
مصدران: حميدتي يحاول كسب دعم أمريكا بتوطين سكان غزة في السودان
كشفت مصدارن قطري ومصري، مطلعان على الوساطة التي تشارك فيها القاهرة بشأن قطاع غزة، عن تحركات من جانب الإمارات ذات صلة بالخطط الأمريكية الرامية لتهجير سكان غزة ومحاولة توطينهم ببعض دول المنطقة.

كشفت مصدارن قطري ومصري، مطلعان على الوساطة التي تشارك فيها القاهرة بشأن قطاع غزة، عن تحركات من جانب الإمارات ذات صلة بالخطط الأمريكية الرامية لتهجير سكان غزة ومحاولة توطينهم ببعض دول المنطقة.
وحسبما قال مصدر قطري مطلع على مفاوضات وقف العدوان على غزة لـ المنصة فإن تحركات إماراتية جرت مؤخرًا تهدف إلى إعادة تسويق قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي لدى الإدارة الأمريكية، من خلال عرض يطرح خلاله دقلو استعداده لاستقبال مئات الآلاف من سكان غزة في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة قواته، مقابل حصوله على شرعية دولية وإعادة دمجه في المشهد السياسي السوداني، بعد التراجع الميداني الكبير في ظل تقدم قوات الجيش نحو عدد من المعاقل التي كان يسيطر عليها الدعم السريع.
وأعلن ترامب مطلع فبراير/شباط الماضي عزم الولايات المتحدة الاستيلاء على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين منه إلى دول مجاورة بداعي تطويره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". لكن دعوته قُوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه، ووصفته بأنه "تطهير عرقي".
في مقابل دعوته اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين في القاهرة خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها 5 أعوام، وتبلغ تكلفتها نحو 53 مليار دولار، تتضمن تشكيل لجنة لإدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر تشمل رفع الأنقاض وتركيب المساكن المؤقتة في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون شخص.
وتقود الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل اتصالات سرية مع عدد من دول المنطقة في محاولة لإقناعهم باستقبال نحو مليون من سكان غزة ضمن خطة تهجير ممنهجة، وذلك في أعقاب رفض كل من مصر والأردن لتلك الخطة التي اعتبروها أن تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل عام.
وحسب الدبلوماسي القطري، الذي تدعم بلاده رسميًا الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، فإن أطرافًا إقليمية حاولت مؤخرًا إقناع المؤسسة العسكرية السودانية ومجلس السيادة الانتقالي الانخراط في مفاوضات غير معلنة مع ممثلين عن الإدارة الأمريكية، وكذلك حكومة إسرائيل من أجل فتح قناة اتصال بشأن خطة توطين سكان غزة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع من جانب ممثلي المؤسسة العسكرية هناك، وسط تأكيدات برفض شعبي قاطع.
وكانت تقارير دولية ربطت في وقت سابق بين الصومال واتصالات أمريكية بشأن استخدام أراضي الصومال لتوطين سكان غزة، قبل أن يؤكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي رفض بلاده، قائلًا "نرفض أي خطة تتضمن استخدام الأراضي الصومالية لإعادة توطين سكان آخرين"، مضيفًا "نرفض أي مقترح من أي طرف لتقويض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرضه التاريخية".
وحسبما قال مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف القتال في غزة لـ المنصة، فإن اتصالات جرت مؤخرًا، بشأن وساطة إماراتية بين دقلو والإدارة الأمريكية، في محاولة لتمكينه من الحصول على اعتراف ودعم أمريكي، في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه أبوظبي لقائد قوات الدعم السريع سياسيًا وعسكريًا وماليًا.
وأوضح المصدر المصري أن الإدارة الأمريكية رغم تأكيدات ممثلين عنها بصعوبة "هذا المسار تحديدًا" ضمن الخيارات المطروحة لتوطين سكان غزة، في إشارة للمناطق الخاضعة لحميدتي، إلا أنها تبقي عليه كبديل مطروح يمكن الاستفادة منه في وقت ما.
ومؤخرًا، قررت الحكومة السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات وأعلنتها دولة عدوان.
وكانت محكمة العدل الدولية رفضت دعوى السودان ضد الإمارات بشأن "انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم القوات شبه العسكرية في منطقة دارفور"، وأعلنت المحكمة، الاثنين، أنها لا تملك صلاحية اتخاذ تدابير تأديبية ضد الإمارات، وصوّت قضاتها على إنهاء القضية.
ويتهم السودان الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ عامين، التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وأجبرت الملايين على النزوح من ديارهم، وتركت الكثيرين يواجهون خطر المجاعة، بينما تنفي الإمارات هذه الاتهامات نفيًا قاطعًا، واصفةً القضية بأنها "مسرحية سياسية" و"حيلة دعائية ساخرة".
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
كما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور في السودان، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".