بعد أن تمكنت شركة “PTTEP” الإندونيسية قبل أيام فقط من الاستحواذ على حصة 34 في المائة من أصول شركة “إنجي” الفرنسية، بحقل الغاز توات في الجزائر، تواجه فرنسا اليوم تحديات كبيرة في الحفاظ على نفوذها في الجزائر، حيث شهدت الفترة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في دور الشركات الفرنسية في السوق الطاقوية الجزائرية.
وفي خطوة تعكس هذا التحول، أعلنت الشركة التايلاندية PTT عن استحواذها على حصة 22.1 في المائة في مشروع الغاز بتوات، الواقع في منطقة تيميمون بولاية أدرار.
هذا التطور ليس مجرد تغيير في الملكيات، بل هو دليل على فقدان فرنسا لهيمنتها في قطاع حيوي، مما يعكس تراجع قوتها في منطقة لطالما اعتبرتها ضمن دائرة نفوذها التقليدي.
وفي خطوة تعكس هذا التحول، أعلنت الشركة التايلاندية PTT عن استحواذها على حصة 22.1 في المائة في مشروع الغاز بتوات، الواقع في منطقة تيميمون بولاية أدرار.
هذا التطور ليس مجرد تغيير في الملكيات، بل هو دليل على فقدان فرنسا لهيمنتها في قطاع حيوي، مما يعكس تراجع قوتها في منطقة لطالما اعتبرتها ضمن دائرة نفوذها التقليدي.
شراكة دولية متينة
الحصة التي استحوذت عليها PTT كانت مملوكة سابقًا لمجموعة “إينجي” الفرنسية، مما يعكس تحولًا مهمًا في الشراكات الدولية في الجزائر.
وبجانب PTT، تتواجد شركات كبرى مثل إيني الإيطالية (42.9 في المائة) وسوناطراك الجزائرية (35 في المائة)، مما يضمن تنوعًا واستقرارًا في استثمارات القطاع.
استثمار منخفض المخاطر
تسعى PTT، من خلال هذه الصفقة، إلى تعزيز وجودها في الأسواق الطاقوية ذات الإمكانيات العالية.
مشروع توات، الذي دخل مرحلة الإنتاج منذ عام 2019، يمتلك احتياطيات تقدر بـ1.92 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و5.4 مليون برميل من المكثفات.
هذا يجعل المشروع استثمارًا منخفض المخاطر يعزز من إيرادات PTT ويضمن لها قاعدة قوية للنمو المستقبلي.
تحديات سابقة ونجاحات جديدة
بعد فترة من الصعوبات التقنية المرتبطة بتلوث الزئبق في المنشآت، استأنف المشروع نشاطه بنجاح تحت إشراف إيني، التي استثمرت 4.9 مليار دولار لتحديث البنية التحتية.
هذه الاستثمارات سمحت للجزائر باستعادة إنتاج إضافي بلغ 4.5 مليار متر مكعب من الغاز، مما يعزز طموحاتها في التصدير.
الجزائر: قوة جديدة في سوق الطاقة العالمية
تسعى الجزائر إلى إنتاج 200 مليار متر مكعب من الغاز بحلول عام 2027، مع تخصيص 50 في المائة من هذه الكمية للتصدير.
دخول PTT إلى السوق يعزز من جاذبية الجزائر للمستثمرين الدوليين ويعكس دورها الاستراتيجي كمركز للطاقة في المنطقة.
فرنسا تفشل في الحفاظ على مصالحها
من جهة أخرى، تعكس هذه التطورات فشلًا ذريعًا للسياسات الفرنسية في الجزائر، حيث فقدت “إينجي” موقعها في مشروع توات لصالح شركة تايلاندية.
هذا التحول يبرز كيف أن الجزائر تتحرك نحو بناء شراكات جديدة، بينما تبتعد عن النفوذ الفرنسي الذي لطالما سعى للهيمنة على القطاع الطاقوي في البلاد.
إن استثمارات PTT تعد بمثابة صفعة للسياسات الاستعمارية القديمة التي سعت فرنسا إلى تكريسها في الجزائر.
هذه الخطوات الجديدة تؤكد أن الجزائر تتجه نحو تعزيز استقلالها الاقتصادي وتحرير قطاعها الطاقوي من قبضة الشركات الغربية.
المستقبل: آفاق واعدة
دخول PTT إلى السوق الجزائرية يمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الدولي في مجال الطاقة.
هذا التعاون لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يحمل في طياته أيضًا آمالًا في تحقيق تنمية مستدامة تخدم مصالح الشعب الجزائري.
في الختام، إن الجزائر اليوم تتجه بخطى واثقة نحو بناء مستقبل طاقوي مشرق، مستفيدةً من شراكات دولية جديدة، ومؤكدةً على قدرتها في استقطاب الاستثمارات التي تعزز من موقعها في السوق العالمية.
هذه التحولات لا تعكس فقط نجاح الجزائر، بل تشكل أيضًا تحذيرًا واضحًا لمن يسعى للتقليل من شأنها أو العودة إلى سياسات الهيمنة والاستغلال.
https://attaqa.net/2025/01/06/حقل-غاز-جزائري-احتياطياته-1-9-تريليون-قد/
https://elikhbaria.dz/دخول-شركة-تايلاندية-لقطاع-الغاز-الجزا/