الصين تبني مصنع ذخائر في دولة خليجية.. شراكة عسكرية ترسم ملامح جديدة للمنطقة

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
1,306
التفاعل
2,095 74 7
الدولة
Tunisia
1-1-780x470.jpg
ذخائر JDAM المتطورة
أعلنت الصين والكويت عن اقتراب تدشين مصنع مشترك لإنتاج الذخائر الخفيفة والمتوسطة، ضمن مسار تصاعدي للتعاون العسكري بين البلدين، هذا التطور يفتح فصلاً جديداً في علاقات بكين بدول الخليج، ويؤشر على تحولات نوعية في ميزان الشراكات الدفاعية الإقليمية، بعيداً عن الاحتكار الغربي، وذلك في خطوة تُعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج.

الكويت والصين تطلقان مشروعاً عسكرياً غير مسبوق في المنطقة​

كشف مسؤولون عسكريون من الجانبين الصيني والكويتي عن قرب اكتمال مشروع مصنع الذخيرة المشترك، والذي يُتوقع افتتاحه قريبًا في الكويت.
المصنع، المخصص لإنتاج الذخائر الخفيفة والمتوسطة، يمثل أول مشروع صناعي دفاعي مشترك بين الصين ودولة خليجية، ويُنظر إليه كعلامة فارقة في مسار العلاقات العسكرية الثنائية.

تعاون دفاعي .. من التدريب إلى التصنيع​

أكد الشيخ عبد الله مشعل الصباح، وكيل وزارة الدفاع الكويتية، أن العلاقات مع الصين لم تقتصر على الجانب الصناعي، بل تمتد أيضًا إلى برامج التدريب العسكري، والتي انطلقت منذ عام 2019 وتشهد توسعًا سنويًا.
كما أوضح أن هناك مشاورات لتطوير التعاون مع دول آسيوية أخرى، دون إغفال العلاقات الوثيقة مع الدول الخليجية والعربية.

رؤية صينية موسعة في الخليج​

من جانبه، شدد العميد ليو تسونغ تشن، الملحق العسكري الصيني لدى الكويت، على أن بكين تسعى للارتقاء بالعلاقات العسكرية مع الكويت إلى مستويات استراتيجية جديدة. وأضاف أن التعاون الدفاعي، خصوصًا في مجال الصناعات العسكرية، بات يشكل ركيزة أساسية في العلاقة الثنائية.

احتفاء دبلوماسي يؤكد التوجه الاستراتيجي​

خلال مشاركته في احتفال السفارة الصينية بالذكرى الـ96 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، أشاد وكيل وزارة الدفاع الكويتي بالعلاقة العسكرية مع الصين، مؤكدًا أنها واحدة من أعمدة السياسة الدفاعية للكويت.
وكيل وزارة الدفاع الكويتي خلال احتفال سفارة الصين بمناسبة ذكرى تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني
كما تطرق إلى مشروعات استراتيجية مشتركة أخرى، كالميناء البحري الضخم ومشاريع إسكانية، في دلالة على اتساع نطاق التعاون إلى مجالات غير عسكرية.

بكين تعرض تسليحاً واسعاً دون شروط​

بحسب تقارير سابقة، عرضت الصين على الكويت تزويدها بالغالبية العظمى من احتياجاتها الدفاعية دون فرض شروط سياسية، ما يُعد تحولاً كبيراً في نمط التسلح الخليجي التقليدي المعتمد غالبًا على الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

هل تعيد الصين رسم خريطة النفوذ العسكري بالخليج؟​

يأتي مشروع مصنع الذخيرة الصيني بالكويت في توقيت حرج، حيث يعيد الخليج تقييم تحالفاته الدفاعية وسط التحولات الجيوسياسية الكبرى. وبينما تتجه واشنطن لتقليص التزاماتها العسكرية في المنطقة، تبدو الصين مستعدة لسد هذا الفراغ، من خلال شراكات قائمة على المصالح المتبادلة والتكامل الصناعي.
إن دخول الصين بقوة إلى قطاع الصناعات الدفاعية الخليجية، لا سيما عبر بوابة الكويت، يشير إلى بداية مرحلة جديدة من التوازنات، قد تُفضي إلى كسر احتكار الغرب لتوريد السلاح في المنطقة، وتفتح الباب أمام نموذج شراكة بديل يرتكز على التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا.

 
عودة
أعلى