بخصوص بيان قمة العقبة، وبكل هدوء.
سوريا اليوم خرجت للتو من حرب طاحنة استمرت ١٤ عاماً. البنية التحتية منهارة، المرافق منهارة، الاقتصاد منهار وكل شيء منهار. في وضع مثل وضعنا، لا يمكن ولا بأي طريقة من الطرق النهوض بالبلد من جديد دون خطة إنقاذ برعاية دولية وأممية، هذا مستحيل.
من جهة أخرى، سوريا خاضعة اليوم رسمياً للعقوبات الدولية، ولا بد من رفعها إذا ما أردنا الحديث عن إعادة الإعمار وتعافي البلاد تمهيداً لعودة اللاجئين وعودة الحياة لطبيعتها. رفع العقوبات مسار سياسي دولي معقد ولا يمكن اختصاره أو تجاوزه وفقاً لأهوائنا ورغباتنا، بل لا بد أن تسير الأمور وفقاً لنصابها الطبيعي.
يعتبر القرار ٢٢٥٤ مرجع قانوني للانتقال السياسي في سوريا كونه صادر عن مجلس الأمن. لا بد لمسار عودة سوريا للمجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها أن يمر عبر مجلس الأمن أولاً، وبسبب المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية، من الأفضل الانطلاق من القرار ٢٢٥٤ بدل من السعي لاستصدار قرار جديد، الذي سيخضع لمفاوضات ومساومات طويلة بين قطبين دوليين متصارعين هما الولايات المتحدة وروسيا. سوريا لا تملك اليوم ترف الوقت.
قمة العقبة، وخلافاً لما يعتقده البعض، أطلقت رسمياً رحلة عودة سوريا للمجتمع الدولي وهذا تمهيد للاعتراف بشرعية المرحلة الانتقالية وصولاً في نهاية المطاف، لاعتماد برنامج إعادة إعمار شامل.
تذكروا جيداً، أننا لا نملك في سوريا رفاهية إختيار أفضل الحلول، بل مجبرين على المناورة ضمن الحلول الأقل ضرراً. المطلوب من السلطة السياسية في دمشق التعامل مع المجتمع الدولي بمرونة مطلقة، وهي مستعدة لذلك. يبقى أن نتعامل نحن أيضاً بمرونة وواقعية…