم المعركة
لصالح القوات اليمنية الشرعية حيث تكشف هذه المعركة عن مدى تأثير القوة الجوية في تغيير موازين القوى على الأرض
المعركة وتكتيكات الحوثيين
في عام 2020 بدأت مليشيات الحوثيين وحلفاؤهم في شن هجوم واسع على مدينة مأرب
( يشمل الدرونات والصواريخ الباليستية والتكتو باليستية والكروز والأغراق البشري )
مأرب مركز استراتيجي في اليمن وموقع ذو أهمية عسكرية واقتصادية كان الهدف من الهجوم هو السيطرة على المدينة
وتوسيع دائرة النفوذ الإيراني في المنطقة لكن مأرب بما تحويه من مقاومة قوية من قبل القوات الحكومية
كانت حصناً صعباً على المليشيا الارهابية.
في بداية الهجوم حاولت مليشيا الحوثي وحلفاؤها فرض حصار على المدينة وإضعاف خطوط الإمداد للمقاومة
تم تكثيف الهجمات عبر الطرق الصحراوية والجبال ، لكن التحالف العربي بقيادة السعودية والذي ضم قوات
جوية وبرية سعودية ويمنية كان له تأثير بالغ في تعطيل هذه المحاولات.
دور القوات الجوية السعودية
ما جعل معركة مأرب مميزة هو الدور الحاسم الذي لعبته القوات الجوية السعودية. بعد أن فشلت المليشيا الحوثية
في إحراز تقدم سريع على الأرض جاء الرد السعودي الجوي القوي الذي حول مجريات الحرب في المنطقة
شنت القوات الجوية السعودية غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في مختلف مناطق مأرب ومن خلال الضربات الجوية المركزة
على مخازن الأسلحة والقيادات العسكرية والآليات المدرعة للحوثيين تمكنت السعودية من شل قدراتهم العسكرية بشكل كبير
تظهر التقارير أن السعودية استخدمت أسلحة دقيقة جداً قادرة على استهداف أهدافها بشكل متقن
وهو ما أدى إلى تدمير العديد من التجمعات العسكرية ومراكز القيادة ومخازن الاسلحة للحوثيين وأجبرتهم على التراجع
وكان هذا الهجوم الجوي بمثابة الضربة القاصمة لمليشيا الحوثي حيث خسرت العديد من مقاتليها وقادتها
مما جعلها عاجزة عن استعادة زمام التفوق على الأرض.
إسناد المشاة اليمنيين
إلى جانب الغطاء الجوي كان هناك دعم ميداني لا يقل أهمية قدمته القوات البرية اليمنية حيث شنت الألوية المدرعة التابعة للجيش السعودي واليمني هجمات على خطوط المليشيا الحوثية في صحراء مأرب كانت العمليات البرية مدعومة بإسناد جوي مكثف
ومستمر لم ينقطع , ما جعل الحوثيين عاجزين عن الصمود أمام هذا الهجوم المركب.
المجزرة البشرية
النتيجة كانت مأساوية بالنسبة للمليشيا الحوثية فقد لقي أكثر من 25,000 مقاتل حوثي مصرعهم في تلك المعركة
بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى المعركة كانت بمثابة "عملية انتحارية" كما وصفها الهالك العام لحزب الله حسن نصر الله
الذي كان يتطلع إلى "طريق القدس" عبر مأرب لكنه لم يدرك أن هذا الطريق كان تحت حماية المملكة العربية السعودية
إن هذه الأرقام البشرية تبرز حجم الخسائر الفادحة التي تكبدها الحوثيون في مأرب
وهي معركة ظلت ملامحها حاضرة في الذهن السياسي والعسكري حتى اليوم.
تغيير موازين القوى
ما حدث في مأرب لم يكن مجرد معركة عسكرية بل كان نقطة تحول في الحرب اليمنية حيث تعد معركة مأرب مثالاً
على كيفية تغيير موازين القوى العسكرية في الحروب الحديثة باستخدام القوة الجوية بشكل فعال.
الدور الذي لعبته القوات الجوية السعودية في تدمير قوات الحوثي لم يكن مجرد رد فعل بل كان عملية دقيقة ومنظمة
تهدف إلى إحباط هجوم معادي لمستقبل اليمن وأمن المنطقة بشكل عام مع أن الصراع لا يزال مستمرًا فإن معركة مأرب
تظل علامة فارقة في التاريخ العسكري للمنطقة
هذه المعركة تبرز أهمية التكنولوجيا الحديثة في الحروب وكيف يمكن أن تكون القوة الجوية
سلاحًا حاسمًا في تدمير القدرات العسكرية للعدو وتحقيق النصر.
متحدث التحالف العميد تركي المالكي يقف على سد مأرب