مستقبل سوريا بعد التحرير

سنوات الجمر التي لن تنسى من حملة عام 2020
قصص كتبتها من وحي المعاناة في تفتناز حينها وأنشرها اليوم في ذكرى الحملة المغولية ..

د. أحمد موفق زيدان

الحلقة الثالثة

كان صمت القرية التي كانت بالأمس تضج بالحياة، وتعج بالحركة والنشاط، لاسيما بعد أن استقبلت آلافاً من المهجرين والمشردين رافضة في المجمل أن تأخذ أجرة لبيوتها، وإن أخذت تأخذ مبلغاً شبه رمزي بخلاف بعض البلدات للأسف وأقول بعض البلدات، كان صمت القرية الدليل الأكبر على تصويتها في انتخابات غير معلنة برفض قبول العصابة الطائفية وسدنتها، والتصويت لصالح الثورة.
لم يكتب التاريخ أن بقي أحد في مناطق النظام باستثناء واحد أو اثنين للأسف ممن غادروا إلى مناطق العصابة، بينما آثرت الآلاف اللجوء إلى المجهول، والخيام، والتشرد كتصويت على استمرارية الثورة، وتأكيد على مواصلة الانشقاق عن العصابة الطائفية وسدنتها..سعيت إلى الوصول إلى مضافات أو " أوض" تفتناز كما يسميها أهلها، كانت مضافة الحاج مصطفى محمد ديب غزال موحشة بعد أن غاب أهلها، فقد حرص الحاج مصطفى على نقل كل معدات المضافة إلى خارج القرية، خشية أن تسقط بأيدي العصابة الطائفية، ونفس الأمر فعلت مضافة آل الخطيب، فحين تقترب من المضافات وترى خلوها، من أي حركة يزداد خوفك، وقلقك على مستقبل البلدة، إذ إن هذه المضافات تُشكل أملاً ومنارة أمن وأمان لمن يعيش في هذه البلدة.
غابت اليوم وما بعده رائحة القهوة والهيل عن الشوارع المواجهة لهذه المضافات، وغابت الاجتماعات اليومية صباحاً ومساءً عن هذه المضافات، وحلّ محلها صرير الأبواب بريح عاتية قوية شديدة ،شهدتها المنطقة يومها، زاد من صريرها وشدتها هجر الأهالي للبلدة...كل من نزح عن البلدة في تلك الأجواء، كان يخشى ألاّ يعود إليها، وحين غادرتها في يوم النزوح الأول قلت لابن اختي أسعد زيدان ما أتمناه عليك أن تشتري لي لغماً أو لغمين للدبابات، وترزعهما في مدخل داري لعلهما ينسفان القتلة إن همّوا بدخولها لا سمح الله ولا قدّر، أما البعض من الأهالي فقد نزع إلى تفكيك الشبابيك والأبواب وخلع حتى ما يسمى بملابن الأبواب، كي لا يستفيد منها المحتل، فضلاً عن نقل كل أشياء المنزل معه، أما الأجمل هو ما فعله أحد الأهالي في سراقب خلال نزوحه فقام بتلغيم الثلاجة والغسالة، وبعض حاجيات المنزل، وحين عاد الثوار واستولوا عليها في الثاني من مارس آذار رأوا أشلاءً ودماءً على جدران البيت، خلال محاولة الشبيحة تعفيش البيت، وقد لاحظ العالم كله مئات الطناجر وهي مُجمّعة في مكان ما من سراقب، وهو ما أطلق عليه البعض جيش الطناجر.
ما أجمل التقوّي على الألم والجراح والمعاناة، كل هذا تلمسه اليوم في وقت الشدة، شعب يتحامل على جراحه ومعاناته، شعب كل ما يهمه ويعنيه إغاظة أعدائه ومحتليه، ومنعهم من أن يبتسموا ويفرحوا لحظة اقتحامهم بيوته وبلداته، فكانت الإغاظة بنظره تتمثل في نقل كل أشياء منزله وتفخيخ بعضها، لتتحول أجساد المحتلين إلى أشلاء مدماة، تبكيها من تبقى منهم على قيد الحياة، وهنا يبتسم المشرد، ويموت أو يبكي المحتل الغاصب...كنا نمر بالشارع والشارعين لا نجد أحداً نسلم عليه، وسقوط صحن أو حجر أو بحصة من هنا وهناك، يظن الماشي أو الجالس أن أمراً جللاً قد وقع، ليلاً كانت الجلسة في مقر الشيخ أبي صالح الطحان غربي البلدة، وصلنا إليه وسط ليل مدلهم، وخوف وقلق على مصير البلدة بشكل عام بعد أن اقترب العدو منها. كان المقر منارة وقبلة لكل من بقي من المرابطين الثابتين، وبينما كان أبو صالح يتابع تطورات الوضع العسكري، ومنشغلاً بتقدم المحتل على إيبلا وكريتين كان أحد الحاضرين، يقول له وصلوا إلى الفوعة فانتفض أبو صالح من مكانه صارخاً بوجهه ماذا تقول، بينما كان قصد الأخ أن مجموعة من الإخوة قد وصلت إلى الفوعة، فصرخ أبو صالح بوجهه قائلاً له قل منذ البداية أنها مجموعة من الإخوة، نقلت هذه الصورة ليستشعر القارئ معي حجم القلق والخوف والتوتر، الذي كان يخيم على الجميع، كنت أراقب أبا صالح وألتقط له الصور في هذه اللحظة التاريخية بالنسبة للثورة السورية ولتفتناز خصوصاً، كنت ألمح في عينيه وممارساته من خلال حديثه مع قادته وجنوده ومن حوله التجربة القديمة التي سمعنا عنها:" حين تكون في مشكلة لا تركز عليها وإنما ركز على الحل"، فلا صفة في القيادة أجمل وأهم من أن تكون مُلهمة لغيرها..
لم ألمس في عيون الشباب المنتشر في البلدة وعيون قادتها الموجودين فيها والذين أقسموا على المكوث فيها والقتال من أجلها إلاّ ما قاله أمير قبائل سونغ الصينية في حروبه المشهورة مع المغول قال قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة:" لتبقى سلالة سونغ عشرة آلاف عام من بعدي."
واليوم نرى في عيون من بقي صامداً مرابطاً من الشباب التفتنازي لتبقى الثورة السورية عشرة آلاف عام من بعدنا إن رحلنا...

يتبع
 


مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . صدق الله العظيم
 

قد أفجعنا هؤلاء القتله و جعلونا نحقد على تلك الأقليه اللعينه و من ولاها، فما بالك بملايين السوريين. الجرح لن يلتئم سريعا و سيبقى صمام أمان للشعب المسلم ضد غدر الأقليه النصيريه. النار ستضل متوهجه تحت الرماد لكل من سولت له الانقضاض على ثوره الأغلبيه المسلمه في الشام.
 
في المناطق المحررة حديثا انخفضت الاسعار. بينما في المنطقة المحررة سابقا (إدلب والشمال) ارتفعت مع ارتفاع التسعيرة الجمركية

التعرفة الجددة اقل من تعرفة النظام ولكن كانت زيادة 300% عن تعرفة ادلب والشمال



في ادلب والشمال المحرر سابقا: الذي كان يستورد من تركيا

ارتفاع سعر طن الاسمنت 17$

ارتفاع سعر طن الحديد 60$

جمرك البسكويت كان 50$ صار 300$

ارتفاع طن السيراميك من 25$ الى 75$

ارتفاع مواد قشور التدفئة المستوردة 100$ للطن الواحد

ارتفاع طن الطحين المستورد من 2$ الى 20$

إرتفاع بأسعار المحروقات بعد إرتفاع سعر الترسيم

سابقا سعر ترسيم طن البنزين 30 دولار
اليوم سعر ترسيم طن البنزين 210 دولار


غليان واضرابات في الشمال



بسبب ان كل سوريا اصبحوا يشترون من إدلب وما حولها انفجر الطلب


اعتقد أنهم استعجلو بموضوع الضرايب هناك "طلب متراكم" لابد يتم امتصاصه

تفعيل المعابر مع الأردن مهم
 
عودة
أعلى