مشاهدة المرفق 803783
على مدى العقود الأخيرة، شهد المغرب انخفاضًا حادًا في معدل المواليد، وهي ظاهرة قد تبدو في البداية علامة على التطور، لكنها تخفي مخاطر جسيمة على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. وفي المقابل، تحافظ دول أفريقيا جنوب الصحراء على معدلات مواليد مرتفعة جدًا، مما يولد تدفقات هجرة جماعية نحو الشمال، بما في ذلك المغرب. هذا المزيج من العوامل يهدد بتغيير التركيبة الديموغرافية والثقافية للمملكة بشكل لا رجعة فيه، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبلها.
أزمة المواليد في المغرب
وفقًا لبيانات البنك الدولي والمندوبية السامية للتخطيط (HCP)، انخفض معدل الخصوبة في المغرب من أكثر من 5 أطفال لكل امرأة في الثمانينيات إلى حوالي
2.1 في عام 2024، وهو بالكاد أعلى من مستوى التجديد السكاني (2.1). يعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل:
- التوسع الحضري المتسارع: النساء المغربيات، خاصة في المدن، يفضلن التعليم والمهنة على الإنجاب.
- ارتفاع تكلفة المعيشة: صعوبة إعالة أسر كبيرة تثبط الإنجاب.
- التغيرات الثقافية: زيادة الوصول إلى وسائل منع الحمل وتأخر سن الزواج.
قد يبدو هذا للوهلة الأولى نجاحًا لسياسات تنظيم الأسرة. لكن شيخوخة السكان ونقص الشباب في سن العمل قد يؤديان إلى:
- انهيار نظام التقاعد: عدد أقل من العمال النشطين سيدعمون عددًا متزايدًا من المسنين.
- تراجع اقتصادي: نقص اليد العاملة الشابة لدفع القطاعات الحيوية.
- فقدان النفوذ الجيوسياسي: انخفاض عدد السكان يقلل من وزن المغرب في المنطقة.