الضباط البولنديون في القوات الجوية الباكستانية – المؤسسون
الخلفية:
بعد الحرب العالمية الثانية، وجد العديد من ضباط القوات الجوية البولندية، الذين خدموا ببسالة في سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF)، أنفسهم بلا وطن، وغير قادرين على العودة إلى بولندا بسبب الاحتلال السوفييتي. بعض هؤلاء الضباط المهرة وذوي الخبرة بحثوا عن فرص في الخارج.
الوصول إلى باكستان:
في عامي 1947–1948، كانت باكستان قد نالت استقلالها حديثًا، وكانت في طور بناء قواتها المسلحة. ونظرًا لافتقارها للكوادر المؤهلة، تواصلت الحكومة مع خبراء أجانب – وقَبِلَت مجموعة من الضباط البولنديين المخضرمين الدعوة.
انضم حوالي 30 ضابطًا بولنديًا، بمن فيهم طيارون ومهندسون وفنيون، إلى سلاح الجو الملكي الباكستاني (RPAF) (الذي أصبح لاحقًا القوات الجوية الباكستانية PAF في عام 1956).
مساهماتهم الرئيسية:
1. تطوير القوات الجوية:
لعب الضباط البولنديون دورًا محوريًا في:
- إنشاء برامج التدريب
- تدريب الطيارين الباكستانيين
- تأسيس وحدات الصيانة والهندسة
- تقديم المشورة في مجالات التخطيط والدفاع الجوي
2. شخصيات بارزة:
- يُعد القائد الجوي وواديسواف توروفيتش (Władysław Turowicz) من أبرز الشخصيات، ويُطلق عليه غالبًا والد الطيران في باكستان.
- ساعد في إنشاء التدريب الفني في قواعد القوات الجوية.
- لاحقًا، انضم إلى سباركو (SUPARCO)، وكالة الفضاء الباكستانية، وكان له دور كبير في تطوير الصواريخ.
كما برزت أسماء أخرى مثل:
- المهندسون والطيارون ميخاو ياكوبيك (Michał Jakubik) وفلاديسلاف ماريا سويديرسكي (Władysław Marian Swiderski)، وغيرهم ممن ساهموا بصمت وفعالية في تأسيس القوات الجوية الباكستانية.
الإرث:
- حصل هؤلاء الضباط البولنديون على الجنسية الباكستانية.
- وتم تكريم العديد منهم بالأوسمة والميداليات.
- أُطلقت أسماؤهم على شوارع ومبانٍ في مدن مثل كراتشي وبيشاور.
- ساهم عملهم في وضع الأسس التقنية والمهنية لسلاح الجو الباكستاني الحديث وطموحات باكستان الفضائية الأولى.
رمزٌ للصداقة:
تُعد هذه القصة رمزًا لـ الصداقة بين بولندا وباكستان، وتُظهر كيف ساهم خبراء أجانب في بناء مؤسسات وطنية في دولة نامية حديثة الاستقلال.