من يتهم إيران بالحمق لأنها استهدفت قواعد أمريكية "خاوية" يتجاهل حقيقة أن ضرب هذه القواعد يحمل رسائل سياسية وعسكرية معقدة، ولا يتعلق فقط بإيقاع خسائر مباشرة. إيران تدرك أن استهداف الجنود الأمريكيين بشكل مباشر سيجر المنطقة إلى مواجهة شاملة مع واشنطن، وهو ما لا تريده أي من الأطراف حالياً، ولهذا غالباً ما تختار أهدافاً رمزية أو ترسل رسائل عبر ضربات محسوبة.
إيران تريد أن تثبت أنها قادرة على ضرب المصالح الأمريكية متى شاءت، حتى لو لم تسفر الضربات عن خسائر بشرية كبيرة. وضرب قواعد خالية أو إخلاء القواعد قبل الضربة هو تكتيك متعمد لتجنب سقوط قتلى أمريكيين وبالتالي تجنب رد أمريكي شامل ومدمر. و هذه الضربات تخدم الدعاية الداخلية في إيران وتظهرها بمظهر الدولة القادرة على الرد، كما تحمل رسائل ردع لإسرائيل ودول الخليج بأن لديها أوراق ضغط.
تكرار مقولة "بدون نووي أنتم في خطر" هو تبسيط مخل للواقع الأمني في المنطقة. امتلاك السلاح النووي ليس ضمانة للأمن، بل قد يكون سبباً في سباق تسلح خطير ويزيد من احتمالية اندلاع نزاعات كارثية. الأمن الحقيقي يتحقق عبر بناء تحالفات إقليمية، وتطوير القدرات الدفاعية، والانخراط في حلول سياسية للأزمات، وليس عبر التهديدات أو سباق التسلح النووي.
امتلاك السلاح النووي ضمانة للأمن بمستوى معين و ليس ضمانة مطلقة من الحرب.
و شواهد هذا كثيرة ...
أما التحالفات و القدرة الدفاعية إلخ... فنعم لها دورها .. لكنهل ليست كافية.
انظر صدام حسين، كان يحكم بلدا سنية فلما انهزم و قد حاول عتق نفسه بحيازة السلاح النووي فام يستطع، تحولت العراق ليحكمها أعداء السنة و هم الشيعة و لو كان يملك النووي لما تغير النظام بهذا الشكل ...
النووي مرعب، و مرهب و نحن مأمورون شرعا به لأنه هو الذي يجسد قوله تعالى: " ترهبون به عدو الله و عدوكم"