“معركة الحسم”.. القوات الروسية تقترب من السيطرة على قلب دونيتسك
-
موقع الدفاع العربي 23 مايو 2025: تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تطورات ميدانية متسارعة، لاسيما على جبهة مقاطعة دونيتسك، حيث تسعى القوات الروسية إلى بسط سيطرتها الكاملة على إقليم دونباس. وقد شهدت الساعات الأخيرة مستجدات ميدانية بالغة الأهمية، تمثلت بمحاولة روسية لتطويق لواءين أوكرانيين في قلب الجبهة. فما هي هوية هذين اللواءين؟ وكيف تمكنا من الإفلات من الحصار الروسي؟ هذا ما سنعرضه في هذا التقرير.
تُعد مدينة كوستيانتينيفكا، الواقعة في وسط مقاطعة دونيتسك، محور المعارك الأكثر أهمية في هذه المرحلة. وتكمن أهمية المدينة الاستراتيجية في موقعها الحيوي الذي يربط بين باخموت ومدينة بوكروفسك، بالإضافة إلى إشرافها على عدة طرق إمداد رئيسية.
القوات الروسية بدأت هجومها على كوستيانتينيفكا انطلاقًا من عدة محاور. من الجهة الشرقية، تقدمت القوات عبر محور مدينة تشاسيف يار، التي باتت عمليًا تحت سيطرة الروس، مما أتاح لهم الاقتراب من كوستيانتينيفكا من هذا الاتجاه. أما من الجنوب، فقد تمكنت القوات الروسية من السيطرة على مدينة تارس وتقدمت شمالاً باتجاه المدينة المستهدفة. بالتوازي، تحاول وحدات أخرى التقدم عبر طريق H-20 للالتفاف على الدفاعات الأوكرانية من الجنوب الشرقي، بينما يشهد المحور الجنوبي الغربي ضغطًا روسيًا من جهة طريق H-32.

في هذه الأثناء، ركزت القوات الروسية جهودها على تطويق القوات الأوكرانية المنتشرة جنوب كوستيانتينيفكا، باستخدام هجوم مزدوج من الشرق والغرب باتجاه بلدتي رومانوفكا وزوريا. وقد تولى لواءا الدفاع المحلي 109 و111 الأوكرانيان مهمة الدفاع عن هذه الجبهة. ورغم شراسة الهجوم الروسي، تمكن اللواءان من تفادي الطوق الكامل وانسحبا إلى الخلف في اللحظات الأخيرة، في عملية يُعدّ نجاحها إنقاذًا من الأسر أو الإبادة العسكرية.
ميدانيًا، أحرزت القوات الروسية تقدمًا لافتًا، حيث سيطرت تباعًا على بلدات زلينابوك وتراسيفكا، ثم تقدمت نحو سوخوبالكا وأطراف ستارا ميكولايفكا، كما فرضت سيطرتها على نوفو أولانيفكا، ثم واصلت الضغط لتسيطر على نوفو أوليكسييفكا، ومن ثم على رومانوفكا، واقتربت من الخطوط الدفاعية الأوكرانية جنوب زوريا.
الأهم من ذلك، أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة الكاملة على بلدة ألكساندرو بيل، وواصلت تقدمها نحو زوريا، مما جعل اللواءين الأوكرانيين في وضع شبه محاصر، ما اضطرهما إلى الانسحاب جنوبًا هربًا من الطوق الروسي، ليتم بذلك إنقاذ القوتين من مصير محتوم.
هذا التقدم الروسي في الجنوب من كوستانتينيفكا يضع القوات الأوكرانية في موقف دفاعي صعب، بينما تستعد الوحدات الروسية للتقدم نحو ألكساندرو كالينوفا ومن ثم إلى ضفاف بحيرة كوليبان، بهدف تطويق المدينة من جهة الشمال. في هذه الأثناء، تستمر القوات الروسية بالتقدم عبر محور H-20، محاولة تعزيز موقعها الاستراتيجي على طريق H-32 جنوبي كوستانتينيفكا، تحضيرًا لمعركة اقتحام المدينة والسيطرة عليها.
وفي حال نجاح هذه العملية، فإن المرحلة التالية ستتمثل في الهجوم على مدينة بوكروفسك والسيطرة عليها، باعتبارها مفترق طرق استراتيجي يربط وسط دونيتسك بمحور باخموت-بوكروفسك الحيوي. وبهذا التقدم، تكون روسيا قد اقتربت بشكل كبير من تحقيق السيطرة الكاملة على وسط المقاطعة، وبالتالي على كامل إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
كانت هذه آخر التطورات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تُظهر استمرار الزخم الهجومي الروسي وسط محاولات أوكرانية للصمود وإعادة التموضع.