"هوريزون".. تصميم مبتكر لطائرات صديقة للبيئة توفِّر راحة أعلى للمسافرين
مساحتها الداخلية أوسع من نظيراتها التقليديةفي ظل تزايُد الطلب العالمي على السفر الجوي، تُواصل انبعاثات الطيران ارتفاعها بمعدل أسرع من القطاعات الأخرى، مثل السكك الحديدية والطرق والنقل البحري.
وبالرغم من الجهود المبذولة لعكس هذا الاتجاه إلا أن الحلول لا تزال محدودة. فعلى سبيل المثال، قد يقلل "وقود الطيران المستدام" الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80% في حال إنتاجه واستخدامه بالشكل الأمثل، لكن الإمدادات المتاحة لا تزال ضئيلة، ومن المتوقع أن يمثل فقط 0.53% من إجمالي استهلاك وقود الطائرات في عام 2024.
وفي عام 2020 اختبرت شركة إيرباص نموذجًا مصغرًا لطائرة بجناح مدمج، تعمل عن بُعد، وقدرت أن تصميمها هذا قد يوفر نحو 20% من استهلاك الوقود.
وبعد ذلك أعلنت شركة "جيت زيرو" في كاليفورنيا خططها لتصنيع طائرة مماثلة، تتسع لأكثر من 200 راكب، مع خطط طموحة لدخولها الخدمة بحلول عام 2030.
تحدي الانبعاثات
شركة "ناتيلوس"، ومقرها سان دييغو، دخلت السباق أيضًا بتصميمها الجديد "هوريزون"، وهي طائرة بجناح مدمج مخصصة لنقل نحو 200 راكب، مع تقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى النصف، وتوفير استهلاك الوقود بنسبة 30% مقارنة بطائرات "بوينج 737" و"إيرباص A320"، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
وأوضح أليكسي ماتيوشيف، الرئيس التنفيذي لشركة ناتيلوس، أن السوق الضيقة للرحلات الجوية، التي تستهدفها طائرة هوريزون، ستكون الأكبر خلال العشرين سنة المقبلة، وأنه لأول مرة هناك فرصة لبناء طائرة شبيهة بنماذج "بوينج" أو "إيرباص".
وتأسست "ناتيلوس" عام 2016، وأعلنت سابقًا طائرة شحن دون طيار، تحمل اسم "كونا"، تستخدم التصميم المبتكر نفسه.
وحصلت "كونا" على 400 طلب، ومن المقرر بناء نموذج كامل الحجم منها خلال العامين المقبلين، ومن المخطط نقل الكثير من تقنياتها إلى "هوريزون".
التصميم المبتكر
أحد أبرز التحديات في تصميم الجناح المدمج هو استقرار الطائرة والتحكم بها، وهو ما واجهته سابقًا شركات كبرى، مثل "ماكدونيل دوغلاس" و"بوينج"، التي أجرت دراسات عدة، وأنتجت نموذجًا تجريبيًّا غير مأهول، يحمل اسم X-48؛ لتحقيق الاستقرار.
وتعتمد "ناتيلوس" على الديناميكيات الهوائية في تصميم هيكل الطائرة بدلاً من أنظمة التحكم المعقدة، التي أثارت بعض المشاكل لطائرات "بوينج 737 ماكس" في السابق.
وتصميم "هوريزون" يحقق فوائد مهمة، منها تقليل مقاومة الهواء بنسبة 30%، إلى جانب تقليل وزن الطائرة مع الحفاظ على سعة الركاب أو الشحن نفسها؛ وهو ما يسهم في خفض استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 50% لكل مقعد.
كما أن المساحة الداخلية الأوسع للطائرة، التي تخلت عن الشكل التقليدي للأسطوانة، تتيح إمكانية ترتيب المقصورة بشكل جديد، وإضافة وسائل رفاهية، قد تشمل صالة للاستراحة خلال الرحلات الطويلة.
فرص وتحديات
ولن تعتمد "هوريزون" على تقنيات المحركات الجديدة، مثل الهيدروجين أو الكهرباء، بل ستستخدم تقنيات المحركات الحالية لتقليل المخاطر.
وقال "ماتيوشيف": "هناك مقولة شائعة في مجال الطيران: لا تضع محركًا جديدًا على طائرة جديدة؛ فهذا محفوف بالمخاطر".
كما أن التصميم الجديد للطائرة يناسب بنية المطارات الحالية المخصصة لطائرات "بوينج 737" و"إيرباص "A320؛ ما يجنب الحاجة لتعديل البنية التحتية للمطارات.
وبيَّن غاري كريشلو، محلل الطيران في "أفييشن نيوز ليمتد"، أن تأخيرات تسليم الطائرات التقليدية فتحت نافذة من الفرص لدخول شركات جديدة إلا أن هذه الفرصة محدودة؛ إذ يُعتبر تشابه تدريب الطاقم عاملاً أساسيًّا في نجاح طائرات "737 ماكس" و"A320neo"؛ ما يُسهِّل على شركات الطيران اعتماد هذه الطائرات دون الحاجة لتدريب مكثف للطاقم.
ويُحذِّر "كريشلو" من التحديات المتعلقة بشهادات الاعتماد للطائرة؛ إذ تواجه التصاميم التقليدية، مثل "737 ماكس 7 و10"، وطائرة "777-X"، وطائرة "A321neo XLR"، والطائرة الصينية "COMAC C919" تحديات تنظيمية؛ قد تؤخر اعتمادها.