معركة حائط الدفــاع الجــوي ـ ....الرأي داخل القيادة‏ العسكرية المصرية

إنضم
17 أغسطس 2009
المشاركات
610
التفاعل
11 0 0

2145.jpg


نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 18/10/2006 م السنة 131 العدد 43780 المقالة التالية بعنوان معركة حائط الدفــاع الجــوي ـ ‏1‏ بقلم‏:‏ عبده مباشر
الرأي داخل القيادة

*‏ مجموعة تري القفز بحائط الصواريخ مرة واحدة إلي الأمام واحتلال مواقع ميدانية بدون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام التحصينات تحت حماية هذه القواعد‏.‏

‏*‏ والمجموعة الأخري تري أن يتم الوصول بحائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات‏,‏ أي بأسلوب الزحف البطيء‏,‏ وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله في حماية النطاق الخلفي له‏,‏ وهكذا‏.‏


واستقر الرأي علي الأخذ بوجهة النظر الثانية‏,‏ وفعلا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرقي القاهرة‏,‏ وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو‏.‏


واستثمارا للنجاح‏,‏ تقرر إنشاء ثلاثة نطاقات جديدة تمتد إلي منتصف المسافة بين القاهرة ومنطقة القناة‏.‏ وتطلب ذلك إقامة‏24‏ قاعدة صواريخ‏,‏ وتجهيز مراكز القيادة أو السيطرة والمواقع بوسائل الاتصال اللازمة وتمهيد الطرق وتحريك قواعد الصواريخ واحتلالها لمواقعها ومعها وسائل الدفاع المضاد للطائرات ووسائل الانذار‏,‏ كل ذلك في توقيتات محددة‏.‏


وصباح يوم‏30‏ يونيو‏1970,‏ فوجئت الطائرات الاسرائيلية المغيرة بالصواريخ المصرية‏,‏ ودفع العدو الجوي ثمنا كبيرا‏.‏


وخلال الأيام التالية‏,‏ هاجمت القوات الجوية بقوة‏,‏ هذا الحائط الجوي‏,‏ واستمرت محاولات العدو للحيلولة دون اكتمال هذا الحائط‏,‏ وسقط عشرات الشهداء من المدنيين العاملين بشركات المقاولات التي أسهمت في إنشاء تحصينات هذا الحائط‏,‏ وتعرضت الخطة لعقبات نتيجة تدخل الطيران الاسرائيلي المستمر‏,‏ إلا أن عمليات الإنشاء لم تتوقف‏.‏


وفي ذروة هذه المواجهة تعلن مصر قبولها لمبادرة روجرز لوقف النيران‏,‏ ويتقرر صباح‏8‏ أغسطس موعدا لوضع المبادرة موضع التنفيذ‏.‏ وتزداد محاولات العدو الجوي عنفا وشراسة‏,‏ إلا أن عمليات الانشاء واحتلال قواعد حائط الدفاع الجوي تستمر‏.‏
‏16‏ طائرة


وخلال الفترة من‏30‏ يوليو إلي‏8‏ أغسطس تخسر القوات الجوية الاسرائيلية‏16‏ طائرة‏,‏ وفقا للبلاغات المصرية‏,‏ إلا أن مجلة افييشن ويك في عددها الصادر يوم‏16‏ نوفمبر‏1970,‏ ذكرت أن حائط الصواريخ المصري ألحق بالقوات الجوية خسائر كبيرة بلغت‏51‏ طائرة‏,‏ منها‏17‏ تم تدميرها‏,‏ و‏34‏ تمت إصابتها فقط‏.‏


وفي الساعات القليلة التي سبقت تنفيذ وقف إطلاق النار تمكنت قوات الدفاع الجوي من استكمال حائط الصواريخ والوصول به إلي منطقة القناة‏.‏


وقد جأرت اسرائيل بالشكوي‏,‏ وأعلنت أن القيادة المصرية خرقت وقف إطلاق النار‏,‏ عندما استغلت الموقف ودفعت بحائط الصواريخ إلي الأمام في حمي بدء سريان وقف إطلاق النار‏.‏


وابتداء من لحظة اكتمال حائط الصواريخ‏,‏ أي من الأول من أغسطس عام‏1970,‏ انشغلت قيادة الدفاع الجوي بالاستعداد للمواجهة المقبلة‏.‏


وانغمس الجميع في العمل‏,‏ خاصة بعد بدء التخطيط لمعركة اكتوبر‏.‏


وصباح السادس من أكتوبر‏1973,‏ كانت الأمور داخل القيادة وفي كل مواقع الدفاع الجوي تسير في مسارها العادي‏,‏ وفجأة حين كانت عقارب الساعة تشير إلي الواحدة النصف من بعد الظهر‏,‏ أمسك القائد بالميكروفون ونطق كلمة واحدة جبار‏,‏ ووفقا للتعليمات بدأ كل قائد يفتح المظروف المغلق الذي سلم له في اليوم السابق‏,‏ وعرف الجميع أنها الحرب‏,‏ وأن آلتها بدأت في الدوران‏,‏ وشرع القادة في اتخاذ الاجراءات التي طالما تدربوا عليها لتأمين هذا الحشد الهائل من الطائرات المصرية‏.‏


وأقلعت الطائرات المهاجمة في طريقها إلي أهدافها المحددة‏,‏ وهدرت آلاف المدافع‏,‏ واندفعت موجات المشاه تقتحم القناة من بورسعيد إلي السويس‏,‏ وتلاحقت الأحداث المفعمة بالجلال والكبرياء‏,‏ ورفرفت أعلام مصر فوق مواقع العدو شرق القناة‏.‏


واعتبارا من الساعة الثانية وأربعين دقيقة‏,‏ توالت البلاغات من محطات الرادار ونقاط المراقبة للإنذار باقتراب الطائرات المعادية‏,‏ وانتقل صخب المعركة وضجيجها إلي مواقع الدفاع الجوي‏,‏ وتمزق الصمت‏,‏ وانطلقت الصواريخ المضادة للطائرات‏,‏ وخرجت الطلقات متتابعة من مواسير المدافع المضادة للطائرات‏,‏ وبدأت الطائرات الاسرائيلية تتساقط واحدة وراء الأخري‏.‏


تآكل السلاح الجوي الإسرائيلي


وشهدت الساعات الأولي للمعركة بداية تآكل السلاح الجوي الاسرائيلي‏,‏ وتحطمت أسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي‏,‏ وانكسرت ذراع اسرائيل الطويلة‏.‏ واستمر سيناريو المواجهة‏,‏ العدو يدفع بطائراته هنا وهناك علي امتداد خط المواجهة‏,‏ حيث تتلاحق موجات الهجوم في محاولة لمعرفة اتجاهات الهجوم الرئيسية لإعاقة تقدم القوات‏,‏ وفي نفس الوقت يحاول تدمير الكباري والمعابر‏,‏ وقوات الدفاع الجوي تواصل الاشتباك معها لمنعها من تحقيق أهدافها‏.‏ وتتكسر الهجمات الجوية المعادية‏,‏ وتتساقط الطائرات‏.‏


وفي الساعة الخامسة مساء‏,‏ التقطت الأجهزة اشارة لاسلكية مفتوحة صادرة من الجنرال بنيامين بيلد قائد القوات الجوية الاسرائيلية إلي الطيارين الاسرائيليين يطلب منهم تحاشي الاقتراب من قناة السويس ولمسافة لاتقل عن‏15‏ كيلو مترا شرقا‏.



 
رد: معركة حائط الدفــاع الجــوي ـ ....الرأي داخل القيادة‏ العسكرية المصرية

حائط الصواريخ وتساقط طائرات الفانتوم بقلم : الفريق زاهر عبدالرحمن قائد قوت الدفاع الجوي الأسبق


لقد استحق يوم 30 يونيو من كل عام أن يكون عيدا لقوات الدفاع الجوي , فهو تجسيد حقيقي لما تم إنجازه من حائط الصواريخ الشهير الذي لم يعد مجرد قدرة الصواريخ المصرية علي إسقاط عدد 12 طائرة إسرائيلية في أسبوع واحد حتي سمي أسبوع تساقط الفانتوم , لكن كان بمثابة ملحمة كفاح مصرية تستحق أن تدرس عسكريا واجتماعيا للكشف عن إعجاز الشخصية المصرية .
فقد تجلت في التحدي , حيث تم بناء حائط الصواريخ خلال 40 يوما , تضافرت الجهود ليل نهار للشركات الهندسية المدنية , وعناصر المهندسين العسكريين معا تحت وابل من القصف الجوي المستمر , وتمكنت كتائب الصواريخ من احتلال المواقع بنظام الوثبات التي تحمي إحداها الأخري .
وفي صباح 30 يونيو 1970 اكتمل بناء حائط الصواريخ , ولم ينته اليوم حتي تم إسقاط أول طائرة فانتوم , وتوالي بعدها أسبوع ثقيل علي العدو الجوي الإسرائيلي , وسمي أسبوع تساقط الفانتوم , ومعه بترت الذراع الطويلة للعدو الإسرائيلي , وتآكلت طائراته , ولم يجرؤ علي الاقتراب من قناة السويس , مما أتاح لقواتنا البرية الفتح وبناء الدفاعات , والاستعداد لحرب أكتوبر العظيمة .
إن الأسلوب الذي تم به التخطيط لحائط الصواريخ بعقول خبراء الدفاع الجوي ( قادة وضباطا ), وأساليب الإعداد والتنفيذ لإقامة بناء هذا الحائط لم يسبق في حرب ما قبل عام 73 علي مستوي العالم . وتعد قوات الدفاع الجوي في مصر أحد ملامح الصمود الشامخة , وأحد أشكال الفكر والأداء العسكري الجديد بعد حرب الخامس من يونيو , حيث استطاعت أن تحمي سماء مصر بجدارة , وكان دورها في حرب أكتوبر غير مسبوق في تاريخ الحروب , وارتقي أداء مقاتليه إلي حد الإعجاز , وكان هذا مدعاة ليعلن خبراء الفكر العسكري والاستراتيجية في العالم إعجابهم وتقديرهم لكفاءة رجال الدفاع الجوي المصري وهم يعيدون حساباتهم في المفاهيم النظرية والعلمية في الحرب الحديثة فيما يخص معارك الجو , وتأمين السماوات , وأصبح الدفاع الجوي هو القوة الرابعة بالقوات المسلحة .

 
رد: معركة حائط الدفــاع الجــوي ـ ....الرأي داخل القيادة‏ العسكرية المصرية

انشاء حائط الصواريخ هذا حدث لم يحدث مثله في اي بلد في العالم من حيث التضحيات في سبيل انشاء هذا الحائط او النتائج الباهرة التي حققها انشاء هذا الحائط

بالمناسبة هناك قصص بطولية لشهداء مدنيين من الصعيد حين انشاء هذا الحائط

رحم الله شهدائنا و حفظ الله رجالنا
 
رد: معركة حائط الدفــاع الجــوي ـ ....الرأي داخل القيادة‏ العسكرية المصرية

مشكور على سرد هذه القصه البطوليه
 
عودة
أعلى