مقدمة
شهد المغرب بعد الاستقلال سلسلة من الأحداث السياسية المؤثرة، أبرزها الانقلابات العسكرية التي استهدفت النظام الملكي.
لعبت هذه الانقلابات دورًا محوريًا في إعادة تشكيل العلاقات بين الجيش والمؤسسات السياسية، حيث ساهمت في تعزيز هيمنة النظام الملكي وتهميش دور الجيش.
خلفية تاريخية
1. محاولة انقلاب 1971 (انقلاب الصخيرات): كانت هذه المحاولة من أبرز الأحداث التي استهدفت الملك الحسن الثاني، ولكنها باءت بالفشل. بعد هذه المحاولة، اتخذ الملك إجراءات لتعزيز سلطته على القوات المسلحة، حيث تم إلغاء حقيبة وزارة الدفاع وتعيين الملك نفسه رئيسًا لهيئة الأركان، مما زاد من هيمنته على الجيش.
2. محاولة انقلاب 1972: شهد المغرب محاولة انقلابية ثانية بعد عام من الفشل الأول، استهدفت طائرة الملك.
قام بها أفراد من القوات الجوية المغربية عن طريق قصف طائرة الملك، فشل هذا الانقلاب كذلك، مما زاد من رقابة الملك على الجيش وقلل من استقلاليته.
دور الانقلابات في تهميش الجيش
إعادة هيكلة الجيش: بعد المحاولتين الفاشلتين، تم تعديل هيكل الجيش لتقليل احتمالية التمرد، حيث تم تنحية الضباط المعارضين وتعزيز ولاء القوات المسلحة للنظام.
فرض الرقابة: زادت الرقابة على الجيش من قبل الملك، مما أدى إلى تقليل استقلالية الجيش وتهميشه كقوة سياسية مؤثرة.
تعزيز أجهزة المخابرات: تم تعزيز دور أجهزة المخابرات لمراقبة الأنشطة العسكرية، مما قلل من قدرة الجيش على التعبير عن أي معارضة أو تهديد للنظام.
تأثير تهميش الجيش على الأمن القومي
أدى تهميش الجيش إلى تقليل فعاليته في مواجهة التهديدات الأمنية الحقيقية، مما أثر على قدرته في حماية الأمن القومي، خاصةً في ظل التوترات الإقليمية مع الجزائر.
خاتمة
تاريخ الانقلابات في المغرب يبرز دورها في تهميش الجيش وإضعافه كقوة سياسية. استخدم النظام الملكي هذه الأحداث لتعزيز سلطته، مما أدى إلى تراجع الجيش عن دوره في السياسة. مع إلغاء حقيبة وزارة الدفاع وتعيين الملك رئيسًا لهيئة الأركان، أصبحت القوات المسلحة تابعة للنظام، مما أثر على قدرتها في حماية الأمن الوطني.