وما أوقح أن يتحدّث من انكفأ على نفسه عقدا كاملا يتسوّل خلاصا من غريمه، ثم يتفاخر بانسحابه بعدما عجز عن النصر
أتدّعي أنك صدّرت المشكلة؟ بل فررت منها
لا أنت انتصرت، ولا أعداؤك هُزموا
وها أنت تنظر إليهم في اليمن ولبنان وسوريا والعراق
يزدادون تمددا، فيما أنت تنسحب تباعا وتغلف عجزك بغلاف الحكمة والموعظة ..
تسخر من مصر؟
مصر التي واجهت الإرهاب وحدها
مصر التي قاتلت بسلاحها، لا بإموالها
مصر التي لم تبع بوصلتها، ولا غيّرت تحالفاتها كمن يبدّل قناعا في مسرح هزيل
مصر التي ما غابت عن معركة تخص الأمة إلا وكانت فيها عين الحاضر ويد الموازنة
مصر التي تحمّلت آثار فوضى وتأمر أنتم من أشعلها ثم تنصلتم منها حين استعرت
أما حديثك عن الاستثمار والمصالح
فكفّ عن الوهم، فالسعودية ما زالت تضخ في مصر لأنها تعرف قيمتها رغما عنك ..
تعرف أن الدولة التي وقفت مع الخليج في مواقف عدة لا تزال قادرة على قلب الموازين إن شاءت
مصر التي لا تبيع قرارها ولا تخضع لابتزاز أحد
مصر التي لا تخشى من سوريا، بل تتمنى لها النهوض
لكن لا بنظام تابع ولا بغطاء صفري السياسة
بل بدولة تعرف بوصلتها وتختار عروبتها لا وكلاءها
دع عنك الغرور
فمن يظن أنه يربح لمجرد أنه انسحب لم يكن منتصرا
بل منكسر خشي أن يُكشف ضعفه فاختار الخروج قبل الانهيار
أما مصر، فتبقى
برغم أزماتها، برغم أخطائها، تبقى عمود الأمة
ومن لا يدرك ذلك اليوم
سيتعلمه
غدا… ..
لا تعاود أن تحشر مصر في إرهاصاتك
فمصر ليست تفصيلا في خيالك السياسي، ولا هامشا في دفترك الإقليمي
مصر قدر، ومن أراد القفز فوق الأقدار سقط تحتها
فاجعل خيبتك لك، واترك التاريخ ل
أهله
ماقال الا الصدق التوجه السياسي والاعلامي حتى المعارضه المصرية غريب من سوريا