دبي لديها بعض الخطط الخاصة بها
بينما تتطلع الرياض إلى أن تصبح مركزًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، تحتفظ دبي بهذا اللقب حاليًا وتخطط للاحتفاظ به. في وقت سابق من هذا العام، أعلنت دبي عن توسعة مطار دبي وورلد سنترال بتكلفة 35 مليار دولار، بهدف استبدال مطار دبي الدولي في نهاية المطاف، مع انتقال طيران الإمارات وفلاي دبي إليه بحلول نهاية العقد.
لأن مطار دبي الدولي مقيدٌ بالتطوير من جميع الجوانب، بينما يمتلك دبي وورلد سنترال مساحةً أكبر بكثير، فإن الخطط تهدف إلى أن يصبح حجمه في نهاية المطاف خمسة أضعاف حجم مطار دبي الدولي الحالي. سيحتوي على خمسة مدارج متوازية و400 بوابة، وبعد اكتمال جميع مراحل البناء، ستبلغ طاقته الاستيعابية 260 مليون مسافر و12 مليون طن من البضائع سنويًا. وهذا يفوق بكثير ما هو مخطط لمطار الملك سلمان الدولي.
متعلق ب
3
كيف ستدعم شركات الطيران هذا النمو؟
لذا، ظاهريًا، من المتوقع أن تُجري دبي الاستثمارات اللازمة للحفاظ على مكانتها الرائدة كمركز رئيسي في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يُشير التدقيق في استثمارات شركات الطيران الإقليمية إلى أن هذا الزخم قد يكون في طور التذبذب. بناءً على بيانات من
OAG ، من المقرر أن تستلم شركات الطيران في دبي (طيران الإمارات وفلاي دبي) والمملكة العربية السعودية (الخطوط السعودية، وطيران الرياض، وطيران ناس، وطيران أديل) حوالي 300 طائرة جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة. ولكن هناك فرق ملحوظ بين الشركتين.
في حين أن جزءًا كبيرًا من طلبات دبي هي لاستبدال الطائرات الحالية، فإن غالبية الطلبات السعودية هي توسعات صافية. على سبيل المثال، لدى طيران ناس سجل طلبات يضم 280 طائرة مع إيرباص خلال العقد المقبل، ومن المقرر أن تزيد أسطولها بأكثر من 100 طائرة بحلول عام 2030.
ستكون نقطة التحول الحقيقية هي طيران الرياض: لم تُشغّل الشركة رحلات تجارية بعد، ولديها بالفعل أكثر من 130 طائرة جديدة قيد الطلب. كما تُقيّم الشركة
طلبًا إضافيًا لطائرات A350-1000 أو B777X ، لذا سيزداد هذا العدد أكثر فأكثر. إن نجاح طيران الرياض هو ما سيحدد النمو المستقبلي لمطار الملك سلمان الدولي، وهو أمرٌ لم يُفقد بعد.
تحالفنا مع طيران الرياض يتجاوز مجرد التعاون؛ إنه شراكة استراتيجية لإعادة صياغة قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط. ستضع طيران الرياض شركة طيران عالمية المستوى في صميم عملياتنا، مما سيعزز حركة المسافرين عبر محطاتنا، ويعزز مكانة الرياض على خريطة الطيران العالمية.
Huge: Riyadh Air Diversifies Fleet Plan With 60 Airbus A321neo Orders
Play Video
كيف قد يتغير توازن القوى
ستواصل الرياض سعيها للحاق بدبي لعقدٍ آخر على الأقل، وربما لفترةٍ أطول. لكنها تتمتع ببعض المزايا المهمة لصالحها:
- الموارد المالية: هذا عامل بديهي، لكن لا بد من ذكره على أي حال. فبينما لا تفتقر الإمارات إلى الثروة، إلا أن المملكة العربية السعودية تتفوق عليها بشكل كبير. في الواقع، تمتلك السعودية الموارد المالية اللازمة للمنافسة وتحقيق التكافؤ والتفوق على جارتها.
- ازدهار البنية التحتية: مع ضخ المملكة تريليونات الدولارات في مشاريع البنية التحتية على مستوى البلاد، سيشهد السفر الداخلي والداخلي نموًا قويًا بلا شك. وستستفيد الرياض من كونها مركز الربط الرئيسي.
- سوق السفر المحلي: تتمتع الرياض بما لن تمتلكه دبي أبدًا - القدرة على أن تكون حلقة الوصل الفائقة في سوق محلي سريع النمو، مع الطلب "المضمون" بسبب السفر الديني المكثف والمتنامي.
- مجال النمو: يوجد في دبي أكثر من 100 شركة طيران أجنبية تطير إليها، في حين أن الرياض لديها 50 شركة بالكاد. وتقدر OAG أن نحو 160 شركة طيران غير مقيمة تطير إلى الشرق الأوسط، لذا هناك مجال كبير للنمو بالنسبة للرياض وحوافز متزايدة لشركات الطيران الدولية.
- التركيبة السكانية: تتمتع المملكة العربية السعودية بسكان أصغر سناً بكثير، حيث يبلغ عمر 70% منهم تحت سن 35 عاماً، وهذا، إلى جانب القوى العاملة المتزايدة التحضر (والثراء)، من شأنه أن يدفع النمو في الطلب على السفر.
✕Remove Ads
لكن إذا أرادت الرياض اللحاق بدبي، بل وحتى تجاوزها، فسيستغرق ذلك بعض الوقت بلا شك. فدبي تتمتع بميزة المبادرة، وهي أكثر انفتاحًا اجتماعيًا وترحيبًا بالغرباء. وتحتاج المملكة إلى مزيد من التحول الاجتماعي والسياسي لتكون قادرة على المنافسة كوجهة تجارية وسياحية عالمية.
علاوة على ذلك، وكما سيشير الكثيرون، فإن موقع دبي كمدينة ساحلية نابضة بالحياة على الخليج العربي يُقدم مزايا سياحية هائلة مقارنةً بمدينة هادئة في قلب الصحراء. لكن الرياض ستتطلع إلى قطاع الطيران الأكثر تطورًا في العالم بحثًا عن بوادر أمل، حيث شُيّد اثنان من أبرز الوجهات السياحية في صحراء ومستنقع، وأصبحت مدينة داخلية عادية أكثر مطارات العالم ازدحامًا. لذا، ابقوا أعينكم على الرياض وهي تتطلع إلى الوصول إلى القمة، فقد تحقق ذلك.