الخرطوم - أعلن وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي، اليوم الثلاثاء، أن السلطات السودانية وافقت على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع قوات الدعم السريع، بوساطة ليبيا وتركيا.
وهذا التطور يعكس تغييرا في موقف قائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان الذي سبق أن تمسك بخيار الحرب وأوصد الباب أمام أيّ مبادرات للتسوية ومن بينها مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد، التي أعلنت الحكومة السودانية الموالية له انسحابها منها لاحقا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن وزير الخارجية السوداني قوله "ما زلنا متمسكين بضرورة إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات"، لكنه أكد "أي حل يجب أن يرتكز على منصة جدة وسننفذه ومن ثم يمكننا المضي قدما"، وذلك في مقابلة صحافية على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا.
وأضاف "انطلاقا من قناعتنا لضرورة إجراء المفاوضات، التي وافقنا عليها على الفور عبر المبادرة الليبية، ومن المتوقع إجراء مفاوضات غير مباشرة من خلال وساطة ليبيا وتركيا".
وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن "الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في مايو 2023، من خلال 'منصة جدة'، يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، وإخلاء العاصمة الخرطوم من العناصر المسلحة كافة، غير أن قوات الدعم السريع لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق".
وفي مايو الماضي، أي بعد اندلاع الحرب بأسابيع قليلة، استضافت مدينة جدة، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ"إعلان جدة الإنساني"، ونص على حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية.
لكن الطرفين لم يلتزما بما تم الاتفاق عليه في جدة، ثم عادا للتفاوض مجدداً في أكتوبر الماضي، بيد أن هذه الجولة واجهت تعنتاً من طرفي النزاع، وعدّت تراجعاً عما تم توقيعه في "إعلان جدة"، ما اضطر الوسطاء، وهما الرياض وواشنطن، إلى تعليق المفاوضات.
وتركز الخلاف بين الطرفين المتحاربين، في تمسك الدعم السريع بضرورة اعتقال قيادات الإسلاميين الفارين من السجون من أتباع النظام السابق برئاسة عمر البشير، فيما تمسك الجيش بضرورة خروج قوات الدعم السريع من المدن التي يحتلها.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، الأسبوع الماضي زيارة كل من البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو "حميدتي" بدعوة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة لبحث إمكان التوصل لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من عشرة أشهر.
كما أجرى البرهان زيارة إلى تركيا في سبتمبر الماضي خلال جولة شملت مصر وجنوب السودان وقطر وإريتريا بعد أن تمكن من مغادرة مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم والتمركز في شرق السودان.
ويأتي موقف الجيش السوداني المستجد بعد أيام من إعلان حكومة الوحدة الوطنية على لسان المتحدث الرسمي محمد حمودة، أن الدبيبة التقى البرهان وحميدتي "من أجل التواصل والاستماع بشكل مباشر، وذلك بغية مساهمة ليبيا في دعم وجود حلٍ بين الأطراف المتنازعة في السودان. هذا نابع من العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين، وكذلك أواصر الأخوّة، وأن أمن السودان هو من أمن ليبيا والعكس صحيح"، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وكان الدبيبة قد أعلن عن مبادرة لـ"إحلال السلام ووقف إطلاق النار" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كشف عنها خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
ويأتي قبول البرهان لمبادرة الدبيبة بعد يومين من استقباله في مدينة بورتسودان، التي يتخذها مقرا له وفدا من "الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان"، التي شكّلها الاتحاد الأفريقي برئاسة محمد شمباس.
واشترط البرهان قبول حلول الاتحاد الأفريقي لتسوية النزاع في البلاد بإعادة عضوية السودان في التكتل القاري، وهو شرط يكشف أن قائد الجيش لا يزال ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام، ولا يتوانى عن اختلاق الذرائع والمبررات للتنصل من أيّ التزامات للتسوية.
ولا يعرف مدى جدية البرهان في التفاوض مع قوات الدعم السريع خصوصا وأنه سبق أن أعلن رفضه أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع خارج السودان. إذ قال في خطاب أمام قواته في 31 يناير الماضي، إن التفاوض لوقف الحرب "يكمن داخل السودان ولن نسافر للالتقاء بأي شخص بالخارج".
ويبدو أن تغيير البرهان لموقفه نابع من كونه يريد الإيهام بأنه منفتح على أي مبادرات للتسوية في ظل ضغوط عليه من المرجح أن تتصاعد في الفترة المقبلة، لاسيما بعد رفضه التعاون مع الأمم المتحدة في ملف المساعدات الإنسانية.
ويأتي موقف البرهان الجديد في ظل الخسائر الميدانية للجيش السوداني والمكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع وحولتها إلى الطرف الأقوى في الحرب.
ويسعى البرهان على إيجاد مخرج له ولباقي أعضاء اللجنة الأمنية التابعة لنظام الرئيس الأسبق عمر البشير بعد أن انكشف أمر تحالفه مع تنظيم الإخوان وأعوانهم من القبائل التي لديها سطوة كبيرة على الحركة الإسلامية في السودان، ولذلك يبحث عن أي إشارات تشير إلى إفلاته من العقاب بحق الجرائم التي ارتكبها.
وتشهد مناطق متاخمة للسودان ومصر وتشاد في ليبيا تكدسا للاجئين السودانيين الفارين من جحيم الحرب، وقال الناطق باسم المجلس البلدي بمدينة الكفرة الليبية، إنه لا يوجد حصر دقيق للاجئين من السودان بمدينة الكفرة حتى اللحظة، في ظل دخول عشوائي لأعداد كبيرة من الفارين من الحرب في السودان.
وأظهرت مقاطع فيديو صورها الناطق باسم المجلس البلدي بمدينة الكفرة الليبية، تدفق آلاف اللاجئين السودانيين على مقر مركز الهجرة غير الشرعية في المدينة، وذلك للحصول على المساعدات الإنسانية المقدمة من القيادة العامة للجيش الليبي.
ويضاعف انسداد الأفق بشأن توقف الحرب عبر الجهود السلمية بين الجيش والدعم السريع من رغبة مئات الآلاف من الشبان والفتيات في طرق أبواب الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، خاصة مع تدهور أوضاع اللاجئين في دول الجوار والإقليم.
وتسببت الحرب في السودان في أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، وعبر مئات الآلاف الحدود السودانية نحو دول الجوار فرارًا من الحرب، وسط مخاوف من تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين وجرائم الإتجار بالبشر.
وهذا التطور يعكس تغييرا في موقف قائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان الذي سبق أن تمسك بخيار الحرب وأوصد الباب أمام أيّ مبادرات للتسوية ومن بينها مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد، التي أعلنت الحكومة السودانية الموالية له انسحابها منها لاحقا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن وزير الخارجية السوداني قوله "ما زلنا متمسكين بضرورة إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات"، لكنه أكد "أي حل يجب أن يرتكز على منصة جدة وسننفذه ومن ثم يمكننا المضي قدما"، وذلك في مقابلة صحافية على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا.
وأضاف "انطلاقا من قناعتنا لضرورة إجراء المفاوضات، التي وافقنا عليها على الفور عبر المبادرة الليبية، ومن المتوقع إجراء مفاوضات غير مباشرة من خلال وساطة ليبيا وتركيا".
وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن "الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في مايو 2023، من خلال 'منصة جدة'، يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، وإخلاء العاصمة الخرطوم من العناصر المسلحة كافة، غير أن قوات الدعم السريع لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق".
وفي مايو الماضي، أي بعد اندلاع الحرب بأسابيع قليلة، استضافت مدينة جدة، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ"إعلان جدة الإنساني"، ونص على حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية.
لكن الطرفين لم يلتزما بما تم الاتفاق عليه في جدة، ثم عادا للتفاوض مجدداً في أكتوبر الماضي، بيد أن هذه الجولة واجهت تعنتاً من طرفي النزاع، وعدّت تراجعاً عما تم توقيعه في "إعلان جدة"، ما اضطر الوسطاء، وهما الرياض وواشنطن، إلى تعليق المفاوضات.
وتركز الخلاف بين الطرفين المتحاربين، في تمسك الدعم السريع بضرورة اعتقال قيادات الإسلاميين الفارين من السجون من أتباع النظام السابق برئاسة عمر البشير، فيما تمسك الجيش بضرورة خروج قوات الدعم السريع من المدن التي يحتلها.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، الأسبوع الماضي زيارة كل من البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو "حميدتي" بدعوة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة لبحث إمكان التوصل لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من عشرة أشهر.
كما أجرى البرهان زيارة إلى تركيا في سبتمبر الماضي خلال جولة شملت مصر وجنوب السودان وقطر وإريتريا بعد أن تمكن من مغادرة مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم والتمركز في شرق السودان.
ويأتي موقف الجيش السوداني المستجد بعد أيام من إعلان حكومة الوحدة الوطنية على لسان المتحدث الرسمي محمد حمودة، أن الدبيبة التقى البرهان وحميدتي "من أجل التواصل والاستماع بشكل مباشر، وذلك بغية مساهمة ليبيا في دعم وجود حلٍ بين الأطراف المتنازعة في السودان. هذا نابع من العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين، وكذلك أواصر الأخوّة، وأن أمن السودان هو من أمن ليبيا والعكس صحيح"، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وكان الدبيبة قد أعلن عن مبادرة لـ"إحلال السلام ووقف إطلاق النار" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كشف عنها خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
ويأتي قبول البرهان لمبادرة الدبيبة بعد يومين من استقباله في مدينة بورتسودان، التي يتخذها مقرا له وفدا من "الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان"، التي شكّلها الاتحاد الأفريقي برئاسة محمد شمباس.
واشترط البرهان قبول حلول الاتحاد الأفريقي لتسوية النزاع في البلاد بإعادة عضوية السودان في التكتل القاري، وهو شرط يكشف أن قائد الجيش لا يزال ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام، ولا يتوانى عن اختلاق الذرائع والمبررات للتنصل من أيّ التزامات للتسوية.
ولا يعرف مدى جدية البرهان في التفاوض مع قوات الدعم السريع خصوصا وأنه سبق أن أعلن رفضه أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع خارج السودان. إذ قال في خطاب أمام قواته في 31 يناير الماضي، إن التفاوض لوقف الحرب "يكمن داخل السودان ولن نسافر للالتقاء بأي شخص بالخارج".
ويبدو أن تغيير البرهان لموقفه نابع من كونه يريد الإيهام بأنه منفتح على أي مبادرات للتسوية في ظل ضغوط عليه من المرجح أن تتصاعد في الفترة المقبلة، لاسيما بعد رفضه التعاون مع الأمم المتحدة في ملف المساعدات الإنسانية.
ويأتي موقف البرهان الجديد في ظل الخسائر الميدانية للجيش السوداني والمكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع وحولتها إلى الطرف الأقوى في الحرب.
ويسعى البرهان على إيجاد مخرج له ولباقي أعضاء اللجنة الأمنية التابعة لنظام الرئيس الأسبق عمر البشير بعد أن انكشف أمر تحالفه مع تنظيم الإخوان وأعوانهم من القبائل التي لديها سطوة كبيرة على الحركة الإسلامية في السودان، ولذلك يبحث عن أي إشارات تشير إلى إفلاته من العقاب بحق الجرائم التي ارتكبها.
وتشهد مناطق متاخمة للسودان ومصر وتشاد في ليبيا تكدسا للاجئين السودانيين الفارين من جحيم الحرب، وقال الناطق باسم المجلس البلدي بمدينة الكفرة الليبية، إنه لا يوجد حصر دقيق للاجئين من السودان بمدينة الكفرة حتى اللحظة، في ظل دخول عشوائي لأعداد كبيرة من الفارين من الحرب في السودان.
وأظهرت مقاطع فيديو صورها الناطق باسم المجلس البلدي بمدينة الكفرة الليبية، تدفق آلاف اللاجئين السودانيين على مقر مركز الهجرة غير الشرعية في المدينة، وذلك للحصول على المساعدات الإنسانية المقدمة من القيادة العامة للجيش الليبي.
ويضاعف انسداد الأفق بشأن توقف الحرب عبر الجهود السلمية بين الجيش والدعم السريع من رغبة مئات الآلاف من الشبان والفتيات في طرق أبواب الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، خاصة مع تدهور أوضاع اللاجئين في دول الجوار والإقليم.
وتسببت الحرب في السودان في أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، وعبر مئات الآلاف الحدود السودانية نحو دول الجوار فرارًا من الحرب، وسط مخاوف من تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين وجرائم الإتجار بالبشر.
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل