بعد 4 سنوات زلزلت أوروبا.. "الذايدي": في الرياض اليوم نقلة عظمى باتجاه السلم العالمي برعاية محمد بن سلمان
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي أن ما يحدث في الرياض اليوم هو نقلة كبرى في الدبلوماسية الدولية، وحركة عظمى باتجاه السلم العالمي، حيث يجري الاجتماع الكبير المرتقب بين روسيا وأميركا بشأن الحرب في أوكرانيا، في المقام الأول، واستعادة الحوار بين قطبي العالم، برعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي يحظى بعلاقة ثقة مع كل من الرئيسين؛ الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، من أجل إنهاء حرب زلزلت كيان الاتحاد الأوروبي، مع استمرارها لأربع سنوات وبلا أفق نهاية، ليأتي اجتماع الرياض ويزيح صخرة ضخمة أعاقت سير السلام، في انتظار حسم قرار وقف الحرب.
رياض السلام بين واشنطن وموسكو
وفي مقاله "رياض السلام بين واشنطن وموسكو" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول "الذايدي": "من الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، وباستضافة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتنظيم من الحكومة السعودية... يتم الاجتماع الكبير المرتقب بين روسيا وأميركا بشأن الحرب في أوكرانيا، في المقام الأول، واستعادة الحوار بين قطبي العالم".
حركة عظمى باتجاه السلم العالمي
ويعلق "الذايدي" قائلاً: "هذه نقلة كبرى في الدبلوماسية الدولية، وحركة عظمى باتجاه السلم العالمي.. في التفاصيل، موقع «أكسيوس» الإخباري نقل عن مصدرين قولهما إن مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة وروسيا سيلتقون في السعودية، اليوم الثلاثاء. وأضاف «أكسيوس» أن اجتماع المسؤولين الأمريكيين والروس سيبحث سبل إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، والإعداد لقمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي. سيضم الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف؛ حسب الموقع نفسه. ورجَّح «أكسيوس» أن يترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوفد الروسي، وهو ما أكده الكرملين".
الحرب الأخطر على الأمن العالمي
ويرصد "الذايدي" دوافع وأهمية هذه المباحثات بالرياض، ويقول: "في هذا الشهر، فبراير (شباط)، تحديداً في الـ26 منه، ستكمل الحرب الروسية الأوكرانية عامَها الثالث، ولم تكن الحرب الأولى، لكنَّها الأخطر على الأمن العالمي، والأكثر استنزافاً للاقتصاد الدولي، لها آثارها المدمرة على كل شيء.. الرئيس الأمريكي، الجديد، دونالد ترامب، وعد كثيراً بإنهاء الحرب في أوكرانيا وروسيا سريعاً، وأنه سينفتح على الحوار مع روسيا، وهو بالفعل أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
حرب بلا نهاية زلزلت كيان الاتحاد الأوروبي
ويضيف الكاتب: "هذه الحرب التي تبدو بلا أفق نهاية، زلزلت كيان الاتحاد الأوروبي، وغيرت خريطة التحالفات، وتسببت في سلسلة من السياسات الكيدية بين روسيا والغرب، في أنحاء متفرقة من العالم، بما فيها منطقتنا العربية، خصوصاً فلسطين ولبنان وسوريا... واليمن، وأفريقيا".
اجتماع الرياض أزاح صخرة ضخمة أعاقت السلام
ولا يتعجل "الذايدي" نتائج اجتماعات الرياض، ويقول: "هل ستنتهي الحرب بين روسيا ومن معها، والغرب ومن معه، على الجبهة الأوكرانية فوراً؟.. من العجلة قول ذلك، لكن بلا ريب أن اجتماع الرياض أزاح صخرة ضخمة أعاقت سير السلام، وأشرعت شبابيك الأمل لينفذ منها هواء نقي وشعاع لامع ينشر أوراق التفاؤل بازدهار ثمار السلام. إنها خطوة كبرى على ساحة الشطرنج السياسي الدولي، تكشف عن مكانة السعودية وتأثيرها، الإيجابي، لصالح الناس... كل الناس".
محمد بن سلمان.. علاقة ثقة مع ترامب وبوتين
ويتوقف "الذايدي" أمام وساطة سمو ولي العهد، ويقول: "دينيس روس، المبعوث الأمريكي الأسبق للسلام في المنطقة، قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في القمة المرتقبة، تشير إلى «علاقة ثقة مع كل من الرئيسين ترمب وبوتين»؛ وأن الرياض حافظت على علاقات جيدة مع جميع أطراف الصراع، ما يوفر بيئة مريحة ويجعلها موقعاً منطقياً لاستضافة المحادثات".
هكذا تكون السياسة الرشيدة
وينهي "الذايدي" قائلاً: "هكذا تكون السياسة الرشيدة في أبهى مظاهرها، وهكذا يعود للسياسة شيء من سمعتها الطيبة، بعدما اختصر كثير من صغار العقول والأنفس السياسة في صغائر الأمور والهزيل من المكائد. هنا صوت الخير والسعي لصالح إنسان هذه الأرض.. بالتوفيق، كل التوفيق، لاجتماع الرياض بين قطبي العالم، واشنطن وموسكو".