نشأة نحلة الدروز / أ. د علي بن محمد عودة الغامدي

Nabil

طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
25,799
التفاعل
21,599 392 0
نشأة نحلة الدروز ومحاولتهم نشر عقيدتهم الباطلة في مكة المكرمة

الأستاذ الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي



الدروز نحلة ملحدة لاتمت للإسلام بصلة . وينتسب الدروز الى داع فارسي أعجمي يدعى محمد بن اسماعيل الدرزي. جاء الى مصر سنة 408 هجرية- زمن الدولة العبيدية ذات الاصول اليهودية المجوسية – واتصل محمد بن اسماعيل الدرزي بالحاكم العبيدي( المسمى الحاكم بأمر الله ) فأنعم عليه وقربه. فدعا الدرزي الى القول بألوهية الحاكم ، فأنكر عليه الناس في مصر تلك الدعوى الباطلة،وتمكن اخيرا احد الاتراك من قتله وهوفي موكب الخليفة العبيدي الحاكم،ونهب الجمهور داره واستمرت الفتنة التي اعقبت مقتله ثلاثة أيام قتل أثناءها جماعة من أتباعه الدرزية . وبعد مقتل الدرزي قام داعية أخر من أتباعه يدعى حمزة بن أحمد الذي تلقب بلقب الهادي، وأقام خارج القاهرة ودعا الى عقيدة الدرزي الباطلة، وبث دعاته في مصر والشام.ومنذ ذلك التاريخ ظهرت طائفة الدروز الملحدة في بعض مناطق بلاد الشام واستمرت الى اليوم.

وقد حاول الدروز نشر عقيدتهم الباطلة في مكة المكرمة سنة 410 هجرية في عهد حاكمها ابي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني. وذلك عن طريق أحد دعاتهم ويدعى هادي المستجيبين الذي ظهر في أخر عهد الحاكم العبيدي ودعا الى عبادة الحاكم.وهذا يثبت أنه احد اتباع الدرزي الذين انتشروا بعد مصرعه يدعون الى عبادة الحاكم العبيدي. وقد روي عن داعي المستجيبين أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم وبصق على المصحف. وكان منذ مسيره من مصر الى مكة يدعو – في البراري التي مر بها – الى عقيدته الباطلة . ولما وصل الى مكةذهب الى أبي الفتوح ونزل ضيفا عليه. ولما رآه المجاورون يطوف بالكعبة مضوا الى أبي الفتوح فذكروا له شأنه وما يدعو اليه.فقال ابو الفتوح هذا نزل علئ ضيفا و أعطيته ألذمام. فقالوا: هذا سب النبي صلى الله عليه وسلم وبصق على المصحف. فسأله ابوالفتوح عن ذلك فأعترف ولكنه زعم أنه تاب. ولكن المجاورين أخبروا أبو الفتوح أنه لاتقبل توبة من سب الله ورسوله. وضربوا له المثل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه يوم الفتح بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة.وأوضحوا لابي الفتوح أنه لايصح ان يعطى الذمام، وأنه ينبغي قتله. فدافعهم ابو الفتوح عنه حرصا على علاقته بالخليفة العبيدي الحاكم.
ولكن المجاورين اجتمعوا عند الكعبة وضجوا بالبكاء والدعاء الى الله تعالى .واخيرا استجاب أبو الفتوح لطلبهم فأمر بالمدعو هادي المستجيبين ،وغلام له كان معه، فضربت أعناقهما عند باب العمرة وصلبا. وظل المجاورون المغاربة يرجمونهما بالحجارة حتى سقطا على الارض فأحضروا الحطب وأحرقوهما.
قال تعالى: { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)} [الحج].
 
نقاط بسيطة عن الدروز

المؤرخ تامر الزغاري


الدروز هي جماعة بدأت بمقتل الحاكم بأمر الله حاكم مصر في عام 1021م، فرفض مؤسس المذهب الدرزي حمزة بن علي مبعوث الحاكم إلى الشام الإعتراف بموت الحاكم، ورفض مبايعة ابنه الظاهر، وقال إن الحاكم اختفى فقط وسيعود في وقت لاحق ليملأ الأرض عدلا، معلنا هو ومن معه انشقاقهم عن الدولة الفاطمية والمذهب الإسماعيلي، لتكون بداية المذهب الدرزي.
-
هناك جدال حول مدى تقديسهم للحاكم بأمر الله، ما بين من يقول بأنهم يعتبرونه إله، أو من يقول بأن الله تجسد به، أو أنه فقط المهدي المنتظر في آخر الزمان، ويزيد في هذا الجدال الغموض والتكتم الذي يعتمده الدروز حول ديانتهم، فحتى هنالك الكثير من الدروز يجهلون ديانتهم واسمهم الجهال، وحتى تفاصيلها تصبح مسموحة لهم بعد سن الأربعين.
-
كتبهم المقدسة هي رسائل الحكمة التي كتبها حمزة بن علي بن أحمد والمقتنى بهاء الدين، وكذلك القرآن الكريم ولكن لهم تفسيرات خاصة بهم لما ورد فيه، وكذلك يعتمدون العهد القديم وكتابات فلسفية، ويؤمنون بفكرة تناسخ الأرواح أي أن الإنسان بعد موته تخرج روحه من جسده وتدخل إلى جسد آخر، فيفنى الجسد كل مرة وتبقى تتنقل الروح من جيل إلى جيل.
-
سبب إنتشارهم في بلاد الشام، هو قيام حاكم مصر الظاهر بن الحاكم بإضطهادهم، فهربوا إلى بلاد الشام وكان فيها المقتنى بهاء الدين الذي تولى زعامة الدروز بعد وفاة المؤسس حمزة بن علي، وكان المقتنى بهاء الدين ذو مكانة عالية لأنه كان والياً على مناطق في شمال بلاد الشام زمن الحاكم بأمر الله.
-
في إطار إضطهادهم تم وصفهم بإسم "الدروز" نسبة إلى الزنديق انشتكين الدرزي، ولكنهم هذا الإسم أصبح مرتبطاً بهم، رغم أنهم يطلقون على أنفسهم إسم "الموحدون" و "بني معروف"، وأصبحوا يفضلون العيش فوق الجبال والانعزال عن الناس، لتكوين مجتمع صغير مغلق خاص بهم، وأصبح الدروز متوزعين في سوريا ولبنان وفلسطين.
-
ليس مطلوباً من جميع الدروز أن يطبقوا شريعتهم، فهي مطلوبة فقط من رجال الدين وطبقة الرؤساء الأجاويد، وأما باقي الدروز لهم الحق في الإنغماس في الأمور الدنيوية وهؤلاء إسمهم الجهال.
-
المذهب الدرزي أو الديانة الدرزية هي غير تبشيرية، وقد تم إغلاق باب الانتساب لها في عام 1043م، ولكن الغريب أنه تم السماح لجد عائلة جنبلاط الوالي السني علي جنبلاط القادم من حلب بالانتساب لهم في عام 1611م، ولاحقا سمحوا لجد عائلة الأطرش السني محمد الأطرش القادم من اليمن بالانتساب لهم أيضا، فأصبحت أسرة جنبلاط وأسرة الأطرش من أهم من يملكون زعامة الدروز، وأشهرهم سلطان باشا الاطرش في سوريا والزعيم كمال جنبلاط في لبنان
-
دخولهم السياسة بدأ بمساندتهم للأسرة المعنية التي كانت تحكم لبنان بشكل شبه مستقل، ولكن دخولهم الأكبر حينما قامت بريطانيا بدعمهم بالمال والسلاح، كرد على دعم فرنسا للموارنة بالمال والسلاح، وهذا أدى لحروب ومجازر بين الدروز والموارنة في القرن التاسع عشر الميلادي، وهذا ساعد الإستعمار الفرنسي والبريطاني في خلق المزيد من الأمراض داخل الدولة العثمانية.
-
في حرب فلسطين ساند أغلب الدروز العصابات الصهيونية في إحتلالهم لفلسطين وإقامة إسرائيل على أرض فلسطين عام 1948م، وغالبيتهم ينتسبون للجيش الإسرائيلي ويشاركون في كافة حروبه ضد فلسطين والعرب، ومع ذلك منهم من يؤيد فلسطين وأشهرهم الشاعر الفلسطيني سميح القاسم.
-
ظهر في داخل الدروز اتجاه يسعى لتقريبهم من المذهب السني واهمهم شكيب ارسلان الذي أعلن بأنه سني المذهب، وكذلك الزعيم كمال جنبلاط الذي أصبح يرسل الطلاب الدروز لدراسة الشريعة الإسلامية في الأزهر الشريف في مصر، واعتمد الفقه السني وفق المدرسة الشافعية، وساند الفلسطينيين في لبنان، ولكن كمال جنبلاط تم إغتياله بأمر من حافظ الأسد في عام 1977م.

المصادر:
1) الحاكم بأمر الله ، حسين السيد
2) خطط الشام ، محمد كرد علي
3) طائفة الدروز - تاريخها وعقائدها، محمد حسين
4) الدروز ، سليم ابو اسماعيل
5) سيرة ذاتية ، شكيب ارسلان
6) كمال جنبلاط ، ايغور تيموفييف

عن تغريدة إحسان الفقيه
 
عودة
أعلى