وزير سابق يثير جدلا بقوله إن “الجزائر دخلت مرحلة من اللاحكم”.. ودعوات للرئيس تبون لقراءة متأنية في نتائج الرئاسيات
أطلق الدبلوماسي والوزير والمتحدث السابق باسم الحكومة الجزائرية، عبد العزيز رحابي، وصفا مثيرا للجدل على السلطة في بلاده بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بقوله إن “الجزائر دخلت مرحلة من اللاحكم”. يأتي ذلك في وقت تستمر ردود الأفعال، على هذه الانتخابات التي صنعت، رغم تأكيدها للتوقعات بفوز الرئيس، جدلا واسعا.
وفي تغريدة له على موقع إكس، كتب رحابي الذي تحظى مداخلاته وتدويناته باهتمام واسع، يقول: “أخيرًا قال الحراك الصامت كلمته. لقد حدث ما كنت أخشاه واستنكرته مرارا: البلاد تدخل مرحلة من اللاحكم بسبب عدم تلبية المطالب الكبرى للحراك (عدالة، حرية، محاربة الفساد) وإغلاق المجالين السياسي والإعلامي”.
وكتب الصحافي والمحلل السياسي نجيب بلحيمر، أن العزوف الذي طبع هذه الانتخابات “هو تعبير عن قطيعة كاملة مع نظام الحكم القائم، ورفض صريح لكل مبررات الخطاب الرسمي لتأجيل التغيير والإصلاح وأهمها مبرر المخاطر الخارجية والمؤامرة التي تتعرض لها البلاد”. وأوضح أن “عدم قراءة الرسائل المتكررة التي تبعث بها الأغلبية في كل انتخابات يوحي بعدم وجود جهة قادرة على تلقي تلك الرسائل واستيعاب مضامينها والتفاعل معها بجدية، وهذا مؤشر مخيف على حالة التهالك التي وصل إليها نظام الحكم بكل ما يعنيه ذلك من آثار سلبية على استمرارية الدولة”.
سفيان جيلالي: عزوف 19 مليون مواطن عن التصويت
وفي تقييم آخر للنتائج، قال سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد إن الانتخابات الرئاسية أظهرت بشكل جلي فشل الديمقراطية في البلاد، داعيا الرئيس عبد المجيد تبون للتعامل مع ما هذه المقاطعة الواسعة بوصفها إخفاقا سياسيا يوجب إعادة النظر في المنظومة.
وقال جيلالي سفيان، في تعليق له نشره حزبه أن “هذا الفشل يتجلى ليس فقط في الاختلالات التي شابت تسيير الاقتراع، والتي استنكرتها مديريات حملة المترشحين الثلاثة، بل أيضًا في النتائج التي تعكس بوضوح عدم التوافق بين نظام التمثيل والشعب”.
وأبرز أن “المشاركة الضعيفة جدًا للجزائريين في عملية التصويت، ولامبالاتهم تجاه المؤسسات التمثيلية، تعتبر إنذارًا خطيرًا يهدد أمن الدولة”، معتبرا إلى أن “الاحتجاج على بضع مئات الآلاف من الأصوات لا يمكن أن يغطي على عزوف 19 مليون مواطن عن التصويت”.
وأكد رئيس جيل جديد أنه “بعيدًا عن سوء تسيير السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات والضغوط التي تتعرض لها لتضخيم معدلات المشاركة، فإن الغياب التام لأي قدرة على التعبئة الشعبية لدى المجتمع السياسي يمثل تساؤلًا كبيرًا”، مستنتجا أن استقالة الشعب من العملية السياسية وعدم ثقته في السياسيين أصبحت أكثر وضوحًا مع كل اقتراع، ليصل بفكرته إلى أن “المسار الديمقراطي، الذي بدأ في عام 1988، قد انحرف منذ وقت طويل ووصل إلى نهايته”.
وفي رسالة مباشرة للرئيس عبد المجيد تبون، طالب سفيان جيلالي نزيل قصر المرادية بالنظر إلى هذا الاقتراع باعتباره تجليًا واضحًا للإخفاقات السياسية العميقة للنظام، مشددا على ضرورة فتح مشاورات حقيقية لإصلاح النظام السياسي وبناء طبقة سياسية جديدة ترتكز على الكفاءة والصدق.
ويتطلب ذلك، وفق جيلالي ” استرجاع الحريات، إطلاق سراح سجناء الرأي، تحرير الإعلام، وإصلاح قانون الانتخابات، بالإضافة إلى إعادة النظر في السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. محذرا من أن “استمرار بناء الجزائر على الأكاذيب والتزوير سيؤدي إلى انهيار الدولة”، كون “الجزائر بحاجة إلى استعادة ثقة مواطنيها وإعادة تنظيم مؤسساتها”، خاصة أن “انهيار السلطة أمام مواطنين محبطين سيكون كارثيًا”، وفق تعبيره.
عبد الرزاق مقري: وضع سياسي خطير
أما الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي تمايز عن موقف حزبه في الرئاسيات، فلم يكن رحيما هو الآخر في تعليقه. وقال: “صنعت الانتخابات الأخيرة وضعا سياسيا خطيرا، انحطت فيها قيمة دولتنا، وخسر الجميع فيها”. وأضاف: “في نفس اللحظة التي وصل فيها الحكم لتجسيد مفهوم “الديموقراطية الآمنة” التي لا تنافسه على الحكم في انتخاباتها أحزاب ولا شخصيات، إذ صار يكتسح النتائج دون عناء، تنهار مصداقية الانتخابات ذاتهاأما الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي تمايز عن موقف حزبه في الرئاسيات، فلم يكن رحيما هو الآخر في تعليقه. وقال: “صنعت الانتخابات الأخيرة وضعا سياسيا خطيرا، انحطت فيها قيمة دولتنا، وخسر الجميع فيها”. وأضاف: “في نفس اللحظة التي وصل فيها الحكم لتجسيد مفهوم “الديموقراطية الآمنة” التي لا تنافسه على الحكم في انتخاباتها أحزاب ولا شخصيات، إذ صار يكتسح النتائج دون عناء، تنهار مصداقية الانتخابات ذاتها بشكل دراماتيكي غير مسبوق”.
Zum Anzeigen anmelden oder registrieren
Sieh dir auf Facebook Beiträge, Fotos und vieles mehr an.
www.facebook.com