الامريكان امه حيويه. اكثر ما يعجبني فيهم انهم يمتازون بباراونيا صحيه من الموت على يد عدو اولا, او الموت فقراء ثانيا.
ادبيات اليوم لا تختلف كثيرا عن "الهلع الياباني" في الثمانينيات. كان الكل يبشر -و اولهم الامريكان- بحقبه نقود فيها تويوتا و نستمع لانغام الشامسين على الواك من في طريقنا لمشاهده فيلم لكوروساوا و تناول وجبة سوشي. كلها اضحت مبالغات.
امريكا استثنائيه في تاريخ البشر. و لا اقصد هنا انها معفاه من السنن الكونيه, بالعكس الشقوق واضحه لكل متابع و تزداد اتساع كل يوم. المقصد ان هذه القارة جيوسياسيا استثنائيه. غنيه فوق الوصف و آمنه لابعد حد, مهما بلغت تعاسة القياده من الصعب جدا الفشل حتى مع سابق الاصرار و الترصد. الاساس اصلب من الفولاذ.
اضف لها عقد اجتماعى فريد و مقدس, و تعزيز مستمر بخيرة المهارات من كل الكوكب, و تحصل على الغول الذي نعرفه اليوم. قد نرى انسحاب من المسرح العالمي -و الذي بدأ فعلا- و لكن مخطئ من يتنبأ بموت البطل, استراحه بسيطه قبل الفصل الثاني. يحضروني قول الداهيه معاويه عن الغربيين "إنهم لأحلم الناس عند فتنة.. وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة.. وأوشكهم كرة بعد فرة.. وأرحمهم لمسكين ويتيم وضعيف.. وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك"
و هنا نسأل من سيملأ الفراغ؟ الصين؟ اى موضوعى بيقول لك ان مشاكلهم تجعل ورطه امريكا تبدو كنزهه. و لا يوجد من يصدق ارقامهم المنشوره. التجربة الصينيه بدأت تبوش مع تباطؤ النمو و ظهور منافسين للتصنيع الرخيص و عجزهم عن خلق سوق استهلاكي داخل حدودهم. من المحير فعلا قدرتهم على ربط الثلاثه وحوش بعلم واحد حتى اللحظه. في دولة عاجزه عن اطعام نفسها الاحلام الامبراطورة ترف.
الشاهد ان الهيمنه الامريكيه باقيه لقرن على الاقل, و اي منافس مستقبلي بيحتاج اولا لاعاده رسم خارطته قليلا.