متابعة مستمرة مستقبل سوريا بعد التحرير


بين عامي 2013- ومنتصف 2014 كان تنظيم «جبهة النُصرة» هو الفصيل الأقوى في دير الزور حيث معقله وعاصمته، بلدة «الشحيل» شرقي دير الزور، [الجزيرة الفراتية].

فشلت النصرة بقيادة الجولاني أنذاك بقراءة المنطقة وطبيعتها، فاعتمدت على عشيرة واحدة، وهادنت آخرى، وتسببت سياستها بالصدام مع عشائر كبيرة كـــ البكير، البوعزدين، البوسرايا، البورحمة. صدامات أدت لخلق مجتمع معادي لها، بل قامت نسبة كبيرة من خصومها بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» IS القوة الصاعدة آنذاك. والأخير لعبها بشكل جيد واستغل هؤلاء وتمكن من هزيمة النصرة بعد صراع دامي راح ضحيته أكثر من 3000 شاب بمعارك مفتوحة من فبراير 2014 حتى أغسطس من العام نفسه، كما ساهم سقوط الموصل بدعم داعش كذلك بمعارك دير الزور.

ولاحقا وقع داعش بنفس خطأ النصرة وهو بمعاداة المجتمع الذي يحكمه بالحديد والنار، وتسبب هذا بسقوط سريع للتنظيم خلال فترة قياسية بالذات في دير الزور. بل حشد كل من يريد الانتقام نفسه في صف ميليشيا «قسد» وصف النظام حتى. وليس حباً بعلي، ولكن بغضاً بمعاوية.

ما أود قوله ميليشيا «قسد» تراهن فقط على الحديد والنار اليوم في الجزيرة، وسياستها منذ سنوات لليوم خلقت مجتمع معادي بالغالبية العظمى، لكنها تعتمد على «التحالف الدولي» وتستغل شماعة داعش لمهاجمة أي خصم لها من أهل المنطقة لكي تشيطنه وتقصيه.

ميليشيا «قسد» هشة وضعيفة، وفي حال خُلقت مقاومة محلية مدعومة لن تصمد طويلاً هذا مفروغ منه.

يضاف لهذا كان نظام بشار الأسد مثلا يلعب بشكل ممتاز على التناقضات، فهو استغل ثورة الهفل في اغسطس 2023 ونجح بتكبيد ميليشيا «قسد» خسائر كبيرة على ضفتي «نهر الفرات» وتواصلت الهجمات قبل سقوطه حتى بأيام.

استغل نقمة السكان ضد ميليشيا قسد، وقبلها استغل كذلك نقمة بعض العشائر على داعش 2017 وسخرها لنفسه.

هذه سياسة غائبة اليوم عن النظام السوري الجديد والذي يبدو مع قسد، بمظهر الحليف أكثر من مظهر العدو، رغم محاولات التنظيم PKK/SDF العديدة بإسقاط الحكومة الحالية.

 

على مشيخة «شمر الجربا» في الحسڪة أن تتعض بمن سبقها من قيادات في الجزيرة حاولت الثقة بميليشيا «قسد» والأخيرة غدرت بهم، وأخرهم أحمد الخبيل البكيري القائد السابق لما يسمى مجلس دير الزور العسڪري (DMC)، والذي اعتقله بعد كمين في الحسڪة 2023. وقبله فككت فصيل قوات النخبة، وفصيل قوات ثوار «الرقــة». بين عامي 2018-2019، ثم سرقت إنجاز طرد داعش، ونسبته لحفنة فتيات مخطوفات على يد YPJ. تنظيم حزب العمال الكردستاني «PKK» لا أمان ولا عهد لهذه الميليشيا.

بالتوازي مع الحاصل في الجزيرة الفراتية اي شرق الفرات، مازال موقف حكومة الشرع عجيباً من المجريات هنا، وفاشلة باستغلال أي حدث كبير يحصل، وكأنها في دولة ثانية. وسط الاحتقان الكبير للسكان في الجزيرة والكره المتنامي لميليشيا «قسد» والأحداث الكبيرة الحاصلة.



 
وصلت إلى قناعة واضحة بأن تصريحات قيادات هذه الميلـ.ـيشيا تتسم بالتناقض والتذبذب، إذ يتدرجون بين القبول والرفض، ويعمدون أحيانًا إلى نشر الأكاذيب والشائعات بهدف زعزعة ثقة السوريين بالحكومة السورية وإرباك المشهد السياسي في المنطقة.

📌 فيما يخص عدد مقاتلي «قسد»، فقد أكدت مرارًا أن هذه القوات ليست بتلك الأعداد الكبيرة التي تروّج لها قياداتها، ولهذا تسعى الحكومة السورية إلى إجراء جرد دقيق للأسماء والأعداد، لأن ذلك سيكون العامل الأساسي في تحديد آلية الاندماج وشكله النهائي.

📌 أما فيما يتعلق بمسألة الاندماج كأفراد أو ككتلة واحدة، فلا أعتقد أن هذا هو محور الخلاف الجوهري في اللقاء الأخير بين الطرفين — حتى وإن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حوله — فالقضية الأعمق كانت تتعلق بـ دخول قوات الجيش العربي السوري إلى مناطق الجزيرة السورية، والمدة الزمنية لهذا الانتشار، بالإضافة الى حل وحدات حـ.ـماية الشعب وأذرع العمال الكـ.ـردستاني وهي ملفات حاسمة من شأنها، إذا تم الاتفاق عليها أن تؤدي إلى إنهاء الوجود العسكري لـ«قسد» في المنطقة بالكامل.

 
القيادي في ميلـ.ـيشـ.ـيا «ب ي د/قسد» محمود حبيب :

📌 تعطلت منذ فترة قضية الاندماج بين الحكومة السورية و«قسد» بسبب تدخل تركيا في تفاصيل العملية.

📌 في البداية وافقت الحكومة السورية على اندماجنا ككتلة واحدة، لكنها لاحقًا غيّرت موقفها وطلبت أن يتم الاندماج على أساس فردي.

📌 كانت تركيا تمارس ضغوطًا على الحكومة السورية لمنع هذا الاندماج.

📌 من المستحيل دمج عناصر «قسد» كأفراد، إذ يبلغ عدد مقاتليها ما بين 40 إلى 50 ألف مقاتل.

📌 في اللقاء الأخير بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي، تم الاتفاق على قبول «قسد» ككتلة واحدة، ما أعاد مشروع الاندماج إلى مساره الصحيح من جديد.

📌 عملية الاندماج تحتاج إلى وقتٍ كافٍ نظرًا للإجراءات التقنية المرتبطة بها، مثل توزيع القوات، وجرد الأعداد، وتحديد أماكن التمركز، والمهام، والتمويل، والتسليح.

📌 نحن متفائلون بمسار المفاوضات الحالي، خصوصًا بعد قبول الحكومة السورية باندماج «قسد» ككتلة واحدة.




 
خلال مرحلة التحرير وما رافقها من فوضى داخل بعض الثكنات العسكرية والمؤسسات الحكومية والفروع الأمنية ومنازل الضباط وغيرهم

تمكّن بعض الأشخاص من التسلل إلى تلك المواقع وسرقة ملفات ووثائق حساسة تدين النظام وإيران وحزب الله، إضافةً إلى شخصيات أخرى تورطت في أعمال ضد السوريين، كما احتوت تلك الوثائق على أسماء وأدلة تثبت تورط أزلام النظام في قضايا فساد وغيرها

بعض من حصلوا على تلك الوثائق تصرّفوا بحسن نية، وآخرون بدافع الجهل أو العبث!

جزءًا من هؤلاء كان على ارتباط غير معلن بوسائل إعلام "ثورية"، حرصًا على سرّية أدوارهم وخشيةً من ملاحقة النظام، وقد عمل بعضهم خلال سنوات الثورة من داخل مناطق النظام أو عبر أشخاص متعاونين داخل مناطق النظام

السؤال المطروح حاليًا ما الذي فعلته تلك الوسائل الإعلامية الثورية بتلك الوثائق؟ هل تم تسليمها لأي جهة حكومية أو مؤسسات الدولة السورية الجديدة؟ وإن لم يحدث ذلك، فهل سنرى هذه الوثائق تتسرب مستقبلاً عبر مواقع غربية أو عربية؟

هل دماء الشهداء ومعاناة السوريين سِلعة تُباع وتُشترى في كواليس الصحافة الغربية أو في أروقة الويب العميق؟ هل أصبحت مأساة السوري رقمًا في قاعدة بيانات أو مبلغًا ماليًا في سوق التسريبات الاستخباراتية؟

 
شاهدت منذ الأمس خبر مناقشة الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يهدف إلى منح الإقامة الدائمة للدروز من السويداء وهو مقترح تقدم فيه عدد من أعضاء الكنيست الدروز داخل الكيان علماً أنه حتى الآن ورغم رغبة سكان قرى الدروز بجبل الشيخ المجاورة للكيان الانضمام

وقدم العشرات طلب العمل داخل مناطق كيان الاحتلال ولكنه قوبل بالرفض من الاستخبارات الإسرائيلية بسبب تعاملهم مع ميليشيات حزب الله سابقاً

وحتى هذا اليوم يحبط جيش الاحتلال محاولات تهريب سلاح من خلال محيط القرى الدرزية في جبل الشيخ إلى لبنان وذات الحال مع الميليشيات المسلحة لحكمت الهجري في السويداء فهي كانت يوماً على تعاون تام مع ميليشيات حزب الله وتحت مظلة نظام الأسد ولهذا لا أظن أن تتم المصادقة على القرار بل إن كيان الاحتلال بحاجة لهم خارج مناطق احتلال الكيان في فلسطين وذلك لتبقى هذه الميليشيات ورقة بيده للاستخدام لإضعاف وحدة الأراضي السورية وهنا مصلحة الكيان الأكبر من استقطابهم لمناطقه


 
عودة
أعلى