حروب الغد بين جبهات العصابات وميادين الذكاء الاصطناعي بقلم اللواء الركن محمد الخضيري الجميلي

محمد الجميلي

عضو جديد
إنضم
5 مارس 2025
المشاركات
56
التفاعل
69 2 0
الدولة
Egypt
حروب الغد… بينجبهات العصابات إلى ميادين الذكاء الاصطناعي

بقلم: اللواء الركن محمد الخضيري الجميلي

في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، لم تعد الحروب القادمة امتدادًا بسيطًا لحروب الأمس. ميدان القتال المستقبلي سيكون خليطًا معقّدًا من تكتيكات العصابات، والتكنولوجيا الفائقة، والحرب النفسية، والفضاء الإلكتروني. القادة الذين يفكرون بمنطق الأمس، سيجدون أنفسهم أمام خصوم يهاجمون بأساليب لا تشبه أي معركة عرفوها من قبل.


١. ملامح حروب المستقبل


أ. اللامركزية في القتال: لم يعد العدو يعتمد على تشكيلات نظامية كبيرة، بل على خلايا صغيرة مستقلة، تتوزع وتتحرك بمرونة، ما يجعل استهدافها صعبًا.


ب. دمج الميادين: المعركة لن تكون على الأرض فقط، بل في الفضاء السيبراني، وفي الفضاء الجوي، وحتى في الرأي العام عبر الإعلام والشبكات الاجتماعية.


ج. تسارع الإيقاع: القرارات ستُتخذ في ثوانٍ، والفرصة الضائعة قد تعني الهزيمة قبل أن يبدأ القتال الفعلي.


٢. استخدام أسلوب العصابات في الحروب الحديثة


أ. الكمائن المتنقلة: ضرب القوة ثم الانسحاب السريع قبل وصول الإسناد المعادي.


ب. الاختفاء داخل البيئة المدنية: استغلال المدن والمناطق المأهولة لإرباك القوة النظامية وتقييد قدرتها على المناورة.


ج. استنزاف الخصم: استهداف خطوط الإمداد والقيادة بدل المواجهة المباشرة مع القوى الرئيسة.


د. المرونة في التموضع: تغيير مواقع القيادة والمخازن باستمرار لتفادي الاستهداف.



٣. الأسلحة الحديثة في ميدان المستقبل

أ. الطائرات المسيرة (Drone Warfare): من مهام الاستطلاع إلى الضربات الدقيقة خلف خطوط العدو، مع تطور الذكاء الاصطناعي في التوجيه واتخاذ القرار.


ب. الأسلحة فرط الصوتية (Hypersonic Weapons): صواريخ تتجاوز سرعة الصوت بخمسة أضعاف، تقلص زمن الإنذار وتربك الدفاعات الجوية التقليدية.


ج. أنظمة الحرب الإلكترونية: تعطيل شبكات الاتصالات والسيطرة على أنظمة الخصم الرقمية.


د. الأسلحة ذاتية التشغيل: روبوتات قتالية ومركبات بدون طيار قادرة على الاشتباك واتخاذ قرارات فورية.


هـ. الأسلحة الموجهة بالطاقة (Directed Energy Weapons): مثل الليزر لتعطيل الطائرات والصواريخ المعادية.



٤. التحديات أمام الجيوش النظامية


أ. التأقلم مع العدو غير التقليدي: جيوش المستقبل تحتاج لتدريب قواتها على قتال المدن والحرب غير المتماثلة.


ب. تأمين البنية التحتية السيبرانية: لأن الهجوم قد يبدأ بقطع شبكات القيادة والسيطرة قبل أي إطلاق نار.


ج. تحديث العقيدة القتالية: لمواكبة الجمع بين الحرب التقليدية وغير التقليدية في آن واحد.


٥. التوصيات القيادية


١. الاستثمار في أنظمة الاستطلاع الفوري والذكاء الاصطناعي.


٢. تدريب وحدات خاصة على قتال العصابات والمناورة داخل المدن.


٣. دمج الدفاع السيبراني كجزء أساسي من الدفاع الوطني.


٤. تعزيز المرونة القيادية لضمان سرعة القرار والاستجابة.


٦. الخاتمة

حروب المستقبل لن تنتظر القادة الذين يترددون أو الجيوش التي تتمسك بقوالب الأمس. النصر سيكون من نصيب من يدمج بين صلابة الجندي وذكاء الآلة، بين حكمة القائد وسرعة القرار. وفي النهاية، ستبقى المعركة رهينة قدرة القادة على التفكير خارج الصندوق، قبل أن يُغلق عليهم الصندوق نفسه
 
عودة
أعلى