تعاون موصول طوال ثلاثة قرون بين المملكتين المغربية والسعودية

هنيبال

عضو
إنضم
13 أكتوبر 2018
المشاركات
7,630
التفاعل
20,354 100 4
الدولة
Morocco
قبل أن نركز بحثنا على وجود المملكيتن المغربية والسعودية على الساجة السياسية العربية والإسلامية منذ ثلاثة قرون يلذ لنا أن نشير في عرض موجز إلى نوع من التبادل الحضاري تم منذ ثلاثة آلاف سنة خلت بين شقي العروبة عندما تأسست أول مدينة كنعانية عربية بالمغرب عام 1101 ق.م. في بلاد الهبط التي أفردها ابن رشد برسالة خاصة وهي ليكس lexe التي سميت ليكسوس liscus في العهد الروماني وقد تحقق هذا التواصل في فترتين اثنتين أولاهما أيام امتداد النفوذ الكنعاني الفينيقي إلى الخليج وثانيتهما عندما انطلق هذا التأثير عبر التخوم الجنوبية اليمنية للجزيرة المحاذية للربع الخالي، حيث تواكبت مظاهر حضارية شتى، ولا تزال في المنطقتين وذلك بالإضافة إلى باقي منطقة الخصيب إلى (بايل)، حيث تداولت أمم كلدانية وآشورية وحمورابية وبابلونية انحدت جميعها حسب أغلبية المؤرخين حتى الغربيين منهم من أقصى جنوب الجزيرة العرلابية مما يضفي على المناطق الثلاث طابعا خاصا أسيسته وحدة حضارية متكاملة وقد قدمت بحثا مطولا في الموضوع ضمن محاضرة ألقيتها بدعوة من (الديوان الأميري) في أبي ظبي في الثمانينات حول الوشائج الأثيلة بين شقي العروبة من الخليج إلى المحيط منذ أعرق العصور، وقد تعززت هذه النظرة العلمية بعد ارتفاع الحواجز الاستعمارية المصطنعة منذ أوائل السبعينات يوم استمعنا إلى أغنيات يمنية بلهجة محلية تفهمها سكان الأطلس رغم ما اعتورها من دخيل في الجانبين خلال الأجيال المتعاقبة وهذه الحقيقة تفند ما زعمه (ابن خلدون) نقلا عن (ابن حزم) من عدم دخول العنصر الحميري إلى المغرب الكبير بدعوى عدم إشارة مؤرخي مصر إلى مرور (افريقش الحميري) بدلتا النيل، وهو وهم نستغرب وقوع ابن خلدون فيه بل إنه يحمل في طياته دلالة على عراقة الأصالة بين المغرب وصحرائه لأن افريقش هذا قد اجتاز (بحر القلزم) (البحر الأحمر) ليصل من اليمن إلى أقصى تخوم الصحراء المغربية.
كانت بلاد الحجاز تابعة للماليك قبل انصياعها للعثمانيين في عهد (الشريف بركسات) في حين لم يمتد الحكو العثماني على غرار المغرب إلى أرض نجد التي قيض الله آل سعود لكفالة حريتها وحرية سواحل الخليج العربي بكامله ففي نفس الوقت الذي كانت (الأستانة) تحاول بسط نفوذها على (الأحساء) مستغلة الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية انبرى آل سعود معززين بحركة الإمام محمد بن عبد الوهاب لإصلاح هذا المجتمع ونشر بذور الوحدة والقضاء على عصبيات الجاهلية الجهلاء التي شجعها العمال العثمانيون فكان في طموحاتها الانفصالية حتفهم لأنها استحالت إلى عشائر تسلب وتنهب، جاعلة من قرى ومدن الجزيرة وطرقها وشعب قوافلها طعمة لغاراتها كما فعل الاستعمار الغربي في المغرب الأقصى عندما كان يبث سمومه منذ نفس الفترات لبث الشقاق والفتنة وإثارة القبائل ضد الأسرة العلوية الحاكمة التي استطاعت مثل المملكة السعودية أن تعزز تحريرر المغرب من قيود العثمانيين ومن سيطرة (الإيبيريين) على جيوب ساحلية وذلك بفضل اعتصامهما بروح إسلامية أسيستها عروة السلفية الوثقى والشعور الفياض بضرورة ضمان وحدة الكيان وبذلك تأصلت منذ ثلاثة قرون في شقي العروبة من الخليج إلى المحيط مملكتان عربيتان إسلاميتان قدر لهما أن تنطلقا في ظروف متواكبة.
 
فعندما كان الأشراف بالحجاز والأدارسة في (عسير) كان مقرن بن مرخان النجدي يبسط سيادته على الأحساء وقطر والقطيف وهو جسد الموانعة الأسرة المعروفة في (نجد) والتي أسست (إمارة الدرعية) فتجاوز سلطانها حدود (نجد) منذ طليعة القرن الثاني للهجرة حيث ظهر محمد بن سعود بن محمد بن مقرن أمير الرياض وانبرى معه مجدد المذهب الحنبلي محمد بن عبد الوهاب لاستئصال الفوضى الفكرية والسياسية التي حادت بهذا المجتمع البدوي عن سنن الشريعة في خضم لا قانون له في المعاملات والأقضية والأحكام، وزاد الطين بلة تطاحن الأمراء في سبيل السطو على الجار – على نسق أمراء الطوائف- قتلا وسبيا وهتكا للأعراض في نعرة قبلية نكراء استعر أوارها داخل بلاد (نجد) نفسها وربما أكثر من غيرها فلم يستطع آل عثمان رغم قواهم العارمة الحد من هذه البلبلة التي تمكنت قوتان فتيتان من إحالتها إلى مهادنة ومؤاخاة عندما ازدوجتا في وحدة عززت الدنيا بالدين في شخص الزعيمين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ومن هذه الزاوية يجدر أن نقرر قدر الانبعاث الذي حققه العلويون بالمغرب الأقصى والسعوديون في الجزيرة العربية والذي أعاد للشريعة صولتها وللحرية أبعادها وللمناطق المشتتة وحدتها وللعمران رصانته وللكيان أصالته مما مكن لجزيرة العرب أن تجمع شتاتها لأول مرة منذ العهج العباسي لمواجهة تحديات العصر في أقدس مكان في الدنيا ! وكانت هذه الأشتات المبعثرة تتطاحن في أنين موصول تحت وطأة نواب السلطان العثماني أحمد الثالث (1115هـ/1143هـ) في نفس الوقت الذي كان آل عثمان يشددون الضغط على المغرب الأقصى أواخر العهد السعدي.
وقد شجعت ضربات الأتراك، قيام انفصاليات بالمغرب تحت شعارات مفتعلة: عبد الله أعراس في الحسيمة والخضر غيلان في الهبط والدلائيون في الأطلس الأوسط وكروم الحاج في مراكش والحوز وأبو حسون بودميعة بسوس والأطلس الصغير، فقيض الله لهذه الأمة السلطان المولى إسماعيل – وكان سلفه قد انبثقوا مستقدمين في ترحاب وإجلال من (ينبع النخل) في الجزيرة العربية – لتحرير المغرب من شوائب المغير الأجنبي وخاصة البرتغاليين والأسبان بإجلائهم عن بعض الجيوب التي اقتطعوها من سواحل المغرب فانعتقت المهدية عام 1092 هـ وطنجة عام 1095 هـ والعرائش عام 1101 هـ واستمر نضال الأمير البطل قرابة ربع قرن (1083 هـ/1111هـ) تكلل – إضافة إلى تحرير حواضر استراتيجية – باستئصال الإمارات الطائفية الخمس ورفع علم الوحدة من جديد شمالا وجنوبا إلى تخوم النيجر بأقصى الجنوب.
ومن غريب الصدف أن يكون الأمير محمد بن سعود قد تولى إمارة (الدرعية) عام 1139 هـ /1726 م في نفس السنة التي توفي فيها زعيم الوحدة المغربية المولى إسماعيل بعد أن استكمل كيانها في الشق الغربي للعروبة ! فيما انبرى ابن سعود لاستتمام وحدة الكيان الشرقي ! وقد قام في نفس السنة (1139 هـ/1786م) ابن الطيب الصميلي الشركي برحلة ضمن ثلاث توجد نسخة فريدة منها في خزانة "ليبك" بألمانيا الشرقية، بينما سبقتها رحلتان قبل عامين لعبد الله بن أحمد الروداني، وأحمد بن أبي عسرية الفاسي
 
ولعل من سر القدر أيضا أن يعزز هذان الاتجاهان الوحدويان السلفيان في الوطن العربي بل في قلب العالم الإسلامي منذ عام 1160هـ / 1747م باتصال الأمير محمد بن سعود بالشيخ محمد بن عبد الوهاب في نفس السنة، وظهور سلطان المغرب ومجدد السلفية محمد بن عبد الله بن إسماعيل بعد سنتين (1162هـ/1749م) للحد من النطاقات المفتعلة التي تبعدنا عن أصالة الفكر الإسلامي السمح البسيط ويكفي أن نستجلي بعض روائع الدعوتين(1).
لنلمس مدى تلاحم الصحوة السلفية في البلدين !
ولكن بالرغم عن قيام حواجز مصطنعة إبان الإيالات العثمانية بالمغربين الأدنى والأوسط فقد ظلت الصلات وثيقة بين شعب المغرب المسلم ومهد النبوة وظهرت طريقة سنية حمل رايتها الصوفي أبو محمد صالح دفين آسفي منذ القرن الثامن الهجري اقتصر شعارها على ترحيل الحجيج من المغرب إلى الحرمين وتوفير النزلات ومتطلبات السفر على طول المراحل. وكان هؤلاء الحجيج يتواكبون طوال السنة في الجادات والسبل الكبرى عبر الصحراء ضمن (الركب الصالحي)، وكانت القوافل تنحدر من السودان الغربي وشنقيط لتتجمع بسلجلماسة أو مراكش ومنها عبر ما سماه (تالرحالة ابن المليح) بطريق الفقهاء أي فقهاء عالم المدينة المنورة مالك بن أنس انحيازا عن تجمعات الخوارج في المناطق المجاورة.
غير أن هذا المسار الذي وحدت مراحله فيالق الجيوش الإسلامية منذ الثلاتينات الأولى من الهجرة النبوية قد تجددت دعاماته بعد طول سبات مفتعل قبل عام 1182هـ/1768م فاستوثق الرباط التليد مع منبثق الرسالة ومنطلق الوحي.
ذلك أن السلطان المولى عبد الله بن المولى إسماعيل عمل مننذ عام 1155 هـ على إمداد الحرمين الشريفين برصيد مزدوج فكري ومالي تبلور في 23 مصحفا محلى بالذهب ومرصعا بالدر والياقوت (في ضمنه المصحف العقباني أي مصحف عقبة بن نافع الذي توارثه ملوك المغرب بعد المصحف العثماني) وفي سبعمائة حصاة من الياقوت واستطاع نجله محد الثالث بفضل سطوه على البحر المتوسط وصده غارات أوربية وأمريكية على الشواطئ الليبية في المغرب الكبير – أن يجهز ركب الحاج المغربي بهدايا ثمينة ومال جم وجوائز سنية وخيول مسومة قد طهمت بالسلاح الشاكي دعما للنضال الإسلامي ضد الجهل والفقر ! وقد عمت البادرات والعطاءات السلطانية بلاد الإسلام كافة منذ عام 1182 هـ حيث تم افتكاك ألف وستمائة جزائري كانوا في قبضة الإسبان لاستكمال فداء أربعين ألف أسير مسلم على رأس الألف الهجرية بعد المائتين (عام 1200هـ) وقد بلغت الأرصدة الممنوحة من المغرب للحجاز واليمن وحدهما عام 1199 هـ ثلاثمائة وخمسين ألف ريال بالإضافة إلى الحقاق المختومة الخاصة بقادة السيف والقلم وهو مبلغ باهظ بالنسبة لذلك العصر !
ولعل من مميزات هذا الإشعاع إسهام المرأة المسلمة في المملكتين في دعم الدولة والدعوة معا وذلك في شخص زوجة الأمير محمد بن سعود وزوجة السلطان المولى إسماعيل وجدة محمد الثالث فقد دعمت الأولى الوصلة بين زوجها والشيخ محمد بن عبد الوهاب وشدت من عزيمة الزعيم السعودي في الكروب والملمات أمام تحديات الأعداء وأمست والثانية وهي الأميرة خناثة بنت بكار سندا لزوجها في النكبات ومستشارا مسددا في شؤون السياسو والدين، وقد حفظت لنا وثائق القصور الملكية نسخة (الإصابة) للحافظ ابن حجر حافلة بهوامش وتعاليق رصينة بخط
صنف المولى محمد بن عبد الله عدة كتب لدعم السلفية السنية منها: 1) الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية وهما: صغرى جمعها من الصحيحين ومسند أبي حنيفة وموطأ مالك، وكبرى أضاف إليها مسندي الشافعي وابن حنبل وشرحهما بنفسه (المكتبة الحسنية بالرباط (524/7070/7140/9450/ المكتبة العامة بالرباط (1985 د/1408د). 2) الجامع الصحيح الأسانيد المستخرج من ستة مسانيد (أربعة أسفار في خزانة جامع القرويين (ل 40/747/ المكتبة الحسنية 1708).
الأميرة التي قامت شخصيا برحلة إلى الحجاز عام 1143هـ/1730م(2).
فاستعرضنا لمجالات هذا التجديد المزدوج في البلدين يرجع إذن إلى فترة بدأ العالم الإسلامي يغط خلالها في ركود وجمود عارمين كنتيجة لتألب الأحلاف الصليبية والحركات الإستعمارية الناشئة ضد الإمبراطورية الإسلامية.
ولن نستطيع – مهما حاولنا- استيفاء الملامح البارزة في شخصية المجدين العظيمين المولى إسماعيل ومحمد بن سعود:
 
لقد وفق الأمير ابن سعود في عمارة الصحراء وتحرير الإنسان العربي عن كل مؤثر أو مؤشر أجنبي مهما كان نوعه بتأسيس نواة هذا الاستقلال منذ أزيد من ثلاثة قرون أصبحت المملكة السعودية بعدها المحور المحرك بين قارتي آسيا وإفريقيا !
ولعل المغرب الأقصى قد ساند هذه الصحوة السعودية ومهد لها – دون قصد- عندما زحزح البرتغاليين من الخليج قبل ذلك بقرن ! فقد كان البرتغاليون ينيخون بكلكلهم الصليبي على الخليج فلم يستطع أساطيل الدولة العثمانية زعزعتهم عام 945هـ/1538م فانسحب آل عثمان مضطرين إلى مياه البحر الأحمر وطفق الاستعمار البرتغالي ينهش ويحز في كيان الاقتصاد العربي الإسلامي بالمنطقة فانكمشت الموارد وعم الفقر واقفرت الموانئ بانهيار المراكز التجارية واخنل توازن كفتي الاقتصاد وهما الصناعة والزراعة في حين اشتدت وطأة العمال العثمانيين في فرض الجبايات المختلفة مما أدى إلى استفحال بواعث الانحلال والتمزق ومرارة الكيد والعسف والابتزاز وهنا انبرى المغرب الأقصى ليحقق ما عجزت عنه دار الخلافة العثمانية في صراعها ضد الصليبية وكان ذلك عام 986هـ/1578م عندما انتصر المغرب على التكتل الصليبي الذي ضم جنود أوربا والفاتكان في (معركة وادي المخازن) حيث قتل زعيم الحركة الاستعمارية البرتغالية الدون سيبستيان Don Sebastien ومسحت بلاد البرتغال من خريطة أوربا طوال اثنتين وستين سنة واندمجت في إسبانيا فانهيار قاعدته في القارة الأوربية وتفتت إمبراطورية البرتغال البحرية التي لم تستعد استقلالها المحدود إلا عام 1050هـ/1640م، وقد تنفس الحجاز الصعداء وبدأت الجزيرة العربية تستعيد ثروتها ورغدها رغم الفوضى القبلية إلى أن قامت حاضرة الرياض السعودية. ولما تمض على التحرر عقود من السنين – فعززت وحدة الجزيرة في تحرر موصول من الحكم العثماني كما حرر المغرب لابعض جيوب الاستعمار وأعاد لأسطوله في المتوسط صولته حتى خطبت وده أساطيل الدنمارك والسويد وبريم وهامبورغ بدفع إتاوة سنوية إلى المغرب لحمايتها من سطوة القرصنة الدولية في البحار، وقام هذا الأسطول فيما بين 1171هـ/ و1204 هـ سدا منيعا في وجه الغزو الأجنبي وكانت الإمبراطورية العثمانية في طريق الأفول فتقلصت بذلك المعارك الدامية بين الإسلام والنصرانية وخلفتها قرصنة الجمهوريات القائمة على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
* * *
ولم يكن صدى الحركة الوهابية قد وصل آخر القرن اثاني عشر الهجري إلى المغرب الذي كان ملوكه يولون اهتماما خاصا لكل شاذة وفاذة عن ماجريات الجزيرة قلب العروبة النابض ولذلك ما كاد المولى سليمان بنه السلطان المولى محمد بن عبد الله يعتلي أريكة العرش المغربي عام (1206هـ/1791م) أي قبل وفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بسنة واحدة (1206هـ/1792م) حتى حقق الوصلة بين السلفية العلوية والسلفية الوهابية في سند متتابع الحلقات ستكلل مزاهره في عام 1406 هـ بمرور قرنيني كاملين على هذه الانبعاثة المزدوجة، فقد وصل كتاب الأمير عبد الله بن سعود(3) إلى فاس وكان قد وجه خطابات مماثلة إلى الآفاق كالعراق والشام ومصر وباقي بلاد المغرب الكبير "يدعو الناس إلى اتباع مذهبه والتمسك بدعوته فاهتم المولى سليمان بالأمر رغم مواجهاته ضد الأحلاف الصليبية الأوربية التي حالت خلال عقدين من السنين دون تركيز الصلة مع العالم الإسلامي عامة والمملكة السعودية خاصة، وأولى عناية كبرى بالفكر الفلسفي الوهابي عندما بدأ العثمانيون يهاجمونه في مناوشات استعرت في انتفاضة قاسية ضد الوهابية خلال ست سنوات من 1229هـ/1813م إلى 1235هـ/1819م ولم يسع سلطان المغرب لا أن يوجه عام 1226 هـ نجله الأمير إبراهيم إلى الحجاز، في ركب حافل ضم جماعة من علماء المغرب وأعيانه مثل الفقيه العلامة القاضي أبي الفضل العباس بن كيران والفقيه الأمير بن جعفر الحسني الرتبي والفقيه العلامة الشهير أبي عبد الله محمد العربي الساحلي وغيرهم... وقد لاحظ الوزير محمد أكنسوس في تاريخه (الجيش العرموم) أن الأمير ورفاقه "قضوا مناسكهم وزياراتهم على الأمن والأمان والبر والإحسان.. ما رأوا من الأمير ابن سعود ما يخالف ما عرفوه من ظاهر الشريعة وإنما شاهدوا منه ومن أتباعه غاية الاستقامة والقيام بشعائر الإسلام من صلاة وطهارة وصيام ونهي عن المنكر الحرام وتنقية الحرمين من القادورات والآثام التي كانت تفعل بها جهارا من غير نكير.." وقد جرت مناظرة بين وفد علماء المغرب والأمير عبد الله بن سعود فلوحظ توافق وجهات النظر في القضايا التي طرحت وكان يظن أنها محط خلاف كالاستواء الذاتي المستلزم لجسيمة المستوي وحياة الأنبياء في قبورهم وزيارتهم ومنع العامة الذين يشركون العبودية بالألوهية ويطلبون من الأموات أن تقضي لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية. وكانت كلمة الأمير السعودي الجليل موضوع تقدير حيث أكد "أن سبيل الزيارة الاعتبار بحال الموتى وتذكر مصير الزائر إلى ما صار إليه المزور ثم يدعو له بالنغفرة ويستشفع به إلى الله تعالى ويسأل الله تعالى المنفرد بالإعطاء والمنع بجاه ذلك الميت إن كان ممن يليق أن يستشفع به، ثم واصل الأمير حديثه حسب الرواية المغربية عن شهداء عيان قائلا: "هذا قول إمامنا أحمد بن حنبل رضي الله عنه ولما كان العوام في غاية البعد عن إدراك هذا المعنى منعناهم سدا للذريعة".
وقد استقى أبو عبد الله محمد أكنسوس هذا الحديث الأميري القيم بكل أمانة ممن حضر، وقارن بين تقولهم فكانوا جميعا وفق نظر ابن سعود مما زاد الروابط وثوقا بين المملكتين رغم دسائس خصوم الوحدة الإسلامية الحق.
ولا بدع فقد كان المغرب منتدى الفكر السني، أصدر ملكه المولى سليمان- فيما أصدر من ظهائر ومراسيم- رسالة ضد المواسم المبتدعة ودعا الناس إلى العودة لنهج السلف الصالح مع موالاة الإجلال والتقدير لكل تصوف سني على غرار الحافظ ابن تيمية في فتاواه الرصينة التي عرف كيف يميز فيها بين الصوفية وأدعياء التصوف.
 
وقد سجن السلطان الصوفي الكبير مولاي العربي الدرقاوي ست مرات عندما تراءى له من أمره ما لم يتفق وظاهر السنة كما أوقع والده المولى محمد بن عبد الله عام 1119هـ بزاوية أبي الجعد وهم عرب عمريون ثم تراجع عند التأكد من براءتها وقد والى المولى سليمان إكرامه لمن صلح من الصوفية كآل الشرادي المعاقلة غربي مراكش إلى أن أظهر أحد الحفدة وهو المهدي الذي حاد عن نهج العلم واتخذ – كما يقول صاحب (نشر المثاني) شيئا من كتب العلم من غير أن يكون له فيه يد تعتبر ثم تظاهر بمعرفة السيمياء والحدثان فازداد ناموسه وتمكن من جهلة قومه فاضطر السلطان إلى الإيقاع بزاويته حسما لتوالي التحديات والابتداعات، ثم أوقع السلطان المولى عبد الرحمن عهد إليه المولى سليمان بالملك بدل أولاده لعلمه وفضله. بزعيم آل الشراذي لادعائه المهدوية وآب ذووه إلى الرشد فأمسك السلطان عن قتلهم وكان وقافا عند الحق دائرا مع الشرع حيث دار".
وهذا التراكب بين الدين والدنيا قد تبلور خلال العهد السليماني- على غرار ما تم في نفس الفترة في المملكة السعودية برد الفروع إلأى أصولها وإجراء الخلافة على قوانينها وإقامة العدل(4) وحسن رعاية الشعب وتوفير الرغد الاقتصادي بنمو الماشية والمحاصل الزراعية واتساع آفاق الثقافة، وبذلك تحققت ثلاثة محاور لنشر الفكر الإسلامي الصحيح وتطوير الاقتصاد والإسهام في صد الزحف الصليبي على الإسلام.
وشاءت إرادة الله أن تتواكب العروض الجغرافية للصحراء العربية شرقا مع عروض الصحراء الغربية على طول المحيط الأطلنطيكي في وحدتين متراصتين دعمتهما البيعات المتوالية في البلدين الداخلة مع المدينة والرياض والكويرة مع مكة وطرفاية مع تبوك وخيبر مع العيون.
كما شاء القدر أن يتعاصر في المملكتين طوال عشرين سنة (1932-1953م) مجددان فذان هما جلالة المرحوم محمد الخامس وجلالة المرحوم عبد العزيز بنسعود الذي وحد المملكة وجدد معالمها منذ أربعين سنة.
ورغم الانفصام الموقوت الذي أوقف المد الحضاري بين المغرب وصحرائه برهة من الزمن فإن جلالة الحسن الثاني- على غرار أخويه الملكين فيصل وخالد ابني الأمير عبد العزيز – قد أعطى انطلاقة حاسمة لهذا المسار فحقق في عقد من السنين ما لم تنعم به الصحراء طوال قرون.
وفي هذه الآونة أحال آل سعود الميامين صحراء المملكة إلى حقول امتازت عن باقي الصحراء العالمية بمزاهرها التي تغطي أرضا يتفجر الغيم فيها عن آنداء مبللة فتستحيل قحولتها إلى خصوبة فياضة بالعشب والكلأ يضفى المناخ الساحلي على جنباتها الرطبة الحارة اخضرارا كثيفا أينعت في بحبوحته واحات كانت قبل الكشف عن البترول عام 1365 هـ/1945م أغنى مناطق المملكة الأربع، وهذا أولا الحجاز الممتد من السهل الساحلي على طول البحر الأحمر إلى الحاجز الجبلي الحامي للحرمين وثانيا (عسير) المستطيلة في امتداد جنوبي الحجاز إلى اليمن حيث ترتفع القمم في تخومها إلى ثلاثة آلاف مثر وثالثا منطقة نجد بحاضرتها الرياض مهد الوهابية وعاصمة المملكة السياسية وتكتمل لبنات هذا الهيكل بناحية (الأحساء) المحاذية للخليج العربي حيث نبعت آبار النفط وأينعت أعظم الحقول الزراعية.
صحراوان عربيان يسيران في خط حثيث ليصبحا المدد الفياض للعروبة والإسلام من المحيط إلى الخليج !
وهو مد تكفل ازدهاره معاالم مطردة كيفت نوى الاستقرار العمراني الذي بدأ يزحف بصورة لا مثيل لها في العالم إرساء للبدو الرحل في قرارات ثابتة كيفت المجتمع البدوي الذي حقق طفرة لم يعرفها منذ عشرات الأجيال.
وكفى آل سعود فضلا أن تحققت في عهدهد وعود ربانية جعلت من أرض النبوة ومنبع الرسالة منطلقا لتطور مادي وروحي أينعت مجاليه باليمن ومجالاته بالرغد الآمن والثراء الكامن كما امتدت جذور مملكة الحسن الثاني في فترة قياسية متحدية عوادي الزمان ونوائب الحدثان في تواكب مع معطيات الحضارة العلمية الحديثة ومبادئ القرآن !
وقد عرف جلالة الملك فهد بن عبد العزيز كيف يحلل(5) ويركز معطيات الفكر الإسلامي النابعة من دعوة الإمام محمد بن سعود والتي تبلورت بعد ثلاثة قرون متمثلة في التزام المملكة بالشريعة الإسلامية ومشاركة العالم الإسلامي محنه وهمومه والدعوة إلى مبادئ القرآن الذي لا يتعارض مع العلم بل يحث على البحث عن المعرفة الحق في منجزات تواكب الحضارة المعاصرة.
* * *
 
وتعزيزا لهذا المسار الموصول بين المملكتين نورد مسردا لأزيد من عشرين رحلة مع التنصيص على وثائقها اليبليوغرافية قد رتب فيها علماء مغاربة أفذاذ روائع المثالث والمثاني خلال القرنين الحادي عشر والثاني تليها عشر رحلات في فترات لاحقة يجمع ما انتثر من عناصر فكرية وحضارية حول البلدين من شانها أن تسلط الأضواء على جوانب ظلت غامضة أو محدودة، في علاقات المملكتين وقد عززناها برحلات قام بها أصحابها منذ عهد المرابطين كاين العربي المعافري في القرن السادس وابن جبير وابن سعيد المغربي وأبي القاسم التجيني السبتي ومحمد العبدري، في القرن السابع وابن جزي وابن رشيد ومحمد الرعيني ةالفاسي وابن بطوطة في القرن الثامن ومحمد بن سليمان الجزولي في القرن التاسع وعبد الله الوردي المراكشي في القرن العاشر وذلك بالإضافة إلى ما سجله رسل الفكر بين البلدين(6) خلال ألف عام في مذكرات ورسائل.

مسرد الرحلات خلال القرون الثلاثة:
1 – محمد بن أحمد بن مليح السراج له رحلة حجازية اسمها (أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب وسيد الأعاجم والأعازب).
ارتحل من مراكش عام 1040 هـ-1630م صحبة الركب الحجازي (نسخة بالمكتبة الكتانية في عشرة كراريس عدد 3152) وقد حققها الأستاذ محمد الفاسي.
وقد صحب ابن مليح هذا على بن عبد القادر الشرقي باشا السودان (أي السودان الغربي أو السنغال الحالية) الذي ترأس ركب حجيج السودان حيث كانت مواكب الحجيج تتجمع في دكار إلى سجلماسة او فاس لتأليف قوافل مشتركة.
2 – عبد الله بن محمد بن أبي بكر أبو سالم العياشي (المتوفى عام 1090هـ/1679م)، له رحلة اسمها (ماء الموائد) في مجلدين طبعت بفاس عام 1316 هـ-1898م ورحلة أخرى سماها (تعداد المنازل) (نسخة بخزانة الشيخ عبد الحفيظ افاسي).
3 – أحمد بن محمد أحزى الهشتوكي له رحلة اسمها (هداية الملك العلام إلى بيت الله الحرام وزيارة. النبي عليه الصلاة والسلام) قام بها عام 1096هـ- 1684 م (توجد نسخة بخط المؤلف بخزانة تمكروت رقم 276).
4 – محمد بن محمد المرابط الدلائي الفاسي (المتوفى عام 1099هـ-1687م له (الرحلة المقدسة) (في 136 بيتا) ذكر فيها منازل الحج من فاس إلى المدينة المنورة.
5 – محمد بن عبد الله الولاتي الشهير بمولاي الشريف المتوفى عام 1101 هـ- 1689م له رحلة ربما ضاعت (الإعلام للمراكشي ج 5 ص 48).
6 – الحسن اليوسي جمع رحلته ولده محمد وقد قام بها عام 1101هـ-1689م (توجد نسخة منها في المكتبة الحسنية بالرباط عدد 2343).
7 – أحمد بن عبد القادر بن علي القادري المدعو علال (المتوفى عام 1133 هـ- 1721م، له رحلة سماها (نسمة الآس في حجة سيدنا أبي العباس) (أي أحمد معن الذي رافقه إلى الحج عام 1100هـ-1689 م (توجد نسخة في المكتبة الحسنية بالرباط عدد 87 87 وكراريس في الخزانة الفاسية).
8 – عبد الواحد بن الصنهاجي السوسي (المتوفى عام 1135 هـ/1722م) له رحلة ذكرها الشيخ الحضيكي في الطبقات.
6) كتبت بحثا مطولا في هذا المجال نشر في كتابي (معطيات الحضارة المغربية).
9 – عبد الله نبن أحمد أبو مدين الروداني الدرعي (المتوفى 1137هـ/1723م) له رحلة حجازية (نسخة بخزانة تمكروت في مجلد).
10 – أحمد بن أبي عسرية الفاسي الفهري (المتوفى عام 1137هـ/1723م) له رحلة حجازية نقل عنها صاحب (نشر المثاني) في ترجمة إبراهيم بن محمد الشاوي السريفي.
11 – محمد بن عبد القادر الإسحاقي الجيلالي المتوفى عام 1150هـ/1737م) له رحلة قام بها عام 1143هـ/1730م مع الأميرة خناثة بنت بكار أم السلطان مولاي عبد الله بن المولى إسماعيل العلوي (تقع في مجلدين يوجد الأول بخزانة جامع القرويين عدد ج ل 80- 383).
12 – محمد بن منصور العامري التازي (المتوفى حوالي 1170هـ/1756م) له (الرحلة العامرية) وهي همزية في وصف المراحل إلى الحرمين ضمن 335 بيتا، وقد قام بها عام 1152 هـ (توجد نسخة بالمكتبة الأحمدية السودية بفاس ونسختان بمكتبة محمد المنوني بمكناس إحداهما بخط المؤلف) وقد نشر الأستاذ المنوني نص هذه الرحلة في كتابه (ركب الحج المغربي ص88).
13 – محمد بن الطيب الصميلي الشركي المتوفى بالمدينة المنورة عام 1170 هـ/1756م له ثلاث رحلات منها واحدة قام بها عام 1139 هـ/1726م توجد نسخة فريدة منها في خزانة (اليبسيك) بألمانيا الشرقية.
14 – أحمد بن عبد الله الغربي الدكالي الرياطي المتوفى عام 1178هـ/1764م رحل إلى المشرق عام 1140هـ/1727م وأخذ عن شيوخ الحرمين وطار صيته في الحجاز.

– محمد بن عبد السلام ابن ناصر (المتوفى عام 1239هـ/ م) له (الرحلة الكبرى) في سفرين رحل عام 1196هـ/1781م اختصرها عباس بن إبراهيم المراكشي في كتابه (الإعلام.. ص 193- 233) وتوجد نسخة في مكتبة تامكروت في جزء ضخم ونسخة بالمكتبة العامة بالرباط عدد 2327 (النصف الأول) والمكتبة الحسنية بالرباط (عدد 147).
وله رحلة صغرى قام بها عام 1211هـ/1776م (مجلد وسط في الخزانة الودية بفاس).
16 – إبراهيم السوسي العيني (المتوفى عام 1199هـ/1784م) له رحلة في مجلدين عثر على نصفها بخط المؤلف في قرية داود بتزنيت جنوبي المغرب.
17 – محمد بن عثمان المكناسي وزير السلطان المولى سليمان (1202هـ/1787م) له (إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام وزيارة القدي الشريف والتبرك بقبر الحبيب) نسخة في مكتبة النقيب ابن زيدان ضمت إلى المكتبة العام بالرباط.
وهناك رحلات مغربية شتى تم منها في القرن الثاني عشر بخصوص علماء سوس وحدهم رحلة أبي مدين اليبوركي ورحلتا أحمد أحوزي الكبرى والصغرى ورحلة عبد الواحد بن الحسن الصنهاجي وغيرهم تليها عشر رحلات منذ ذاك لأصحابها:
1 – عبد المجيد بن علي الزبادى المنالي الفاسي المتوفى (عام 1209هـ/1794م) له رحلة سماها (بلوغ المرام بالرحلة إلي بيت الله الحرام) (نسخة في المكتبة العامة بالرباط رقم 1808 د (184 ورقة) وأخرى بالخزانة الفاسية بفاس.
2 – محمد بن محمد التامراوي (المتوفى عام 1285هـ/1868م) له رحلة قام بها عام 1242 هـ أوردها بنصها محمد المختار السوسي في (المعسول) ج 8 ص 198 – 213).
3 – العربي بن محمد الدمناتي له رحلة ذكرها أبو عيسى المهدي بن سودة في ترجمته من فهرسته وقد رحل قبل 1244 هـ/1828م (وهي تعد مفقودة).
4 – أحمد المصطفى ابن طوير الجنة الشنجيطي له رحلة المنى والمنة) قام بها عام 1245هـ/1829م.
5 – أحمد بن علي بن محمد دينية الرباطي (المتوفى عام 1282هـ/1864م) له رحلة قام بها عام 1267هـ/1850م ذكرها حفيده في كتابه (النسمات الندية) (طبعة البراط (عام 1936 م- 1355هـ).
6 – أحمد بن العربي ابن حسون الوزاني له (الرحلة الوزانية الممزوجة بالمناسك المالكية) (8 كراريس) وقد رحل عام 1269هـ/1852م.
7 – إدريس بن عبد الهادي الشاكري (المتوفى عام 1331هـ/1913م) له رحلة في كراستين توجد نسخة منها في المكتبة العامة بالرباط عدد 1115 د وأخرى في مكتبة الكلاوي وقد حج عام 1288هـ/1871م وتوفي بالحجاز في رحلة ثانية.
8 – محمد بن الحسن السبعي له رحلة قام بها عام 1310هـ/1892م (نسخة بمكتبة الكتاني الملحقة بالمكتبة العامة بالرباط.
9 – عبد السلام بن محمد العطي السرغيني العمراني المراكشي له رحلة قام بها مع شيخه سيدي محمد الكتاني عام 1321هـ/1903م توجد نسخة منها بخزانة الشيخ عبد الحي الكتاني الملحقة بالمكتبة العامة بالرباط.
10 – محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني (المتوفى عام 1345هـ/1926م) له (الرحلة السامية للأسكندرية والحجاز والبلاد الشامية) ألفها عام 1322 هـ/1904م (توجد منها سبعة كراتريس).
11 – محمد بن علي الطرابلسي المعروف بزغوان له رحلة اسمها (النفحات القدسية في الرحلة الحجازية (نسخة بالمكتبة العامة بالرباط عدد 1836 د (103 ورقة).
وقد تخللت هذه الرحلات وفود سلطانية رسمية كالتي وجهها السلطان محمد بن عبد الله في جولتين اثنتين قبل ان يموت عام 1204 هـ وقد بعث السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام وأولاده إلى الحجاز وزودهم بالمال الجم لأشراف الحرمين ورصد عشرة آلاف ريال لاقتناء حبس بمكة ومثلها المدينة.
وقد أسهم المغرب في التعريف بنهضة وانبعاث الجزيرة العربية في ظل آل سعود من خلال من جاور من المغاربة في الحجاز فقد طاف الكثير منهم في المعمور ونقلوا روائع الفكر الإسلامي العربي منذ القرن الخامس الهجري.
ونخص بالذكر من هؤلاء بعض رجالات القرن الحادي عشر الذي واكب ظهور الأسرة السعودية منهم:
1 – محمد بن محمد العقاد المكي (المتوفى عام 1030هـ/1620م) الذي تولى قضاء اليمن بتدخل من المنصور السعدي.
2 – محمد المجيدري اليعقوبي الذي كان أحد أربعة لم يبلغ أحد مبلغهم في القرن الثاني عشر وكانت له جولات في الجزيرة العربية وسائر أقطار الشرق.
3 – عبد الله السوسي الأديب الشاعر الذي استفاد من علماء الجزيرة ونقل نتاجهم إلى تونس.
4 – محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي الشاعر دفين المدينة المنورة (المتوفى عام 1311هـ/1893م) له تاريخ في علماء عصره افتتحه بشيخه علي بن طاهر الوتري مسند المدينة المنورة المتوفى عام 1261هـ/1322م) والذي زار المغرب مرتين (1287هـ/1297هـ) وأخذ من علماء مغاربة كثيرين وأحيا موات الرواية بالمغرب وأنعشها بالمشرق (الإعلام للمراكشي ج 7 ص 135 – مخطوط شخصي).
5 – محمد بن أحمد بن سالم الصباغ المكي توفي في رحلته إلى المغرب عام 1321هـ/1903م له (تحصيل المرام في اخبار البيت الحرام والمشاعر العظام (الإعلام للزركلي ج 6 ص 274/ ملحق بروكلمان ج 2 ص 815/ دار الكتب ج 5 ص 125).
 
شكرا على الموضوع الثري والمسهب أخ هانيبال عن نفسي من قبيلة أولاد عمران المعقلية أحد أصدقائي لديه دراسة عن التشابه الكبير بين اللهجة المغريية واللهجة الحجازية الأصيلة .حيا الله المملكتين الشقيقتين.
 

شكرا لك على الموضوع , حفظ الله المملكتين
 
قبل أن نركز بحثنا على وجود المملكيتن المغربية والسعودية على الساجة السياسية العربية والإسلامية منذ ثلاثة قرون يلذ لنا أن نشير في عرض موجز إلى نوع من التبادل الحضاري تم منذ ثلاثة آلاف سنة خلت بين شقي العروبة عندما تأسست أول مدينة كنعانية عربية بالمغرب عام 1101 ق.م. في بلاد الهبط التي أفردها ابن رشد برسالة خاصة وهي ليكس lexe التي سميت ليكسوس liscus في العهد الروماني وقد تحقق هذا التواصل في فترتين اثنتين أولاهما أيام امتداد النفوذ الكنعاني الفينيقي إلى الخليج وثانيتهما عندما انطلق هذا التأثير عبر التخوم الجنوبية اليمنية للجزيرة المحاذية للربع الخالي، حيث تواكبت مظاهر حضارية شتى، ولا تزال في المنطقتين وذلك بالإضافة إلى باقي منطقة الخصيب إلى (بايل)، حيث تداولت أمم كلدانية وآشورية وحمورابية وبابلونية انحدت جميعها حسب أغلبية المؤرخين حتى الغربيين منهم من أقصى جنوب الجزيرة العرلابية مما يضفي على المناطق الثلاث طابعا خاصا أسيسته وحدة حضارية متكاملة وقد قدمت بحثا مطولا في الموضوع ضمن محاضرة ألقيتها بدعوة من (الديوان الأميري) في أبي ظبي في الثمانينات حول الوشائج الأثيلة بين شقي العروبة من الخليج إلى المحيط منذ أعرق العصور، وقد تعززت هذه النظرة العلمية بعد ارتفاع الحواجز الاستعمارية المصطنعة منذ أوائل السبعينات يوم استمعنا إلى أغنيات يمنية بلهجة محلية تفهمها سكان الأطلس رغم ما اعتورها من دخيل في الجانبين خلال الأجيال المتعاقبة وهذه الحقيقة تفند ما زعمه (ابن خلدون) نقلا عن (ابن حزم) من عدم دخول العنصر الحميري إلى المغرب الكبير بدعوى عدم إشارة مؤرخي مصر إلى مرور (افريقش الحميري) بدلتا النيل، وهو وهم نستغرب وقوع ابن خلدون فيه بل إنه يحمل في طياته دلالة على عراقة الأصالة بين المغرب وصحرائه لأن افريقش هذا قد اجتاز (بحر القلزم) (البحر الأحمر) ليصل من اليمن إلى أقصى تخوم الصحراء المغربية.
كانت بلاد الحجاز تابعة للماليك قبل انصياعها للعثمانيين في عهد (الشريف بركسات) في حين لم يمتد الحكو العثماني على غرار المغرب إلى أرض نجد التي قيض الله آل سعود لكفالة حريتها وحرية سواحل الخليج العربي بكامله ففي نفس الوقت الذي كانت (الأستانة) تحاول بسط نفوذها على (الأحساء) مستغلة الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية انبرى آل سعود معززين بحركة الإمام محمد بن عبد الوهاب لإصلاح هذا المجتمع ونشر بذور الوحدة والقضاء على عصبيات الجاهلية الجهلاء التي شجعها العمال العثمانيون فكان في طموحاتها الانفصالية حتفهم لأنها استحالت إلى عشائر تسلب وتنهب، جاعلة من قرى ومدن الجزيرة وطرقها وشعب قوافلها طعمة لغاراتها كما فعل الاستعمار الغربي في المغرب الأقصى عندما كان يبث سمومه منذ نفس الفترات لبث الشقاق والفتنة وإثارة القبائل ضد الأسرة العلوية الحاكمة التي استطاعت مثل المملكة السعودية أن تعزز تحريرر المغرب من قيود العثمانيين ومن سيطرة (الإيبيريين) على جيوب ساحلية وذلك بفضل اعتصامهما بروح إسلامية أسيستها عروة السلفية الوثقى والشعور الفياض بضرورة ضمان وحدة الكيان وبذلك تأصلت منذ ثلاثة قرون في شقي العروبة من الخليج إلى المحيط مملكتان عربيتان إسلاميتان قدر لهما أن تنطلقا في ظروف متواكبة.
حتى نعلم صلة الترابط. الأسرة المالكة المغربية تنحدر من اشراف ينبع النخل في السعودية . و حكام منطقة جيزان السابقين الادارسة مهاجرين من المغرب العربي. يوجد اعداد كبيرة من السعوديين في الحجاز من أصول مغربية تعرفهم من أسماؤهم احيانا. الفاسي ، المغربي الخ.. و أحيانا اسر لا تحمل اسم مدينة ولكن يعرف اصلها المغربي.
حفظ الله الشعبين وحفظ المودة بينهما.
 
شكرا على الموضوع الثري والمسهب أخ هانيبال عن نفسي من قبيلة أولاد عمران المعقلية أحد أصدقائي لديه دراسة عن التشابه الكبير بين اللهجة المغريية واللهجة الحجازية الأصيلة .حيا الله المملكتين الشقيقتين.
نعم يوجد تشابه كبير ايضا مع لهجة اهل جازان
 
حتى نعلم صلة الترابط. الأسرة المالكة المغربية تنحدر من اشراف ينبع النخل في السعودية . و حكام منطقة جيزان السابقين الادارسة مهاجرين من المغرب العربي. يوجد اعداد كبيرة من السعوديين في الحجاز من أصول مغربية تعرفهم من أسماؤهم احيانا. الفاسي ، المغربي الخ.. و أحيانا اسر لا تحمل اسم مدينة ولكن يعرف اصلها المغربي.
حفظ الله الشعبين وحفظ المودة بينهما.
الترابط موجود والمودة ايضا...
أمة مسلمة من الخليج الى المحيط...
 
ما ان بدأت بقرأت الموضوع حتى رأيت عبارة " تأسست أول مدينة كنعانية عربية بالمغرب عام 1101 ق" فعدلت عن قراءة الباقي ، المهم بالتوفيق
 
عودة
أعلى