صناعة العملاء. بقلم عبد الستار بوشناق

إنضم
11 ديسمبر 2023
المشاركات
30
التفاعل
37 0 0
الدولة
Germany
صناعة العملاء.



صناعة العملاء هي عملية بشرية معقدة بكل تأكيد .

صناعة العميل ليست بهذا القدر من السهولة التي يظن الناس انها : مجرد دفع دولارات وانتهى الامر!


العميل غير الخائن من حيث الصفة والمهنة والواقع وان تشابهت نتيجة عملهما في النهاية .

العميل خائن حتما ! لكن الخائن ليس عميلا بالضرورة !

الخائن يدفع للخيانة باساليب مختلفة وتحت ظروف معينة .

لكن العميل : يصنع لخلق هذه الظروف او ليساعد في خلقها ليسهل مهمات غيره في صناعة الخونة !

***

صناعة العميل تمر بمراحل اساسية :

_ إختياره ( سنه , جنسه , خلفيته الاجتماعية , تحصيله العلمي , ثقافته العامة , طموحاته , مواهبه ,,, ,,, )

_ التدريب و صقل خبراته .

_ موقع عمله .

تقوم قنوات الاستخبارات التي جندته بعد اخضاعه لدورات مهنية و تدريبية في الوظيفة التي انيطت به برفعه للمكانة التي ينبغي ان يبدا منها عمله منها ما يتم سرا بحسب وظيفته المطلوبة ( علمية او سياسية , تنظيرية او تنفيذية ) وتقوم الفروع الاخرى التابعة لجهاز الاستخبارات هذا بمده بحاجاته اللازمة لانجاز عمله من ترقيات سريعة او تسلمه ملفات حساسة ومهمة او رسم مخطط عمله وحمايته خلال ذلك في كافة المراحل : تحت الاضواء او خلف الكواليس .


***

المرحلة الهامة والرئيسية : هي مرحلة الفعل و الانتاج ! اي تحقيق الاهداف أو المهمات الخاصة المطلوبة منه انجازها .مباشرة او بشكل غير مباشر .

وهي لب واقع وجود العميل والهدف من خلقه اصلا وخلالها يقوم بتنفيذ ( الجزء الهام من المخطط الذي اختير لاجله ) .

وخلالها تمارس الاجهزة الاستخبارية الراعية كافة اشكال التضليل ( الاعلامي او السياسي او غيره ) لتامين وصول عميلها للمرحلة المرجوة .


غالب العملاء الاذكياء او بدقة " المحظوظين " يتقاعدون مبكرا بعد انجاز مهامهم القصيرة ويتحولون للعمل العام بعيدا عن الاماكن التي شهدت آثارهم او كان لهم ضلع في حركة الاحداث فيها و قد ينزوون من الحياة العامة نهائيا او بالعكس يقتحمونها بقوة لتعويض جزء من كتمانهم او حياتهم غريبة الاطوار السابقة !

***


والمرحلة الاخيرة من صناعة العملاء :


حرق العملاء :

كثير من العملاء الناجحون في العالم يتعرضون لهذه المرحلة فكل العملاء الذين خدموا اجهزة استخبارات اجنبية ضد امتهم ان لم يعلنوا بانفسهم عن ذلك ويطلبوا الصفح من الامة عنهم والتكفير عن خياناتهم قبل القبض عليهم , يتعرضون لعملية كشف من قبل منافسيهم الذين ساهموا في صناعة النجاح او الفشل لهم في مرحلة من مراحلهم وبعد فترة الذروة هذه يقومون بعميلة التشهير والاحراق .

وهنا تصبح الخيارات ضيقة جدا امام العميل , وفي الغالب يتعرضون للقتل : اما من احد الاجهزة الامنية المنافسة . او وفي النادر من ابناء هذه الامة المخلصين .

و عندما تضيق الخيارات امام الاجهزة الامنية الراعية [ الام ] فإنها تقوم احيانا اذا وجدت ان الامور خارج سيطرتها بصناعة " شهيد " من العميل المقتول من قبل الاجهزة المنافسة او حتى في بعض الاحيان من قبل صانعيه انفسهم اذا كان يشكل عائقا امام بعض مخططاتهم المستحدثة ! ( هذه الطريقة يتميز بها الامريكان عن البريطان الذين يحافظون بقوة على عملائهم بعكس الفرنسيس الذين يهتمون بدرجة اقل بعملائهم حيث يعتمدون اسلوب صناعة الكتل الفكرية ( احزاب , منظمات , جمعيات ) وليس الشخصيات الفكرية ( الكارزمية ) وبالتالي فان نقص واحد في الكتلة لديهم لايشكل خطرا على برامجهم ومصالحهم ومخططاتهم ) و في هذه الحالة يقومون بقتله بانفسهم بعد تهيئة الظروف لاتهام مجهولين او جهات اخرى وذلك لاستخدامه حيا وميتا !

عبد الستار بوشناق ميونخ .10.05.2009
 

المرفقات

  • 152177848_453092452503613_7987332577776634850_n.jpg
    152177848_453092452503613_7987332577776634850_n.jpg
    26 KB · المشاهدات: 57
عودة
أعلى