في دمشق، تجلس عائلات مهجرة في شقق ضيقة، تحاول إعادة ترتيب حياتها بعد سنوات من النزوح القسري. أكثر من 12 عائلة من السويداء تركت بيوتها بعد أن تحولت من الديانة الدرزية إلى الإسلام السني، ليبلغ عدد أفرادها نحو 92 شخصاً، كان خيارا شخصيا حسب قناعاتهم، هذا الاختيار تحول الى حجة من ميليشيا الهجري لطردهم من بيوتهم، عبر التهديد والتضييق المستمر.
أحمد، أحد النازحين، يقول: "تركنا كل شيء وراءنا، البيوت، الأرض، وحتى بعض الذكريات. لم يكن أمامنا خيار سوى الرحيل، وإلا كنا سنواجه العنف المباشر".
فاطمة، أم لخمسة أطفال، تضيف: "عندما أجبرونا على المغادرة، كنا نشعر بالخوف كل لحظة. تعذيب أحد الجيران (الصورة) أصبح تحذيراً لنا جميعاً، والفقدان الأكبر هو شعور الأطفال بعدم الأمان".
أما يوسف، شاب في العشرينيات، فيروي: "رأيت بأم عيني كيف استُخدمت العقوبات والتضييق الديني كذريعة لإجبارنا على الرحيل. اليوم، نحن نكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، ولا نجد سوى الظل القليل من الأمان في دمشق".
حصلت "زمان الوصل" على فيديو يوثق تعذيب أحد المهجرين والتحقيق معه، ما يعكس حجم المعاناة التي عاشوه، هذا المهجر يبحث الآن على عمل في دمشق بعد نجاته من الموت بصعوبة. العائلات تعيش في خوف وترقب دائم، وطلبت عدم نشر معلوماتها الشخصية، لكنها رحبت بأي جهة حقوقية تهتم بتوثيق معاناتهم أو جهة تعينهم على مصاعب الحياة بعيدا عن بيوتهم.
مع كل هذا، يطرح السؤال نفسه: ألا يُعتبر هؤلاء أقليّة دينية مُضطهدة؟ يجب الدفاع عنها؟!