إيران تعلن استبدال أنظمة الدفاع الجوي المتضررة خلال الحرب مع إسرائيل
نظام الدفاع الجوي الصاروخي أرض-جو HQ-9B في معرض الصين الجوي 2022. الصورة: Liu Xuanzun/GT
موقع الدفاع العربي – 20 يوليو 2025: أعلنت إيران أنها استبدلت أنظمة الدفاع الجوي التي تضررت خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل الشهر الماضي، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية عن مسؤول عسكري رفيع اليوم الأحد، 20 يوليو 2025.
وكانت إسرائيل قد شنت حملة قصف مفاجئة وغير مسبوقة على إيران في منتصف يونيو، ما دفع طهران إلى الرد بهجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة.
وقد شكلت تلك الضربات الإسرائيلية ضربة موجعة لقدرات الدفاع الجوي الإيرانية، التي تم تفعيلها بشكل متكرر في العاصمة طهران وفي مناطق متفرقة من البلاد طيلة فترة الحرب.
و
قال اللواء محمود موسوي، رئيس عمليات الجيش الإيراني، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا”: “سعى العدو الصهيوني إلى تدمير قدرات إيران الدفاعية، وقد تضررت بعض أنظمتنا الدفاعية خلال تلك الحرب.”
وأضاف: “لقد تم الآن استبدال الأنظمة الدفاعية التي تضررت.”
وتتضمن شبكة الدفاع الجوي الإيرانية أنظمة محلية مثل “باور-373” و”خرداد-15″، المصممة لاعتراض الصواريخ والطائرات. كما تمتلك إيران منظومات “إس-300” الروسية التي تم نشرها في عام 2016.
وقد أسفرت الحرب مع إسرائيل عن مقتل أكثر من 1000 شخص داخل إيران، فيما قُتل ما لا يقل عن 28 شخصًا في إسرائيل جراء القصف الإيراني، وفقاً لما أعلنته السلطات في كلا البلدين.
واستهدفت الهجمات الإسرائيلية بنى تحتية عسكرية ومنشآت نووية في أنحاء متفرقة من إيران.
وفي 22 يونيو، نفذت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ضربات غير مسبوقة على مواقع نووية إيرانية في “فوردو” و”أصفهان” و”نطنز”.
ولا تزال مدى الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني غير واضحة.
وفي حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المواقع “دُمّرت بالكامل”، فقد شككت تقارير إعلامية أميركية في حجم تلك الأضرار.
ففي 18 يوليو، نقلت شبكة NBC عن تقييم عسكري للأضرار أن واحدًا فقط من المواقع الثلاثة تعرض لتدمير شبه كامل.
ولا يزال وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ساريًا منذ 24 يونيو 2025.
وفي أعقاب إعلان الهدنة، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع إيران من إعادة بناء قدراتها النووية، ما يعزز المخاوف من احتمال تجدّد المواجهة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد أعلن في وقت سابق من يوليو أن إسرائيل تعمل على وضع خطة تضمن “ألا تتمكن إيران من تهديد إسرائيل مجددًا”.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يحافظ على “تفوقه الجوي فوق طهران، وعلى قدرته في فرض القيود على إيران ومنعها من إعادة بناء قدراتها”.
.
هل حصلت إيران على أنظمة HQ-9B الصينية؟
تسعى إيران إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية تحسبًا لاحتمال تجدد الضربات الإسرائيلية أو الأميركية، وذلك عبر التوجه نحو اقتناء منظومات صينية متطورة مثل HQ-9B و HQ-22، في أعقاب الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي استمرت 12 يومًا وألحقت أضرارًا كبيرة ببنيتها الدفاعية.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الاتفاق مع بكين يشمل تزويد طهران بمنظومات دفاع جوي متقدمة، مقابل شحنات نفطية إيرانية، في خطوة تعكس عمق التعاون العسكري والتجاري المتنامي بين البلدين، إذ تُقدّر حصة الصين الحالية من صادرات النفط الإيراني بنحو 90%.
المنظومة HQ-9B تُعد تطويرًا صينيًا لمنظومة S-300 الروسية، ويصل مداها إلى 250 كيلومترًا مع قدرة على اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى 50 كيلومترًا، كما أنها مزودة برادارات حديثة من نوع AESA قادرة على مقاومة التشويش. أما HQ-22، المعروفة باسم FK-3 في نسختها التصديرية، فتوفّر تغطية متوسطة المدى واعتراضًا جويًا يصل إلى ارتفاع 27 كيلومترًا.
وتشير معلومات غير مؤكدة إلى أن عمليات التسليم بدأت بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 24 يونيو، دون الإفصاح عن عدد البطاريات التي تم نقلها. غير أن بعض التحليلات العسكرية تربط هذه الصفقة بازدياد خيبة أمل طهران من أداء المنظومات الروسية، خصوصًا في ظل ما اعتُبر قصورًا في فعالية منظومة إس-300 خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير.
لطالما اعتمدت إيران على مزيج من الدفاعات المحلية والروسية، من ضمنها إس-300 و”باور 373″، إلا أن تأخر موسكو في تسليم مقاتلات سوخوي سو-35 دفع طهران إلى إعادة تقييم شراكتها الدفاعية، ويبدو أنها بدأت تنظر بجدية إلى المقاتلة الصينية J-10C كخيار بديل.
لكن بالرغم من هذه الخطوات، يرى خبراء عسكريون أن المنظومات الصينية وحدها لا تكفي لإقامة مظلة دفاعية فعالة ضد مقاتلات شبحية مثل F-22 الأميركية أو F-35I الإسرائيلية، ويؤكدون أن إيران ستظل عاجزة عن التصدي لحملة جوية منسقة دون امتلاك طائرات مقاتلة متقدمة مزودة بصواريخ جو-جو بعيدة المدى مثل PL-15.
وكان موقع “أكسيوس” قد أشار، نقلاً عن مصادر أميركية، إلى استعداد واشنطن لدعم إسرائيل في حال قررت تنفيذ ضربات جديدة ضد إيران، ما يُعزز الاعتقاد بأن طهران تسعى من خلال هذه الصفقات إلى تقليص ثغرات دفاعها الجوي ورفع كلفة أي هجوم محتمل قد تتعرض له.
/