“TALAY” أول مسيّرة بحرية تغير قواعد الاشتباك

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
1,205
التفاعل
1,931 70 6
الدولة
Tunisia
Capture-751x470.png
المسيّرة الانتحارية التركية TALAY
كشفت شركة الدفاع التركية SolidAERO عن أول مقطع تجريبي لطائرتها المسيَّرة الانتحـ ارية TALAY، المصممة خصيصًا للمهام البحرية والهجمات الساحلية؛ حيث ظهرت وهي تُحلِّق على ارتفاع يقل عن متر فوق سطح البحر باستخدام مبدأ “التأثير الأرضي” (Wing-in-Ground Effect).



وقد جذب هذا الابتكار انتباه الأوساط العسكرية، بعدما بثت وكالة الأناضول المشاهد الحصرية للمسيّرة وهي تنفذ مناورات بحرية تجريبية في تركيا.
ومن المقرر أن تُعرض رسميًا خلال معرض IDEF 2025 في إسطنبول، ما يفتح الباب أمام تحوّل كبير في تكتيكات السيطرة البحرية باستخدام الأنظمة غير المأهولة.

تركيا تصميم متقدّم بقدرات تكتيكية فريدة​

طُورت TALAY بالتعاون بين SolidAERO وحوض سفن يونجا (Yonca Shipyard)، وتعتمد على مبدأ “التأثير الأرضي” الذي يوفر وسادة هوائية تعزز من كفاءة الرفع كلما اقتربت الطائرة من سطح البحر، ما يُمكنها من التحليق بسرعة عالية على ارتفاع منخفض للغاية، مع تقليل فرصة رصدها بواسطة الرادارات البحرية التقليدية.
وتتميز المسيّرة بقدرتها على التحليق على ارتفاع يتراوح بين 0.3 و150 مترًا، وتحمل حمولة تصل إلى 30 كم، بسرعة 200 كم/س ولمدة تصل إلى ثلاث ساعات، مع مدى اتصال يتجاوز 300 كم عبر وصلات BLOS بعيدة المدى.
كما تتمتع بجسم مركّب خفيف وجناحين قابلين للطي، ما يجعلها مثالية للإطلاق السريع من سواحل متنوعة أو من سفن صغيرة.

من النموذج الأولي إلى الجاهزية القتالية​

بدأ تطوير TALAY انطلاقًا من نموذج أولي ظهر لأول مرة في معرض SAHA Expo، وخضعت منذ ذلك الحين لاختبارات مكثفة للتحليق على ارتفاع منخفض جدًا فوق سطح البحر، تخللتها مراحل تطور شملت تعديل الأجنحة والأسطح الإيروديناميكية وتكامل أنظمة تحكم بالذكاء الاصطناعي.
وتمكنت المسيّرة خلال التجارب من تنفيذ مناورات “التحليق المنخفض ثم الارتفاع المفاجئ” لتنفيذ ضربات انتحـ ارية دقيقة، مع تحسين قدرة الرفع بنسبة وصلت إلى 40%.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التسلسلي في أكتوبر 2026، على أن تُسلّم أولى الوحدات التشغيلية في أوائل 2027.

الاختفاء تحت الأفق الراداري​

تتجاوز TALAY المسيّرات الانتحـ ارية التقليدية التي تعتمد على اختراق منخفض، بفضل قدرتها على التحليق بمحاذاة سطح البحر تحت الأفق الراداري للقطع البحرية.
وتُعد هذه الخاصية أداة فعّالة لمهاجمة السفن الصغيرة والمتوسطة أو استهداف منشآت الموانئ الحيوية.
وتستطيع TALAY العمل في ظروف بحرية صعبة حتى المستوى 3 من اضطراب البحر، وهو ما يصعب على المسيّرات التقليدية أو الذخائر البحرية الطوافة تحقيقه. كما تمثل نموذجًا حديثًا لما حاولت مشاريع قديمة مثل “الإكرانوبلان” السوفيتي تحقيقه، لكن دون توظيف هذا المفهوم في منصات هجومية غير مأهولة وقابلة للاستهلاك.

أثر استراتيجي في ميزان القوى البحرية الإقليمية​

يمثل ظهور TALAY إضافة نوعية لترسانة تركيا من الوسائل غير التقليدية في الحروب البحرية، حيث توفر وسيلة فعالة للتسلل الساحلي، تنفيذ الحصار العكسي، أو شن عمليات منع الوصول (A2/AD). وقد تُجبر القوات البحرية المنافسة في شرق المتوسط والبحر الأسود على إعادة تقييم أنظمتها الدفاعية لمواجهة تهديدات جوية سريعة ومنخفضة يصعب رصدها.
ورغم عدم الكشف عن تكلفة الوحدة الواحدة، فإن تصميمها خفيف الوزن، وقدرتها على حمل حمولات متنوعة، والاعتماد على سلسلة توريد محلية، تشير جميعها إلى أنها تمثل خيارًا منخفض التكلفة مقارنة بالمسيّرات الأكبر أو الصواريخ البحرية التقليدية. وحتى الآن، لم تُعلن عقود تصدير خارجية، لكن من المتوقع أن يكون البحرية التركية أول من يتسلم هذه المنظومة.

قفزة جديدة في حروب المستقبل الساحلية​

مع TALAY، تؤكد SolidAERO أن تركيا تدخل مرحلة جديدة في حرب المسيّرات البحرية، من خلال دمج تقنيات التحليق المنخفض الفائق مع التكتيكات الانتحـ ارية الذكية. وإذا ما أثبتت نجاحها العملي، فقد تصبح هذه المنصة نموذجًا تحتذي به الدول الساحلية التي تسعى إلى تعزيز دفاعاتها بأسلحة ذكية، خفية، ومنخفضة التكلفة.
 
عودة
أعلى