في وثائقي ايراني بعنوان "نقطه زن" يتحدث عن تاريخ البرنامج الصاروخي الايراني, تظهر لقطات لاول مرة لما كان يتحدث عنه سابقا عن مساعدة عربية لايران اثناء بدايات برنامجها الصاروخي.
ينقل "مركز توثيق الثورة الاسلامية" عن بدايات البرنامج حيث شعر قادة ايران بالعجز بسبب تراجع فاعلية سلاحهم الجوي و قصر مدفعيتهم مع انهمار الصواريخ العراقية على مدنهم , مما دفعهم لاستغلال كل العلاقات الممكنة لتعويض هذا النقص, و كانت سوريا بقيادة حافظ الاسد و ليبيا تحت قيادة معمر القذافي اطرافا اساسية في دفع البرنامج الايراني.
البداية سوريا :
في سوريا , يروي "محسن رفيق دوست" (وزير الحرس الثوري اثناء الحرب ) كيف ان السوريين سمحوا لضباط ايرانيين بالانضمام لوفود عسكرية سورية في الكتلة الشرقية (تحديدا يوغوسلافيا و بلغاريا ) لشراء عتاد للجيش الايراني تحت اسم الجيش السوري.
ولكن شراء المعدات العسكرية التقليدية لم يكن كافيا لردع صواريخ السكود العراقية , فشكل "رفيق دوست" وفدا متخصصا لمجال الصواريخ تحت ادارة "يحيي رحيم صفوي", قائد القوة المدفعية في الحرس الثوري.
تحت ادارة صفوي, تم تأسيس وحدة الصواريخ تحت قيادة اسماء ستصبح اعلاما فيما بعد. كان قائد وحدة الصواريخ هو "حسن مقدم طهراني" الذي يلقب بـ "ابو البرنامج الصاروخي الايراني"
و نائبه كان علي حاجي زاده, القائد الحالي للقوات الجوفضائية في الحرس الثوري, و الذي شهدت قوة الصواريخ في عهده نموا مضطردا.
و عمل الثلاثي (رفيقدوست , طهراني مقدم و حاجي زاده) على بناء نواة القوة الصاروخية لايران.
بداية الجهد كانت في سوريا , حيث طلبوا من الرئيس السوري تزويدهم بصواريخ سكود من الترسانة السورية.
رفض حافظ الاسد طلب الايرانيين متعللا ان صواريخ سكود السورية تخضع لمراقبة سوفيتية ولايمكن تزويد الايرانيين بها. ولكنه عرض على الايرانيين في المقابل ان يزودهم بالتدريب اللازم لادارة هذه الصواريخ, و هو ما وافق الايرانييون عليه.
و التحق كثير من قادة الحرس الثوري في معاهد قوات الصواريخ السورية, من ضمنهم "طهراني"
بعد سنوات عديدة,, سيعود الجنرال في الحرس الثوري "علي بلالي" الذي كان ضمن الدفعة الاولى التي اتحقت للدراسة في سوريا, لنفس الفصل الدراسي الذي درس فيه في سوريا قبل سنوات طويلة.
و في نفس التاريخ, زار "اللواء-155 صواريخ" المسؤول عن الترسانة الصاروخية السورية في ما يبدو انه موقع محصن تحت الارض.
المحطة الثانية (ليبيا):
في ظل الحرب المشتعلة, لم يكن الايرانيون يملكون ترف الانتظار , لذلك بعد معرفتهم انهم لن يحصلو سوى على التدريب في سوريا, ذهب الوفد نفسه إلى ليبيا للقاء معمر القذافي لطلب صواريخ سكود منه.
لدهشة الجميع, في نفس اللقاء وافق القذافي على طلب الايرانيين ولكنه اشترط ان تتم العملية باشراف ليبي كامل, و مقابل ان تقوم ايران بتزويد الجيش الليبي ببطارية هوك امريكية من التي تملكها ايران لدراستها, و هو ما وافقت عليه ايران.
صور من شحن اولى قاذفات الصواريخ من ليبيا لايران
مجموع ما زود به الليبيون ايران كان 30 صاروخا على 3 دفعات. الاولى 8 صواريخ, الثانية 10 صواريخ و الاخيرة 12 صاروخا.
كانت "كركوك" المدينة النفطية الغنية, اولى اهداف الصواريخ الليبية, ثم استهدفت البصرة و بغداد ضمن ما عرف لاحقا بـ "حرب المدن"
ولكن, مع ارسال الدفعة الثالثة من الصواريخ الليبية لإيران, امر القذافي الفريق الليبي المتواجد في ايران بالتوقف عن معاونة الايرانيين في اطلاق الصواريخ المرسلة.
حتى تلك اللحظة, كان 21 من اصل 30 صاروخا قد اطلع بمساعدة الليبين, و بقي 9 صواريخ قرر "طهراني مقدم " و رفاقه اطلاقها على العراق بدون مساعدة ليبية.
قرر طهراني و رفاقه ان يكون "نادي الضباط " في بغداد هدفهم الاول, و لاجل ذلك ذهب هو و فريقه لضواحي مدينة "كرمنشاه" و قاموا باول عملية اطلاق ايرانية على نادي الضباط في بغداد مما تسبب في وقوع العديد من الضحايا فيه بعد اصابته.
كانت هذه اول عملية اطلاق ايرانية, تبعها طهراني مقدم ورفاقه بتفكيك عدد من الصواريخ الليبية لدراستها و من ثم استنساخها بمساعدة كورية شمالية التي زودتهم بالصواريخ في البداية مقابل تموييل البرنامج الكوري, ثم ساعدتهم في انشاء خطوط انتاج لصواريخهم.
ثم دارت السنوات ليسافر رئيس الاركان السورية "حكمت شهابي" إلى ايران عام 1991, لتنسيق بناء خطوط انتاج صواريخ بمساعدة ايرانية في سوريا,
وهي النواة التي نتجت عنها صواريخ "ميسلون" السورية و التي كانت مشتقة عن صواريخ "زلزال" الايرانية و التي قامت عائلة "فاتح" على اساسها .
مركز توثيق الثورة الاسلامية
Iran Watch
وثائقي "نقطه زن"