نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 18/10/2006 م السنة 131 العدد 43780 المقالة التالية بعنوان معركة حائط الدفــاع الجــوي ـ 1 بقلم: عبده مباشر
الرأي داخل القيادة
* مجموعة تري القفز بحائط الصواريخ مرة واحدة إلي الأمام واحتلال مواقع ميدانية بدون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام التحصينات تحت حماية هذه القواعد.
* والمجموعة الأخري تري أن يتم الوصول بحائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات, أي بأسلوب الزحف البطيء, وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله في حماية النطاق الخلفي له, وهكذا.
واستقر الرأي علي الأخذ بوجهة النظر الثانية, وفعلا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرقي القاهرة, وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو.
واستثمارا للنجاح, تقرر إنشاء ثلاثة نطاقات جديدة تمتد إلي منتصف المسافة بين القاهرة ومنطقة القناة. وتطلب ذلك إقامة24 قاعدة صواريخ, وتجهيز مراكز القيادة أو السيطرة والمواقع بوسائل الاتصال اللازمة وتمهيد الطرق وتحريك قواعد الصواريخ واحتلالها لمواقعها ومعها وسائل الدفاع المضاد للطائرات ووسائل الانذار, كل ذلك في توقيتات محددة.
وصباح يوم30 يونيو1970, فوجئت الطائرات الاسرائيلية المغيرة بالصواريخ المصرية, ودفع العدو الجوي ثمنا كبيرا.
وخلال الأيام التالية, هاجمت القوات الجوية بقوة, هذا الحائط الجوي, واستمرت محاولات العدو للحيلولة دون اكتمال هذا الحائط, وسقط عشرات الشهداء من المدنيين العاملين بشركات المقاولات التي أسهمت في إنشاء تحصينات هذا الحائط, وتعرضت الخطة لعقبات نتيجة تدخل الطيران الاسرائيلي المستمر, إلا أن عمليات الإنشاء لم تتوقف.
وفي ذروة هذه المواجهة تعلن مصر قبولها لمبادرة روجرز لوقف النيران, ويتقرر صباح8 أغسطس موعدا لوضع المبادرة موضع التنفيذ. وتزداد محاولات العدو الجوي عنفا وشراسة, إلا أن عمليات الانشاء واحتلال قواعد حائط الدفاع الجوي تستمر.
16 طائرة
وخلال الفترة من30 يوليو إلي8 أغسطس تخسر القوات الجوية الاسرائيلية16 طائرة, وفقا للبلاغات المصرية, إلا أن مجلة افييشن ويك في عددها الصادر يوم16 نوفمبر1970, ذكرت أن حائط الصواريخ المصري ألحق بالقوات الجوية خسائر كبيرة بلغت51 طائرة, منها17 تم تدميرها, و34 تمت إصابتها فقط.
وفي الساعات القليلة التي سبقت تنفيذ وقف إطلاق النار تمكنت قوات الدفاع الجوي من استكمال حائط الصواريخ والوصول به إلي منطقة القناة.
وقد جأرت اسرائيل بالشكوي, وأعلنت أن القيادة المصرية خرقت وقف إطلاق النار, عندما استغلت الموقف ودفعت بحائط الصواريخ إلي الأمام في حمي بدء سريان وقف إطلاق النار.
وابتداء من لحظة اكتمال حائط الصواريخ, أي من الأول من أغسطس عام1970, انشغلت قيادة الدفاع الجوي بالاستعداد للمواجهة المقبلة.
وانغمس الجميع في العمل, خاصة بعد بدء التخطيط لمعركة اكتوبر.
وصباح السادس من أكتوبر1973, كانت الأمور داخل القيادة وفي كل مواقع الدفاع الجوي تسير في مسارها العادي, وفجأة حين كانت عقارب الساعة تشير إلي الواحدة النصف من بعد الظهر, أمسك القائد بالميكروفون ونطق كلمة واحدة جبار, ووفقا للتعليمات بدأ كل قائد يفتح المظروف المغلق الذي سلم له في اليوم السابق, وعرف الجميع أنها الحرب, وأن آلتها بدأت في الدوران, وشرع القادة في اتخاذ الاجراءات التي طالما تدربوا عليها لتأمين هذا الحشد الهائل من الطائرات المصرية.
وأقلعت الطائرات المهاجمة في طريقها إلي أهدافها المحددة, وهدرت آلاف المدافع, واندفعت موجات المشاه تقتحم القناة من بورسعيد إلي السويس, وتلاحقت الأحداث المفعمة بالجلال والكبرياء, ورفرفت أعلام مصر فوق مواقع العدو شرق القناة.
واعتبارا من الساعة الثانية وأربعين دقيقة, توالت البلاغات من محطات الرادار ونقاط المراقبة للإنذار باقتراب الطائرات المعادية, وانتقل صخب المعركة وضجيجها إلي مواقع الدفاع الجوي, وتمزق الصمت, وانطلقت الصواريخ المضادة للطائرات, وخرجت الطلقات متتابعة من مواسير المدافع المضادة للطائرات, وبدأت الطائرات الاسرائيلية تتساقط واحدة وراء الأخري.
تآكل السلاح الجوي الإسرائيلي
وشهدت الساعات الأولي للمعركة بداية تآكل السلاح الجوي الاسرائيلي, وتحطمت أسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي, وانكسرت ذراع اسرائيل الطويلة. واستمر سيناريو المواجهة, العدو يدفع بطائراته هنا وهناك علي امتداد خط المواجهة, حيث تتلاحق موجات الهجوم في محاولة لمعرفة اتجاهات الهجوم الرئيسية لإعاقة تقدم القوات, وفي نفس الوقت يحاول تدمير الكباري والمعابر, وقوات الدفاع الجوي تواصل الاشتباك معها لمنعها من تحقيق أهدافها. وتتكسر الهجمات الجوية المعادية, وتتساقط الطائرات.
وفي الساعة الخامسة مساء, التقطت الأجهزة اشارة لاسلكية مفتوحة صادرة من الجنرال بنيامين بيلد قائد القوات الجوية الاسرائيلية إلي الطيارين الاسرائيليين يطلب منهم تحاشي الاقتراب من قناة السويس ولمسافة لاتقل عن15 كيلو مترا شرقا.
* مجموعة تري القفز بحائط الصواريخ مرة واحدة إلي الأمام واحتلال مواقع ميدانية بدون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام التحصينات تحت حماية هذه القواعد.
* والمجموعة الأخري تري أن يتم الوصول بحائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات, أي بأسلوب الزحف البطيء, وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله في حماية النطاق الخلفي له, وهكذا.
واستقر الرأي علي الأخذ بوجهة النظر الثانية, وفعلا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرقي القاهرة, وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو.
واستثمارا للنجاح, تقرر إنشاء ثلاثة نطاقات جديدة تمتد إلي منتصف المسافة بين القاهرة ومنطقة القناة. وتطلب ذلك إقامة24 قاعدة صواريخ, وتجهيز مراكز القيادة أو السيطرة والمواقع بوسائل الاتصال اللازمة وتمهيد الطرق وتحريك قواعد الصواريخ واحتلالها لمواقعها ومعها وسائل الدفاع المضاد للطائرات ووسائل الانذار, كل ذلك في توقيتات محددة.
وصباح يوم30 يونيو1970, فوجئت الطائرات الاسرائيلية المغيرة بالصواريخ المصرية, ودفع العدو الجوي ثمنا كبيرا.
وخلال الأيام التالية, هاجمت القوات الجوية بقوة, هذا الحائط الجوي, واستمرت محاولات العدو للحيلولة دون اكتمال هذا الحائط, وسقط عشرات الشهداء من المدنيين العاملين بشركات المقاولات التي أسهمت في إنشاء تحصينات هذا الحائط, وتعرضت الخطة لعقبات نتيجة تدخل الطيران الاسرائيلي المستمر, إلا أن عمليات الإنشاء لم تتوقف.
وفي ذروة هذه المواجهة تعلن مصر قبولها لمبادرة روجرز لوقف النيران, ويتقرر صباح8 أغسطس موعدا لوضع المبادرة موضع التنفيذ. وتزداد محاولات العدو الجوي عنفا وشراسة, إلا أن عمليات الانشاء واحتلال قواعد حائط الدفاع الجوي تستمر.
16 طائرة
وخلال الفترة من30 يوليو إلي8 أغسطس تخسر القوات الجوية الاسرائيلية16 طائرة, وفقا للبلاغات المصرية, إلا أن مجلة افييشن ويك في عددها الصادر يوم16 نوفمبر1970, ذكرت أن حائط الصواريخ المصري ألحق بالقوات الجوية خسائر كبيرة بلغت51 طائرة, منها17 تم تدميرها, و34 تمت إصابتها فقط.
وفي الساعات القليلة التي سبقت تنفيذ وقف إطلاق النار تمكنت قوات الدفاع الجوي من استكمال حائط الصواريخ والوصول به إلي منطقة القناة.
وقد جأرت اسرائيل بالشكوي, وأعلنت أن القيادة المصرية خرقت وقف إطلاق النار, عندما استغلت الموقف ودفعت بحائط الصواريخ إلي الأمام في حمي بدء سريان وقف إطلاق النار.
وابتداء من لحظة اكتمال حائط الصواريخ, أي من الأول من أغسطس عام1970, انشغلت قيادة الدفاع الجوي بالاستعداد للمواجهة المقبلة.
وانغمس الجميع في العمل, خاصة بعد بدء التخطيط لمعركة اكتوبر.
وصباح السادس من أكتوبر1973, كانت الأمور داخل القيادة وفي كل مواقع الدفاع الجوي تسير في مسارها العادي, وفجأة حين كانت عقارب الساعة تشير إلي الواحدة النصف من بعد الظهر, أمسك القائد بالميكروفون ونطق كلمة واحدة جبار, ووفقا للتعليمات بدأ كل قائد يفتح المظروف المغلق الذي سلم له في اليوم السابق, وعرف الجميع أنها الحرب, وأن آلتها بدأت في الدوران, وشرع القادة في اتخاذ الاجراءات التي طالما تدربوا عليها لتأمين هذا الحشد الهائل من الطائرات المصرية.
وأقلعت الطائرات المهاجمة في طريقها إلي أهدافها المحددة, وهدرت آلاف المدافع, واندفعت موجات المشاه تقتحم القناة من بورسعيد إلي السويس, وتلاحقت الأحداث المفعمة بالجلال والكبرياء, ورفرفت أعلام مصر فوق مواقع العدو شرق القناة.
واعتبارا من الساعة الثانية وأربعين دقيقة, توالت البلاغات من محطات الرادار ونقاط المراقبة للإنذار باقتراب الطائرات المعادية, وانتقل صخب المعركة وضجيجها إلي مواقع الدفاع الجوي, وتمزق الصمت, وانطلقت الصواريخ المضادة للطائرات, وخرجت الطلقات متتابعة من مواسير المدافع المضادة للطائرات, وبدأت الطائرات الاسرائيلية تتساقط واحدة وراء الأخري.
تآكل السلاح الجوي الإسرائيلي
وشهدت الساعات الأولي للمعركة بداية تآكل السلاح الجوي الاسرائيلي, وتحطمت أسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي, وانكسرت ذراع اسرائيل الطويلة. واستمر سيناريو المواجهة, العدو يدفع بطائراته هنا وهناك علي امتداد خط المواجهة, حيث تتلاحق موجات الهجوم في محاولة لمعرفة اتجاهات الهجوم الرئيسية لإعاقة تقدم القوات, وفي نفس الوقت يحاول تدمير الكباري والمعابر, وقوات الدفاع الجوي تواصل الاشتباك معها لمنعها من تحقيق أهدافها. وتتكسر الهجمات الجوية المعادية, وتتساقط الطائرات.
وفي الساعة الخامسة مساء, التقطت الأجهزة اشارة لاسلكية مفتوحة صادرة من الجنرال بنيامين بيلد قائد القوات الجوية الاسرائيلية إلي الطيارين الاسرائيليين يطلب منهم تحاشي الاقتراب من قناة السويس ولمسافة لاتقل عن15 كيلو مترا شرقا.