بعض من قصص المسالخ
هاد آخر شي رح اكتبو ورح اطوي هالصفحة بس لأنو حسرة بقلبي كان احكي على الملأ..
كنت رايحة استأجر المحل اللي رح افتح فيه مشروعي، كان معي وصل الهوية بسبب الظروف ما كنت استلم هويتي، كنت اطلع وانزل عالحواجز وما اتفيش، لحد بيوم قرروا يفيشوا اسمي عالكيبورد ونادولي من السرفيس، وقالولوا اطلع..
ما كنت عرفانة شو عم يصير لكن حسيت إني رح انسجن وبعتت مسج لآخر شخص كنت عم حكيه أنا يمكن انسجن، وسحبوا تلفوني بلحظة ارسال الرسالة..
ركبوني بتكسي مع ٣ عناصر وروسياتهن ونقلوني ع مكان، كان أبشع مكان شفتوا بحياتي أول ما بتفوت فيه بتشم ريحة بشعة غريبة، بعدين بتفوت بكارديورات طويلة فيها جثث وفيها ناس نايمة وناس مناظرها بتبكي من الذل والتعذيب..
لحد ما وصلت لمعتقل النساء استقبلتني سجانة حقيرة بالشتائم والإهانات شلحتني كل أواعيي وفتشت جسمي بكل تفاصيلو وأخدت أواعيي الداخلية وقالتلي انطري يا حيوانة يا ارهابية، نطرت لاجا اسمي الجديد 21/1 لحشتني بغرفة طولها متر ونص بمتر ونص وفيها 24 امرأة وطفلة رضيعة خلقت هنيك،
كنت مصدومة مشدوهة كان النساء وجوهها باردة ومخيفة تجمعوا حواليي وصاروا يسألوني، ايمت رح يسقط النظام؟ أديش التاريخ اليوم؟ كيف الوضع برا؟ عنجد في عفو؟
أنا مو مستوعبة شي تطلعت فيهن كلهم وضحكت وضحكت وضحكت بعدين بكيت..
وقالولي أنت هلأ بفرع فلسطين، ما تخافي ما بيضربوا النسوان شو تهمتك ليكي لا تذكري اسم حدا بالتحقيق، بعدين ما بتطلعي ولا بتتحاكمي ليجيبوه..
صارت 8 المسا وبلشت اسمع أصوات التحقيق والتعذيب والسلخ، وفاتوا نادولي 21 انقلعي عالتحقيق، بتذكر هداك اليوم كيف المحققين ماسكين تلفوني وبابا عم يدقلي وعم يفصلو بوجهو ترجيتهن حكيه بس رفضوا، وهون بدأ السؤال بشكل بسيط عن اسمي وعمري وتحول لمين أنت وليش عم تتعاوني مع الإرهاب، وأنا قول ما بعرف حدا وما عملت شي واجا المحقق الأكبر لبسني الطميشة وصار يضربني بالأخضر الابراهيمي (بوري المي الأخضر) يضربني ويشتمني لحد ما وقعت بالأرض وانهرت وبلشت الأسئلة التانية اللي ما بتذكرها ولا بتذكر شو جاوبت لأن عقلي مع أبي اللي عم يتصل فيي..
تاني يوم ضجت السوشال ميديا بإني مفقودة، والفرع تأهب لدرجة الساعة ١٢ بالليل استدعوني للتحقيق عادة ما بيتم التحقيق بهيك وقت، طمشوني ومشيوا قدامي. وورايي ٦ عساكر وفتت ع غرفة كبيرة فيها لجنة تحقيق ورئيس الفرع شخصيا والعساكر ملتفة حواليي، وصار يسألوني أنت مين وراك؟ من وين كل هالناس بتعرفك؟ وأنا ما افهم سؤالهن لأن ما بعرف شو صاير برا، وأنا احكي ما بعرف سألوني عن كل عيلتي وعن عمي اللي مات بين ايديهن ما عذبوني هالمرة بس خوفوني بإنهن رح يجيبوا بابا وياخدوه..
وكان موضوع بابا هو اللي يهددوني فيه ويحكولي جبناه وليكو تحت، كنت كل شخص عم يتعذب ويصرخ اقعد حلل صوتو لا يكون أبي، طول الوقت وأنا خايفة عليه،
تالت مرة تحقق معي طالعوني بوقت كل الشباب عم تتعذب وتتكهرب والفرع مشبع بأصواتهن وصار المحقق يتهمني بإني عم اتعامل مع الثوار المسلحين "حسب قولو" مقابل الجنس، ويتهمني بإني أرسلت صوري لمجموعاتهن، أنا هون لأول مرة بحياتي بيفصل الهاوس وبصير بصرخ عالمحقق، واتخانق معو وهو كان مصدوم! كيف عم اتجرأ أعمل هيك، صرخت وعيطت وبكيت وما سكتت وأنا عم دافع عن حالي، لحد ما كان مصيري الضرب الشديد وبسبب هالشي أسفل ضهري تأزم وإيدي اليمين تورمت وبطلت اقدر اقعد بشكل سليم أو حرك ايدي ورجعوني عالمهجع وعاقبوني وقوفا ليلة كاملة..
رابع مرة والأخيرة من التحقيق وكانت الأسوء على الإطلاق فوتوني ع غرفة مظلمة فيها شب واضح إنو متدين عاري بالكامل وعم يذلوه ويتمسخروا عليه، صاروا يجبروني اتطلع عليه ويهددوني بإنو رح يغتصبني ويحكولو جبنالك حورية الجنة يا عرص وهو يبكي وأنا ابكي، لمدة طويلة ما بعرف اديش، بعدين عادوا علي نفس الأسئلة مين داعمك مين وراك مين عم يدعمك بالخارج وأنا بعالم تاني عم حاول افصل حالي بخيالي عن المكان، رجعت عالمهجع.. وكانت آخر مرة بيتحقق معي..
أما عن المهجع فما ما كان في شبر إضافي للنوم، كنا نتعذب بالنومة أكتر ما نرتاح، كنا نوقف عرجلينا أيام متواصلة، لدرجة نتساقط ويغمى علينا من الألم، كنا نطلع عالحمام مرتين باليوم خلال ٥ دقايق ال٢٤ بنت بدها تقضي حاجتها، كان مسموح نتحمم مرة كل ١٥ يوم خلال ربع ساعة كلنا، وممكن يجي عبالهن يطلعونا وشعرنا معبى شامبو سنان، أي غلط أو صوت عالي أو تأخر بالوقوف وقت تفوت السجانة يغسلونا بسطول المي الباردة، كانت السجانات تسرق أكلنا، وتسرق الفوط النسائية اللي يشترولنا ياها من أماناتنا، كنا كل كم يوم ناكل فلقة لأن السجانة متخانقة مع حبيبها، أو لأن التانية انكسر ضفرها..
بآخر ليلة إلي بهالمكان تعرضت للتحرش من معتقلة معي، وكانت الليلة اللي دعيت فيها من كل قلبي يا رب ما بقى اقدر اتحمل، وتاني يوم نادوا باسمي وأخدت الخيطان اللي عقدولي ياها الصبايا بأرقام أهاليهن مشان طمنهن عنهن، كلبشوني مع ٣٠ معتقل ومعتقلة وودوني للمحكمة وكانت أول مرة بشوف السما من ٦٣ يوم بالمحكمة العسكرية أخلو سبيلي لكن مع جلسات محاكمة كل فترة، يوم قالولي الله معك بالمحكمة ما صدقت صرت اركض وارقص واسجد بالأرض وابكي، كان معي ١٥٠٠ ليرة رجعت فيهن ع بيتي لحضن أهلي وأنا مبسوطة وفرحانة وكنت مخططة أعمل كتير شغلات، لكن الواقع الأليم كسرني وكسرلي جناحاتي، فقدت علاقتي بكل اللي بحبهن وخسرت كل الفرص، وضليت سنوات اتعالج من الاكتئاب والقلق وآلام ضهري وإيدي، أنا اليوم بعاني من ذاكرة كتير ضعيفة، بنسى الأسماء بنسى أي شي لازم احفظو وبنسى كتير تفاصيل..
هي كانت قصة ليلى الحرة بدون تفاصيل كتيرة، هي كانت قصة وجعي اللي انتهى، هي القصة رح احتفظ فيها هون لحتى كل سنة استرجعها، واتذكر إنو الظلم ما بيدوم، وإنو وطني بيستاهل التمن اللي دفعتو، وإنو القادم كلو أجمل..
وجنة يا وطنا