موقع الدفاع العربي 23 سبتمبر 2024: لسنوات، حث قادة حزب الله أعضاءه على تقليل الاعتماد على الهواتف الذكية، بحجة أن إسرائيل قادرة على التنصت على هذه الأجهزة للتسلل إلى شبكة اتصالاتهم. وكان البديل هو العودة إلى تكنولوجيا أجهزة النداء واللاسلكي (بيجر) التي تعود إلى حقبة التسعينيات، والتي يُنظر إليها على أنها خيار أكثر أمانًا.
كان حزب الله يعتقد أن القدرات المحدودة لأجهزة بيجر تسمح له بتلقي البيانات دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى خطيرة. جاء هذا الاعتقاد من القمة، حيث حث زعيم حزب الله حسن نصر الله أعضاءه على “دفن” هواتفهم المحمولة، خوفًا من أن يتمكن الإسرائيليون من اختراقها واكتشاف تحركاتهم.
ثم هذا الأسبوع، أظهرت الاستخبارات الإسرائيلية أن حتى أبسط التقنيات الاستهلاكية لم تعد آمنة في عصر الحرب المتقدمة.
في يوم الثلاثاء، انفجرت أجهزة بيجر التي يستخدمها مئات من أعضاء حزب الله في وقت واحد تقريبا في أجزاء من لبنان وسوريا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصا وإصابة أكثر من 2700 آخرين.
وفي اليوم التالي، قُتل عشرون آخرون وجُرح المئات عندما انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية في لبنان بشكل غامض. ويُعتقد أن العديد من القتلى والجرحى كانوا من أعضاء حزب الله، على الرغم من وجود ضحايا مدنيين بينهم، وفقًا لتقارير في وسائل الإعلام اللبنانية.
لا تزال تفاصيل كيفية تنفيذ المخابرات الإسرائيلية للعملية، التي قيل إنها استغرقت 15 عامًا في التحضير، تتكشف. يُعتقد، وفقًا لبعض التقارير، أن المخابرات الإسرائيلية أنشأت شركة وهمية في بودابست بهدف صريح لبيع أجهزة الاتصال المحملة بالمتفجرات لحزب الله، وتوقعت بشكل صحيح أن الجماعة المسلحة ستأتي للبحث عنها.
وقال خبراء
ليوزويك إن العملية المنسقة تؤكد على التحول العالمي في ديناميكيات ساحة المعركة، حيث تفسح التكتيكات التقليدية المجال بشكل متزايد لتقنيات متقدمة مثل الأجهزة المتفجرة والطائرات بدون طيار الانتحارية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي – والتي غالبًا ما تستفيد من الإلكترونيات الاستهلاكية المتوفرة بسهولة عبر الإنترنت.
ساحة المعركة الجديدة
مع تركيز الدول الآن على شل الأنظمة الرقمية والإلكترونية لأعدائها بدلاً من الاعتماد فقط على التكتيكات العسكرية التقليدية، قال محلل الدفاع حمزة عطار إن الحرب الحديثة تبتعد عن ساحات المعارك التقليدية وتتجه نحو العمليات السيبرانية والسرية.
وقال عطار: “وضعت إسرائيل حزب الله بموقف محرج، وأثبتت أنه لا يستطيع حتى تأمين عملياته الخاصة. وفي حين يُعرف حزب الله بوعيه السيبراني، فإن هذا الوضع يرسل رسالة معاكسة إلى أنصاره”.
“في لبنان، حيث تعني أزمة الكهرباء الاعتماد على الأجهزة التي تعمل بالبطاريات، أصبح الناس الآن أكثر حذراً من أي وقت مضى”.
وأكد عطار على الضعف المتزايد للبنية التحتية المدنية في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتطورة بشكل متزايد. وحذر من أن الهجوم الإلكتروني المتقدم والمنسق على السيارات أو الطائرات قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في غضون ثوانٍ، حيث يتم دمج هذه الأنظمة بشكل متزايد مع أدوات التحكم الرقمية التي يمكن اختراقها.
وقال: “إذا تمكن المتسللون من اختراق أنظمة الطائرات، فسنواجه كارثة عالمية، قد تؤدي لسقوط الطائرات من السماء. إنها فكرة مخيفة، ولكن بصفتي باحثًا، كنت أتوقع هذا منذ فترة طويلة”.
“مع انتشار الأجهزة المحمولة والرقائق في كل مكان، سيتكون الوسائل الهجومية أكثر بكثير من الدفاعية”.
newsweek