في الحادي عشر من نوفمبر، أعلنت شركة الطائرات المتحدة عن تسليم دفعة جديدة من طائرات Su-35S و Su-57 Felon المقاتلة إلى القوات الجوية الروسية. ووفقًا للمكتب الصحفي لشركة Rostec، "خضعت هذه الطائرات لفحص شامل من قبل الموظفين الفنيين وأكملت دورات اختبار المصنع في ظل ظروف تشغيلية متنوعة من قبل طياري وزارة الدفاع".
حقوق الصورة: UAC
صرح فاديم باديها، المدير العام لشركة UAC، أنه من المقرر تسليم دفعة إضافية من طائرات Su-57 قبل نهاية العام، إلى جانب شحنة أخرى من مقاتلات الجيل 4++. وأوضح أن هذه الطائرات قيد الإنتاج حاليًا، ويخضع بعضها للاختبارات النهائية. وأكد باديها أن Su-57 تم تطويرها بخصائص الجيل الخامس المتقدمة، بما في ذلك التخفي، وتتمتع بخصائص تكنولوجية ذكية ومتطورة تمنحها أداءً قتاليًا وطيرانًا متفوقًا.
وتمثل هذه الدفعة الأخيرة التسليم الثاني المشترك لطائرات سو-35 وسو-57 هذا العام، بعد تسليم سابق جرى في سبتمبر/أيلول. وكما حدث مع عمليات التسليم الأخرى في السنوات الأخيرة، امتنعت السلطات الروسية عن تحديد العدد الدقيق للطائرات، وهي ممارسة أصبحت قياسية على نحو متزايد. ويترك هذا الغموض المستمر المحللين يتكهنون بالأعداد الدقيقة لهذه المقاتلات الموجودة حاليًا في ترسانة القوات الجوية الروسية. وتتوافق هذه الاستراتيجية مع السرية المتزايدة التي تفرضها روسيا على القدرات العسكرية وسط التدقيق الدولي والتوترات الجيوسياسية المستمرة.
حقوق الصورة: UAC
ومن الجدير بالذكر أن الطائرة سو-57 عُرضت قبل أيام قليلة في معرض تشوهاي الجوي في جنوب الصين. وقد تم نقل نموذجين أوليين من موسكو لحضور هذا الحدث. وعلق باديها قائلاً: "إن مستوى الاهتمام الذي أبديناه بطائراتنا في معرض تشوهاي الجوي يؤكد مرة أخرى أن الطائرة الروسية سو-57 لا مثيل لها في فئتها".
وتشير التقارير الواردة من موقع BulgarianMilitary.com إلى أن طائرات Su-57 التي عُرضت في المعرض تميزت بمسامير على طول جسمها وأجنحتها، بدلاً من المسامير التي توجد عادةً في الطائرات الشبحية. وقد أثار هذا التفصيل جدالاً، حيث أكد البعض أن طائرات Su-57 الجاهزة للقتال تستخدم المسامير لتحسين التخفي، في حين لا يجوز استخدام المسامير إلا في النماذج المعروضة في المعرض. ويثير هذا التمييز تساؤلات حول قدرات التخفي الحقيقية لطائرات Su-57 الروسية، خاصة في ظل المتطلبات الصارمة للتهرب من الرادار في بيئات القتال الحديثة.
تعتبر Su-35S و Su-57 Felon الطائرتين المقاتلتين الأساسيتين في القوات الجوية الروسية ، وقد تم تصميمهما بفلسفات تشغيلية مميزة ولكن غالبًا ما يُنظر إليهما على أنهما أصول تكميلية ضمن المخزون العسكري الروسي. Su-35S هي مقاتلة متعددة الأدوار متقدمة مصنفة على أنها من الجيل 4++، في حين أن Su-57 هي منصة من الجيل الخامس مصممة للتخفي العالي وخفة الحركة في بيئات قتالية معقدة. على الرغم من أن كلتا الطائرتين تشتركان في أوجه التشابه في الأسلحة والقدرة على المناورة، إلا أنهما تتمتعان بنقاط قوة ونقاط ضعف مميزة تناسب سيناريوهات تشغيلية مختلفة.
مصدر الصورة: X
تتميز طائرة سو-35 إس بالرشاقة، حيث تتميز بمحركات AL-41F1S القوية مع توجيه الدفع الذي يمكنها من أداء مناورة "كوبرا بوجاتشيف" ، إلى جانب مآثر بهلوانية أخرى لا تضاهيها أي مقاتلة معاصرة. توفر هذه الرشاقة ميزة كبيرة في المواجهات القتالية القريبة، مما يسمح لطائرة سو-35 إس بتغيير الاتجاه بسرعة والتفوق على التهديدات عن قرب.
تبلغ سرعتها القصوى 2250 كيلومترًا في الساعة ويبلغ مداها القتالي حوالي 1600 كيلومتر، مما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من المهام، من التفوق الجوي إلى الضربات الأرضية الدقيقة. تشمل ترسانتها صواريخ جو-جو وجو-أرض بالإضافة إلى مدفع عيار 30 ملم، مما يجعلها هائلة في القتال الجوي عن قرب وعلى مسافة بعيدة.
ويعزز نظام الطيران المتكامل في المقاتلة تنوع استخدامات سو-35 إس، حيث يسمح بعمليات شبكية واسعة النطاق. وهذا يمنح سو-35 إس وعيًا أكبر بالموقف، حيث يمكنها مشاركة بيانات الهدف مع وحدات أخرى، سواء كانت محمولة جوًا أو برية، مما يعزز دورها في الحملات الجوية متعددة الأوجه. ويمكن لنظام الرادار المتقدم في المقاتلة تتبع أهداف متعددة في وقت واحد، مما يمنحها ميزة في البيئات عالية التهديد وتمكينها من التنسيق مع المقاتلات الأخرى أثناء عمليات التفوق الجوي واسعة النطاق.
حقوق الصورة: دزن
ومع ذلك، وعلى الرغم من تنوعها، تفتقر طائرة سو-35 إس إلى تكنولوجيا التخفي المتقدمة، مما يجعلها عرضة للكشف بواسطة أنظمة الرادار الحديثة - وخاصة عند العمل في المجالات الجوية شديدة الدفاع مع أنظمة مضادة للطائرات متقدمة.
في المقابل، تعطي طائرة سو-57 فيلون الأولوية للتخفي والتكيف التكنولوجي، مع انخفاض الرؤية الرادارية وانخفاض التوقيع الحراري. وهي مجهزة بمحركات AL-41F1S، وتحقق أيضًا سرعة فائقة، وتطير بسرعات تفوق سرعة الصوت دون حارق خلفي. وبفضل تصنيعها من مركبات متقدمة وتصميمها بأسطح ديناميكية هوائية محسنة، فإن التوقيع الراداري المخفض لطائرة سو-57 يعزز من قدرتها على البقاء.
وهي مجهزة بنظام أسلحة معياري، بما في ذلك حجرات داخلية تحتوي على الصواريخ والقنابل مع الحفاظ على التخفي - وهي ميزة أساسية للعمليات في البيئات الحديثة المتنازع عليها حيث يكون التهرب من الاكتشاف أمرًا بالغ الأهمية.
تصوير ماكسيم بلينوف
وتمتد قدرات سو-57 على التكيف إلى إلكترونياتها، التي تسمح بملفات مهام قابلة للتكيف، مما يمنح الطيارين الروس ميزة في مرونة المهام. ويمكن لأنظمة الرادار والاستهداف المتقدمة التكيف مع بيئات الحرب الإلكترونية، مما يساعد سو-57 على العمل بشكل فعال حتى في ظل التدابير المضادة الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تمكن حجرات الأسلحة الداخلية في سو-57 من حمل صواريخ جو-جو وصواريخ جو-أرض وذخائر ذكية مع الحد الأدنى من التعرض للرادار، مما يمنحها ميزة في العمليات عالية المخاطر التي تتطلب المفاجأة والدقة.
تواجه المقاتلتان تحديات في الأسواق الدولية بسبب الصراع الروسي المستمر مع أوكرانيا. وقد أدى هذا الوضع الجيوسياسي إلى إضعاف اهتمام بعض الدول بشراء إما Su-35 أو Su-57. وقد تأثرت سمعة Su-35 بشكل خاص حيث تراجعت دول مثل مصر وإندونيسيا عن العقود الموقعة سابقًا. وبحسب ما ورد "جمدت" إندونيسيا طلبها، وهي الخطوة التي يعتقد بعض الخبراء أنها قد لا تعني إلغاءً كاملاً بعد. أبدت إيران أيضًا اهتمامها بشراء Su-35، ولكن حتى الآن، لم يتم تسليم أي وحدات، على الرغم من أنه من المتوقع وصول دفعة أولية إلى إيران هذا العام.
وفي الوقت نفسه، قد تواجه سو-57 منافسة متزايدة في السوق ، خاصة مع ظهور الطائرة الصينية جيه-35، وهي منافس محتمل لطائرة إف-35. ويعتقد المحللون أن الأداء والقدرات المتوقعة لطائرة جيه-35، على الرغم من تكلفتها الأعلى، قد تتفوق على سو-57، مما يجعلها بديلاً تنافسيًا للدول التي تفكر في شراء مقاتلات الشبح.
مصدر الصورة: تويتر
إن تسليم طائرات سو-35 وسو-57 الإضافية للقوات الجوية الروسية على الرغم من العقوبات الاقتصادية يسلط الضوء على التزام روسيا بالحفاظ على قدراتها العسكرية وتعزيزها في ظل القيود المالية والتكنولوجية الكبيرة.
إن العقوبات التي تستهدف قطاعات اقتصادية رئيسية، وخاصة الصناعات الدفاعية وصناعات التكنولوجيا الفائقة، تهدف إلى الحد من قدرة روسيا على الوصول إلى المكونات والموارد الحيوية اللازمة لتصنيع أنظمة قتالية متقدمة. ومع ذلك، فإن استمرار إنتاج طائرات سو-35 وسو-57 يشير إلى قدرة روسيا على التكيف وتطوير التقنيات الأساسية بشكل مستقل مع تقليل الاعتماد على الإمدادات الغربية.
وللتغلب على الحواجز التي فرضتها العقوبات، كثفت روسيا جهودها لتطوير بدائل محلية للتكنولوجيات الحيوية، من أنظمة الطيران والحرب الإلكترونية إلى محطات توليد الطاقة. ويُعد محرك AL-41F1S، الذي يعمل على تشغيل كل من طائرات Su-35 وSu-57، أحد أنظمة الدفع الأكثر تقدمًا في روسيا ويمثل إنجازًا مهمًا لصناعة الدفاع في البلاد، حيث تم تطويره بمعزل عن المدخلات الغربية. وتسلط هذه المرونة في تطوير التكنولوجيا الضوء على التزام روسيا بالاكتفاء الذاتي وقدرتها على التخفيف من الاعتماد على التقنيات المستوردة في تصنيع الدفاع.
حقوق الصورة: UAC
وعلى المستوى العملي، تعكس هذه التسليمات الجديدة التحديث المستمر الذي تجريه روسيا لقواتها الجوية، وهي مهمة ملحة بشكل خاص في ظل التوترات العسكرية المتصاعدة والحاجة الاستراتيجية إلى تعزيز قدرات الردع. وتعمل طائرات سو-35 إس، بفعاليتها القتالية المثبتة، وسو-57، بتقنياتها الشبحية وأجهزة الاستشعار المتقدمة، على تعزيز الإمكانات العسكرية الشاملة لروسيا، وتمكينها من الاستعداد بشكل أكثر فعالية ضد التهديدات المعاصرة. وتدل جهود التحديث ليس فقط على نية روسيا الحفاظ على التكافؤ مع القوى الغربية، بل وأيضاً قدرتها على الابتكار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وعلى الصعيد العالمي، تؤكد هذه التسليمات قدرة روسيا على تحمل التأثير الاقتصادي للعقوبات والحفاظ على مجمعها الصناعي العسكري، وهو ما يعمل كإشارة قوية للحلفاء والخصوم على حد سواء. ويوضح استمرار إنتاج روسيا لطائرات سو-35 وسو-57 قدرتها على الحفاظ على القدرات العسكرية المتقدمة حتى في ظل الضغوط الدولية، مما يعزز صورتها كقوة عسكرية مكتفية ذاتيا وذات قدرة تكنولوجية.
وتبعث هذه الشحنات برسالة تحد وصمود للدول الغربية التي تفرض العقوبات، كما تعزز جاذبية روسيا لدى الدول غير الغربية التي تسعى إلى اكتساب قدرات جوية متقدمة. إن قدرة روسيا على الحفاظ على خطوط إنتاج طائرات سو-35 وسو-57 لا تعزز قوتها الجوية المحلية فحسب، بل تضعها أيضاً في موقف الشريك القابل للتطبيق للدول التي تواجه ضغوطاً مماثلة أو التي تعطي الأولوية للاستقلال الاستراتيجي على التحالف مع القوى الغربية.
لقطة شاشة للفيديو
إن طائرات سو-35 وسو-57 ليست فقط رموزاً للتقدم التكنولوجي الروسي بل وأيضاً أدوات رئيسية في دبلوماسيتها الدفاعية الدولية. ومن خلال الحفاظ على إمدادات ثابتة من هذه المقاتلات، تشير روسيا إلى شركائها المحتملين مثل الصين والهند بقدرتها واستعدادها لمواصلة توريد تكنولوجيا الدفاع المتطورة، مما يمثل بديلاً لسوق الأسلحة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة على الرغم من المشهد الاقتصادي الصعب.
وفي الختام، فإن استمرار تسليم طائرات سو-35 وسو-57 الجديدة يُظهِر قدرة روسيا على الصمود في مواجهة العقوبات وقدرتها على تعزيز الإنتاج الدفاعي من خلال الابتكار المحلي والشراكات الاستراتيجية. ويؤكد هذا الإصرار على تصميم روسيا على الحفاظ على قدراتها العسكرية، مما يشير إلى موقف قوي على الساحة العالمية في ظل المنافسة المتزايدة والتحديات الجيوسياسية.
bulgarian military
حقوق الصورة: UAC
صرح فاديم باديها، المدير العام لشركة UAC، أنه من المقرر تسليم دفعة إضافية من طائرات Su-57 قبل نهاية العام، إلى جانب شحنة أخرى من مقاتلات الجيل 4++. وأوضح أن هذه الطائرات قيد الإنتاج حاليًا، ويخضع بعضها للاختبارات النهائية. وأكد باديها أن Su-57 تم تطويرها بخصائص الجيل الخامس المتقدمة، بما في ذلك التخفي، وتتمتع بخصائص تكنولوجية ذكية ومتطورة تمنحها أداءً قتاليًا وطيرانًا متفوقًا.
وتمثل هذه الدفعة الأخيرة التسليم الثاني المشترك لطائرات سو-35 وسو-57 هذا العام، بعد تسليم سابق جرى في سبتمبر/أيلول. وكما حدث مع عمليات التسليم الأخرى في السنوات الأخيرة، امتنعت السلطات الروسية عن تحديد العدد الدقيق للطائرات، وهي ممارسة أصبحت قياسية على نحو متزايد. ويترك هذا الغموض المستمر المحللين يتكهنون بالأعداد الدقيقة لهذه المقاتلات الموجودة حاليًا في ترسانة القوات الجوية الروسية. وتتوافق هذه الاستراتيجية مع السرية المتزايدة التي تفرضها روسيا على القدرات العسكرية وسط التدقيق الدولي والتوترات الجيوسياسية المستمرة.
حقوق الصورة: UAC
ومن الجدير بالذكر أن الطائرة سو-57 عُرضت قبل أيام قليلة في معرض تشوهاي الجوي في جنوب الصين. وقد تم نقل نموذجين أوليين من موسكو لحضور هذا الحدث. وعلق باديها قائلاً: "إن مستوى الاهتمام الذي أبديناه بطائراتنا في معرض تشوهاي الجوي يؤكد مرة أخرى أن الطائرة الروسية سو-57 لا مثيل لها في فئتها".
وتشير التقارير الواردة من موقع BulgarianMilitary.com إلى أن طائرات Su-57 التي عُرضت في المعرض تميزت بمسامير على طول جسمها وأجنحتها، بدلاً من المسامير التي توجد عادةً في الطائرات الشبحية. وقد أثار هذا التفصيل جدالاً، حيث أكد البعض أن طائرات Su-57 الجاهزة للقتال تستخدم المسامير لتحسين التخفي، في حين لا يجوز استخدام المسامير إلا في النماذج المعروضة في المعرض. ويثير هذا التمييز تساؤلات حول قدرات التخفي الحقيقية لطائرات Su-57 الروسية، خاصة في ظل المتطلبات الصارمة للتهرب من الرادار في بيئات القتال الحديثة.
تعتبر Su-35S و Su-57 Felon الطائرتين المقاتلتين الأساسيتين في القوات الجوية الروسية ، وقد تم تصميمهما بفلسفات تشغيلية مميزة ولكن غالبًا ما يُنظر إليهما على أنهما أصول تكميلية ضمن المخزون العسكري الروسي. Su-35S هي مقاتلة متعددة الأدوار متقدمة مصنفة على أنها من الجيل 4++، في حين أن Su-57 هي منصة من الجيل الخامس مصممة للتخفي العالي وخفة الحركة في بيئات قتالية معقدة. على الرغم من أن كلتا الطائرتين تشتركان في أوجه التشابه في الأسلحة والقدرة على المناورة، إلا أنهما تتمتعان بنقاط قوة ونقاط ضعف مميزة تناسب سيناريوهات تشغيلية مختلفة.
مصدر الصورة: X
تتميز طائرة سو-35 إس بالرشاقة، حيث تتميز بمحركات AL-41F1S القوية مع توجيه الدفع الذي يمكنها من أداء مناورة "كوبرا بوجاتشيف" ، إلى جانب مآثر بهلوانية أخرى لا تضاهيها أي مقاتلة معاصرة. توفر هذه الرشاقة ميزة كبيرة في المواجهات القتالية القريبة، مما يسمح لطائرة سو-35 إس بتغيير الاتجاه بسرعة والتفوق على التهديدات عن قرب.
تبلغ سرعتها القصوى 2250 كيلومترًا في الساعة ويبلغ مداها القتالي حوالي 1600 كيلومتر، مما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من المهام، من التفوق الجوي إلى الضربات الأرضية الدقيقة. تشمل ترسانتها صواريخ جو-جو وجو-أرض بالإضافة إلى مدفع عيار 30 ملم، مما يجعلها هائلة في القتال الجوي عن قرب وعلى مسافة بعيدة.
ويعزز نظام الطيران المتكامل في المقاتلة تنوع استخدامات سو-35 إس، حيث يسمح بعمليات شبكية واسعة النطاق. وهذا يمنح سو-35 إس وعيًا أكبر بالموقف، حيث يمكنها مشاركة بيانات الهدف مع وحدات أخرى، سواء كانت محمولة جوًا أو برية، مما يعزز دورها في الحملات الجوية متعددة الأوجه. ويمكن لنظام الرادار المتقدم في المقاتلة تتبع أهداف متعددة في وقت واحد، مما يمنحها ميزة في البيئات عالية التهديد وتمكينها من التنسيق مع المقاتلات الأخرى أثناء عمليات التفوق الجوي واسعة النطاق.
حقوق الصورة: دزن
ومع ذلك، وعلى الرغم من تنوعها، تفتقر طائرة سو-35 إس إلى تكنولوجيا التخفي المتقدمة، مما يجعلها عرضة للكشف بواسطة أنظمة الرادار الحديثة - وخاصة عند العمل في المجالات الجوية شديدة الدفاع مع أنظمة مضادة للطائرات متقدمة.
في المقابل، تعطي طائرة سو-57 فيلون الأولوية للتخفي والتكيف التكنولوجي، مع انخفاض الرؤية الرادارية وانخفاض التوقيع الحراري. وهي مجهزة بمحركات AL-41F1S، وتحقق أيضًا سرعة فائقة، وتطير بسرعات تفوق سرعة الصوت دون حارق خلفي. وبفضل تصنيعها من مركبات متقدمة وتصميمها بأسطح ديناميكية هوائية محسنة، فإن التوقيع الراداري المخفض لطائرة سو-57 يعزز من قدرتها على البقاء.
وهي مجهزة بنظام أسلحة معياري، بما في ذلك حجرات داخلية تحتوي على الصواريخ والقنابل مع الحفاظ على التخفي - وهي ميزة أساسية للعمليات في البيئات الحديثة المتنازع عليها حيث يكون التهرب من الاكتشاف أمرًا بالغ الأهمية.
تصوير ماكسيم بلينوف
وتمتد قدرات سو-57 على التكيف إلى إلكترونياتها، التي تسمح بملفات مهام قابلة للتكيف، مما يمنح الطيارين الروس ميزة في مرونة المهام. ويمكن لأنظمة الرادار والاستهداف المتقدمة التكيف مع بيئات الحرب الإلكترونية، مما يساعد سو-57 على العمل بشكل فعال حتى في ظل التدابير المضادة الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تمكن حجرات الأسلحة الداخلية في سو-57 من حمل صواريخ جو-جو وصواريخ جو-أرض وذخائر ذكية مع الحد الأدنى من التعرض للرادار، مما يمنحها ميزة في العمليات عالية المخاطر التي تتطلب المفاجأة والدقة.
تواجه المقاتلتان تحديات في الأسواق الدولية بسبب الصراع الروسي المستمر مع أوكرانيا. وقد أدى هذا الوضع الجيوسياسي إلى إضعاف اهتمام بعض الدول بشراء إما Su-35 أو Su-57. وقد تأثرت سمعة Su-35 بشكل خاص حيث تراجعت دول مثل مصر وإندونيسيا عن العقود الموقعة سابقًا. وبحسب ما ورد "جمدت" إندونيسيا طلبها، وهي الخطوة التي يعتقد بعض الخبراء أنها قد لا تعني إلغاءً كاملاً بعد. أبدت إيران أيضًا اهتمامها بشراء Su-35، ولكن حتى الآن، لم يتم تسليم أي وحدات، على الرغم من أنه من المتوقع وصول دفعة أولية إلى إيران هذا العام.
وفي الوقت نفسه، قد تواجه سو-57 منافسة متزايدة في السوق ، خاصة مع ظهور الطائرة الصينية جيه-35، وهي منافس محتمل لطائرة إف-35. ويعتقد المحللون أن الأداء والقدرات المتوقعة لطائرة جيه-35، على الرغم من تكلفتها الأعلى، قد تتفوق على سو-57، مما يجعلها بديلاً تنافسيًا للدول التي تفكر في شراء مقاتلات الشبح.
مصدر الصورة: تويتر
إن تسليم طائرات سو-35 وسو-57 الإضافية للقوات الجوية الروسية على الرغم من العقوبات الاقتصادية يسلط الضوء على التزام روسيا بالحفاظ على قدراتها العسكرية وتعزيزها في ظل القيود المالية والتكنولوجية الكبيرة.
إن العقوبات التي تستهدف قطاعات اقتصادية رئيسية، وخاصة الصناعات الدفاعية وصناعات التكنولوجيا الفائقة، تهدف إلى الحد من قدرة روسيا على الوصول إلى المكونات والموارد الحيوية اللازمة لتصنيع أنظمة قتالية متقدمة. ومع ذلك، فإن استمرار إنتاج طائرات سو-35 وسو-57 يشير إلى قدرة روسيا على التكيف وتطوير التقنيات الأساسية بشكل مستقل مع تقليل الاعتماد على الإمدادات الغربية.
وللتغلب على الحواجز التي فرضتها العقوبات، كثفت روسيا جهودها لتطوير بدائل محلية للتكنولوجيات الحيوية، من أنظمة الطيران والحرب الإلكترونية إلى محطات توليد الطاقة. ويُعد محرك AL-41F1S، الذي يعمل على تشغيل كل من طائرات Su-35 وSu-57، أحد أنظمة الدفع الأكثر تقدمًا في روسيا ويمثل إنجازًا مهمًا لصناعة الدفاع في البلاد، حيث تم تطويره بمعزل عن المدخلات الغربية. وتسلط هذه المرونة في تطوير التكنولوجيا الضوء على التزام روسيا بالاكتفاء الذاتي وقدرتها على التخفيف من الاعتماد على التقنيات المستوردة في تصنيع الدفاع.
حقوق الصورة: UAC
وعلى المستوى العملي، تعكس هذه التسليمات الجديدة التحديث المستمر الذي تجريه روسيا لقواتها الجوية، وهي مهمة ملحة بشكل خاص في ظل التوترات العسكرية المتصاعدة والحاجة الاستراتيجية إلى تعزيز قدرات الردع. وتعمل طائرات سو-35 إس، بفعاليتها القتالية المثبتة، وسو-57، بتقنياتها الشبحية وأجهزة الاستشعار المتقدمة، على تعزيز الإمكانات العسكرية الشاملة لروسيا، وتمكينها من الاستعداد بشكل أكثر فعالية ضد التهديدات المعاصرة. وتدل جهود التحديث ليس فقط على نية روسيا الحفاظ على التكافؤ مع القوى الغربية، بل وأيضاً قدرتها على الابتكار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وعلى الصعيد العالمي، تؤكد هذه التسليمات قدرة روسيا على تحمل التأثير الاقتصادي للعقوبات والحفاظ على مجمعها الصناعي العسكري، وهو ما يعمل كإشارة قوية للحلفاء والخصوم على حد سواء. ويوضح استمرار إنتاج روسيا لطائرات سو-35 وسو-57 قدرتها على الحفاظ على القدرات العسكرية المتقدمة حتى في ظل الضغوط الدولية، مما يعزز صورتها كقوة عسكرية مكتفية ذاتيا وذات قدرة تكنولوجية.
وتبعث هذه الشحنات برسالة تحد وصمود للدول الغربية التي تفرض العقوبات، كما تعزز جاذبية روسيا لدى الدول غير الغربية التي تسعى إلى اكتساب قدرات جوية متقدمة. إن قدرة روسيا على الحفاظ على خطوط إنتاج طائرات سو-35 وسو-57 لا تعزز قوتها الجوية المحلية فحسب، بل تضعها أيضاً في موقف الشريك القابل للتطبيق للدول التي تواجه ضغوطاً مماثلة أو التي تعطي الأولوية للاستقلال الاستراتيجي على التحالف مع القوى الغربية.
لقطة شاشة للفيديو
إن طائرات سو-35 وسو-57 ليست فقط رموزاً للتقدم التكنولوجي الروسي بل وأيضاً أدوات رئيسية في دبلوماسيتها الدفاعية الدولية. ومن خلال الحفاظ على إمدادات ثابتة من هذه المقاتلات، تشير روسيا إلى شركائها المحتملين مثل الصين والهند بقدرتها واستعدادها لمواصلة توريد تكنولوجيا الدفاع المتطورة، مما يمثل بديلاً لسوق الأسلحة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة على الرغم من المشهد الاقتصادي الصعب.
وفي الختام، فإن استمرار تسليم طائرات سو-35 وسو-57 الجديدة يُظهِر قدرة روسيا على الصمود في مواجهة العقوبات وقدرتها على تعزيز الإنتاج الدفاعي من خلال الابتكار المحلي والشراكات الاستراتيجية. ويؤكد هذا الإصرار على تصميم روسيا على الحفاظ على قدراتها العسكرية، مما يشير إلى موقف قوي على الساحة العالمية في ظل المنافسة المتزايدة والتحديات الجيوسياسية.
bulgarian military