الهند سجل مخجل وفاضح لرابع قوة جويه في العالم

شعشاع

عضو
إنضم
2 أغسطس 2024
المشاركات
5,111
التفاعل
12,182 166 0
الدولة
Saudi Arabia
العقد الدموي للقوات الجوية الهندية!

فقدان 104 طائرة و73 طيارًا في حوادث تحطم — هل تُعَدّ القوات الجوية الهندية الأسوأ تضررًا في زمن السلم؟



في 9 يوليو، تحطمت طائرة من طراز SEPECAT Jaguar تابعة لسلاح الجو الهندي (IAF) بالقرب من منطقة تشورو في ولاية راجستان، ما أسفر عن مصرع طيارَين.

وهذا هو الحادث الثالث لطائرة Jaguar هذا العام، والحادث الخامس بشكل عام لسلاح الجو الهندي في وقت السلم خلال عام 2025.


وكانت طائرة مقاتلة من نفس الطراز قد فُقدت في مارس، وأخرى في أبريل. وللأسف، أسفر حادث أبريل أيضًا عن مقتل أحد طياري القوات الجوية الهندية.


بالإضافة إلى ذلك، فقدت الهند هذا العام طائرة أنتونوف An-32 وطائرة ميراج 2000، مما يرفع إجمالي عدد الطائرات التي فقدها سلاح الجو الهندي خلال الأشهر الستة الماضية إلى خمس طائرات.



وقد لقي ثلاثة طيارين شباب من القوات الجوية الهندية حتفهم في هذه الحوادث.

قد تبدو هذه الأرقام صادمة، وهي كذلك فعلاً. فنحن نتحدث عن رابع أكبر اقتصاد في العالم، ودولة تُصنَّف أيضًا ضمن أقوى أربع دول في العالم، وتمتلك رابع أكبر قوة جوية عالميًا.


ومع ذلك، تُعرف الهند أيضًا بأنها أرض التناقضات. وها هو تناقض آخر، ليس فقط ساخرًا، بل أيضًا مأساويًا بنفس القدر.

فمن وجهة نظر الهند، فإن هذه الأرقام ليست استثناءً، بل هي القاعدة.


فقدت الهند أيضًا ثماني طائرات في عام 2024، وثماني طائرات أخرى في 2023، وخمس طائرات في 2022، و11 طائرة في 2021، وخمس طائرات في 2020 — جميعها خلال مهام روتينية في زمن السلم.


منذ عام 2020، خسرت الهند 42 طائرة، بمعدل يزيد عن سبع طائرات سنويًا.

أما خلال الفترة بين 2015 و2024، فقد بلغ إجمالي ما خسرته الهند 104 طائرات في عقد واحد — أي ما يعادل تقريبًا ستة أسراب مقاتلة.


ويبلغ عدد أسراب المقاتلات النشطة حاليًا في سلاح الجو الهندي 31 سربًا، مقارنةً بالقوة المقررة البالغة 42 سربًا، ما يعني أن سلاح الجو الهندي يعاني من نقص قدره 11 سربًا مقاتلًا.


ومع ذلك، فقدت الهند خلال العقدين الماضيين عددًا من الطائرات يعادل 14 سربًا مقاتلًا، أي ما مجموعه 255 طائرة.


وبالإضافة إلى هذه الطائرات المكلفة، فقد خسر سلاح الجو الهندي أيضًا طيارين لا يُقدّرون بثمن في تلك الحوادث المأساوية.


خسائر الطيارين

بين عامي 2012 و2021، فقدت الهند 73 طيارًا من سلاح الجو الهندي في حوادث طيران مختلفة، بمعدل يزيد عن سبعة طيارين سنويًا. أما الأرقام في العقود السابقة فهي أكثر صدمة.


🔺على سبيل المثال، فقدت الهند 122 طيارًا بين 2002 و2011

🔺190 طيارًا بين 1992 و2001

🔺العقد الذي سبقه (1982–1991)، فقد فقدت الهند رقمًا مذهلًا وهو 230 طيارًا، وهو أعلى عدد في أي عقد منذ الاستقلال.

🔺باستثناء العقد ما بين 1962 و1971، حيث خاضت الهند ثلاث حروب (1962، 1965، 1971) وخسرت خلالها 333 طيارًا من سلاح الجو.


ووفقًا لدراسة أجراها محلل الدفاع العقيد المتقاعد أجاي شوكلا، فقدت الهند 1,305 طيارين بين عامي 1952 و2021، وكانت الغالبية العظمى من هذه الخسائر خلال مهام غير قتالية.


خسائر أكبر خلال المهام غير القتالية

وفقًا لمنصة Bharat Rakshak، وهي منصة رقمية مستقلة جمعت بيانات دقيقة عن جميع خسائر سلاح الجو الهندي، فقد خسر سلاح الجو الهندي (IAF) منذ عام 1948 وحتى 2025 ما مجموعه 1,804 طائرات (باستثناء المروحيات)، وكان الجزء الأكبر من هذه الخسائر خلال مهام غير قتالية.



وبحسب تحليلٍ آخر، فإن من بين 1,804 طائرات مفقودة، لم يُفقد خلال المهام القتالية سوى نحو 143 طائرة فقط.


وهذا يعني أن سلاح الجو الهندي خسر طائرة واحدة فقط من بين كل 12 طائرة في القتال، بينما خسر 11 طائرة من كل 12 في مهام زمن السلم.

وبصيغة أخرى، فإن سلاح الجو الهندي قد خسر ما يعادل 92 سربًا جويًا خلال المهام غير القتالية.


صحيح أن ليست جميع الطائرات المفقودة كانت مقاتلات، لكن حتى لو اقتصرنا فقط على المقاتلات التي فُقدت خلال مهام السلم، فإن العدد لا يزال يتجاوز 50 سربًا مقاتلًا — وهي خسارة ضخمة لأي قوة جوية في العالم.


في الواقع، قد تكون الهند هي الدولة التي سجلت أعلى عدد من حوادث تحطم الطائرات في زمن السلم على مستوى العالم.

ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن دولًا كبرى مثل الصين وروسيا (والاتحاد السوفييتي سابقًا قبل عام 1991)، والتي تمتلك أساطيل جوية ضخمة تشمل العديد من الطائرات القديمة، لا تُعرف بشفافيتها في نشر إحصائيات حوادث الطيران العسكرية، مما يجعل المقارنة الدقيقة صعبة.


🔺ميغ-21

عندما نتحدث عن حوادث تحطم الطائرات المقاتلة في الهند، لا توجد طائرة أخرى تملك سمعة سيئة مثل ميغ-21.


هذه الطائرة المقاتلة المعروفة بسرعتها العالية، وصعوبة التحكم بها، وحجمها الصغير، اكتسبت ألقابًا مثل “التوابيت الطائرة” و”صانعة الأرامل”.

لكن هل تدعم البيانات هذه السمعة السيئة؟


كما يقول المثل: “لا يوجد دخان بدون نار”.


وتدعم البيانات المتوفرة خلال السبعة عقود الماضية بالفعل السمعة السيئة لطائرة ميغ-21.


في عام 2012، أبلغ وزير الدفاع الهندي السابق AK أنطوني البرلمان بأن أكثر من نصف طائرات ميغ التي اشترتها الهند قد فقدت في حوادث تحطم.


وبالتحديد، من بين 872 طائرة ميغ تم شراؤها، تحطمت 482 طائرة، مما أدى إلى مقتل 171 طيارًا، و39 مدنيًا، و8 أفراد من خدمات أخرى.

ومن بين هذه الحوادث:

  • 298 طائرة ميغ-21،
  • و54 طائرة ميغ-23،
  • و4 طائرات ميغ-25،
  • و59 طائرة ميغ-27،
  • و25 طائرة ميغ-29.

وفقًا لمنصة Bharat Rakshak، في فئة الطائرات المقاتلة، يشكل طراز ميغ-21 نحو 25% من الطائرات القتالية التي فقدها سلاح الجو الهندي، تليه:
  • Hunter F56 بنسبة 10.2%،
  • وVampire FB52 بنسبة 8.9%،
  • وTempest II بنسبة 8%،
  • وGnat بنسبة 7.6%،
  • وميغ-27 بنسبة 5%،
  • وJaguar بنسبة 4.9%.


أما في فئة طائرات النقل، فقد فقدت الهند أكبر عدد من طائرات Dakota C-47 بنسبة 41.5%، تليها طائرات أنتونوف AN-32 بنسبة 11.6%.


السبب

الحقائق تتحدث عن نفسها؛ فمعدل الخسائر في سلاح الجو الهندي مرتفع جدًا مهما قيسنا ذلك.


في تقرير مراجعة بعنوان “حوادث الطائرات في سلاح الجو الهندي، 2002”، أعدته لجنة الحسابات العامة، وُجد أن معدل الحوادث في سلاح الجو الهندي لكل 10,000 ساعة طيران كان يتراوح بين 0.89 و1.52 خلال الفترة من 1991 إلى 1997؛


أما بالنسبة للطائرات المقاتلة، فكان المعدل يتراوح بين 1.89 و3.53؛

وبالنسبة لطرازات ميغ-21، فكان المعدل بين 2.29 و3.99.

للمقارنة، كان معدل حوادث الطائرات المقاتلة في القوات الجوية الأمريكية:


  • 0.29 في التسعينيات،
  • و0.15 في العقد الأول من الألفية،
  • و0.1 بين 2010 و2018.


وكان النقاش البرلماني عام 1982 كشف نقطة مثيرة، إذ بيّن أن الهند فقدت خلال العامين السابقين تقريبًا عددًا من الطائرات يعادل ما فقدته في حرب 1971 مع باكستان.



من السهل إلقاء اللوم على الطائرات المقاتلة القديمة، وهذا بالطبع يشكل جزءًا كبيرًا من المشكلة.


تشكل طائرات ميغ-21 والجاغوار نسبة كبيرة من الطائرات المقاتلة التي تحطمت. وكان من المفترض أن تُحال هذه الطائرات القديمة إلى التقاعد منذ زمن بعيد.


فالدول مثل بريطانيا وفرنسا قد أوقفت استخدام طائرات الجاغوار منذ سنوات طويلة، وحتى دول صغيرة مثل إكوادور، وعُمان، ونيجيريا قد أخرجتها من الخدمة. بينما لا تزال الهند تُشغّل أكثر من 100 طائرة من هذه الطرازات القديمة.


وبالمثل، لا تزال القوات الجوية الهندية تُشغّل طائرات ميغ-21 بعد أكثر من خمسة عقود من الخدمة، ومن المتوقع أن تتقاعد أسطولها المتبقي المكون من 26 إلى 28 طائرة ميغ-21 بايسون بحلول نهاية هذا العام.


مع تقاعد هذه الطائرات القديمة، من المتوقع أن ينخفض معدل الحوادث في سلاح الجو الهندي. لكن كما ذكرت سابقًا، هذه ليست سوى جزء من المشكلة.


فأخطاء البشر، ونقص الطائرات المتقدمة للتدريب، والأعطال الفنية هي أيضًا أسباب مهمة وراء حوادث التحطم في القوات الجوية الهندية.



كما فقد سلاح الجو الهندي 13 طائرة Su-30، و15 طائرة Mirage-2000، و59 طائرة MiG-27، و25 طائرة MiG-29؛ وهذه الطائرات ليست قديمة جدًا أو بالية.


وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن الهند فقدت 12 طائرة Su-30 MKI فقط، ولكن بعد تحقيقات أعمق تبين أن عدد الطائرات المفقودة هو 13 طائرة Su-30 حتى الآن.



لا يزال معدل حوادث تحطم الطائرات في سلاح الجو الهندي في انخفاض، ومع استبدال الهند لطائراتها المقاتلة ذات المحرك الواحد من الحقبة السوفيتية بطائرات ذات محركين وغالبيتها من الطرازات الغربية، من المتوقع أن ينخفض معدل الحوادث أكثر.

وبالمثل، استثمرت الهند في طائرات تدريب متقدمة، مثل Pilatus PC-7 Mark II وHAL HTT-40.


ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الاستثمارات، فإن معدل الحوادث في سلاح الجو الهندي ينخفض بوتيرة بطيئة وغير مرضية.

هذا العدد الكبير من حوادث الطائرات ووفاة الطيارين لا ينبغي أن يكون مقبولًا في الهند عام 2025.


المؤلف: سميت أهلاوات

يتمتع بخبرة تزيد عن عقد في مجال الإعلام الإخباري، عمل مع Press Trust of India وTimes Now وZee News وEconomic Times وMicrosoft News. يحمل درجة ماجستير في الإعلام الدولي والتاريخ الحديث من جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة.
 
عودة
أعلى