أكد اللواء المصري طيار دكتور هشام الحلبى، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن عملية «طوفان الأقصى»، السابع من أكتوبر الماضي، كانت حدثا مفاجئًا، ليس فقط لإسرائيل، بل للعالم بأكمله.
حرب غير متماثلة
ويوضح مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، لـ «المصري اليوم»، الطبيعة العسكرية للحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، هو نوع من الحروب يُسمى «الحروب غير المتماثلة»، وهذا النوع من الحروب مختلف تمامًا عن الحروب التقليدية، إذ يشارك فيها جماعات مسلحة بتجهيزات متواضعة، مثل حماس والفصائل في قطاع غزة، مقابل جيش نظامي، لديه قدرة عالية جدًا في التجهيزات، وامتلاك تسليح متعدد ومتنوع.
قدرات حماس القتالية مفاجأة للعالم
إسرائيل غير قادرة على السيطرة على حماس من جانب واحد، ولا تستطيع الوصول إلى الأنفاق، وهذا الوضع يشكل تحدٍ كبيرًا لإسرائيل، وهنا أرى أن نقطة قوة حماس هي قدرتها على الإخفاء والتمويل العالي جدًا، وأيضًا امتلاكها للأراضي سواء عبر السطح أو تحت الأرض، مما يضع إسرائيل في وضع صعب وحرج مستمر، هذه الوضعية تعود بالنفع على حماس والفصائل الفلسطينية الموالية لها، وهو ما يشكل مفاجأة للعالم بأسره، وليس فقط لإسرائيل.
بدايةً أشرت إلى أن قدرات حماس القتالية في هذه الحرب كانت مفاجأة للعالم بأسره، إذ اثبتت المقاومة الفلسطينية أن لديها إمكانيات وتدريب عالي، واستطاعت تنفيذ خططها المحكمة بنسبة عالية، وقد نجحت في تنفيذ العمليات النفسية الكبيرة والحفاظ على المفاجأة باستمرار، حتى على المستوى التكتيكي، وأساليب المراقبة والمناورة.
العمليات النفسية حاسمة في أي عملية عسكرية
ومن بين المفاجآت البارزة، كانت قدرة حماس على تصنيع وتجميع الأسلحة، وما أكثر المفاجآت كانت قدرتها على تنفيذ العمليات العسكرية بشكل متقدم واستخدام استراتيجيات مباغتة أثرت بشكل كبير على الجانب العسكري الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك، نجحت حماس في تنفيذ عمليات نفسية قوية على الإسرائيليين، خاصةً الذين كانوا رهائن بيد حماس، اذا أثبتت حماس أنها تتمتع بصمود عالٍ وقدرة على المبادرة، وهذه الميزات تعتبر حاسمة في أي عملية عسكرية
الاحتلال لم يكن مستعد للقتال داخل المدن
ويؤكد الحلبي على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مستعدًا للحرب، وخاصة القتال داخل المدن، حيث يكون طبيعة القتال مختلفة تمامًا عن أنواع القتال الأخرى، في حين اعتمدت المقاومة بشكل كبير على المقاتلين في فرق قتالية صغيرة ومدربة تدريبًا عاليًا على القتال داخل المدن.
جيش الاحتلال لم يحقق أهدافه
من جانب آخر، الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي من أهدافه الثلاثة المحددة بوضوح، وهي تحقيق الهزيمة لحماس وتقليص قدراتها العسكرية، وتحرير الرهائن الإسرائيليين، وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة؛ في المقابل، قامت إسرائيل بتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية في غزة، وهي تدمير البنية التحتية والمباني العامة، بالإضافة إلى ذلك، هو قتل المدنيين، حيث وصل عدد الشهداء إلى أرقام هائلة ولا يتمكن الحصول على تقدير دقيق لعدد القتلى المحتملين تحت الأنقاض. بالإضافة إلى الجرحى، تم فرض حصار شديد على غزة والاضطهاد والتضييق على المستشفيات ومراكز التجميع مثل المدارس،