عثمان الخميس
ماذا بينك وبين الله حتى يفضحك على رؤوس الأشهاد، في اللحظة التي يُكرم فيها الشهداء ويُكشف فيها عن ثبات أجسادهم التي لم تتحلل، كرامة من الله وشهادة بصدق جهادهم؟
أي ذنب أعظم من أن تطعن في رجال صدقوا الله فصدقهم، وترميهم بالانحراف عن العقيدة وهم الأقرب إلى الحق؟
ماذا فعلت في حياتك كي تُصب عليك دعوات المسلمين في أول يوم من رمضان صبًا؟
هل يُعقل أن رجالًا باعوا أنفسهم لله، ووقفوا في ساحات الجهاد، وبذلوا أرواحهم دفاعًا عن المقدسات وابتغاء وجه الله، ينتظرون رأيًا من قاعدٍ خلف شاشاته، مهما بلغت درجته العلمية؟
أي منطق هذا الذي يجرؤ على تقييم من سبقوه إلى ميدان التضحية ولم يبخلوا بأنفسهم؟
إذا كنت ترى نفسك عالمًا أو داعيًا أو شيخًا، فالأجدر بك أن تكون قدوة في نصرة الحق، لا أن تقف في صف المتخاذلين. كان حريًّا بك دعم نضالهم، والوقوف إلى جانب رسالتهم، لا أن تطعن فيهم بجهالة أو افتراء.
لقد صدق صاحب الطوفان حين قال: "ستفضح هذه المدينة كل المتخاذلين وتكشف سوءتهم".
وإنه لمن أعظم التخاذل أن يُتهم المجاهدون في عقيدتهم، في الوقت الذي تسطر فيه دماؤهم أسمى معاني الإيمان والفداء.
أما أنت أخي القارئ الكريم
فاستمع إلى كلمات الشيخ د. محسن العواجي في هذا المقطع، وشاهد جثامين الشهداء الأربعين التي بقيت كما هي منذ عام، وتم نقلها بعدما وضعت الحرب أوزارها.
دع الحقيقة تحدثك، ودع يقينك يهديك إلى الطريق المستقيم، إن كنت حقًا باحثًا عن الحق، لا متتبعًا للهوى.
غفر الله لنا وإياكم وهدانا سواء السبيل.