* مقدمة :
تُعرف الاستخبارات ( Intelligence ) والتي تعني العقل والذكاء بأنها عملية جمع وتحليل ومعالجة المعلومات من أجل دعم صناع القرار تعمل على حماية الدولة من التهديدات الداخلية والخارجية.
يعتقد البعض أن علم الاستخبارات قرين للتجسس والحيل والمكائد فقط، بينما هو أوسع من ذلك بكثير، إذ يدور جوهر الاستخبارات حول جمع المعلومات وحمايتها ونشرها، لذا ظلت المعلومات الاستخباراتية تتصف بالسرية كواحدة من خصائصها الأساسية، وأجهزة الاستخبارات ضرورة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، أو إهمالها، أو إضعافها. فمهمتها كبيرة ومهمة وتتمثل في: حماية أمن الدولة، ومصالحها العليا في الداخل والخارج، وحماية أمن المواطن. ودورها لا يقتصر على الجانب السياسي؛ بل يمتد أيضاً إلى مواجهة التهديدات ذات الطبيعة الجنائية، فالأمن الوطني لأي دولة لا يتجزأ ولا يبدأ من حدودها الجغرافية أو إقليمها؛ بل يبدأ من محيطها الإقليمي والدولي، ولا تنتظر أي دولة أن تأتي التهديدات والمخاطر إلى عقر دارها أو عند حدودها، وهنا يأتي دور الاستخبارات الذي يكتشف المخاطر، أو المؤامرات التي تُحاك للدولة من أعدائها أو خصومها، أو من المنافسين الإقليميين أو الدوليين. أي على أجهزة الاستخبارات توفير المعلومات الشاملة العميقة المتعلقة بالظواهر والقضايا السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية، وتقديم خيارات وبدائل لصانع القرار للتعامل مع هذه القضايا.
* نشأة عمل الاستخبارات في السعودية:
قام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - بإستخدام العمل الاستخباري إبان معارك التوحيد التاريخية، فقد كان لا يقوم بأي تحرك عسكري إلا بعد أن يطَّلع -عبر عيونه الذين يرسلهم في محيط أعدائه- على الظروف السياسية والعسكرية للطرف الآخر كي يضع خططه المناسبة لتحقيق النصر. وبدأ اهتمامه بالاتصالات الحديثة ينمو ويتعاظم إلى أن أسس أول شبكة اتصالات لاسلكية عبر البلاد كان لها دور بارز في سرعة نقل المعلومات والأخبار منه وإليه، كما كان لها دور فاعل في العديد من الأحداث التاريخية المهمة داخل المملكة العربية السعودية.
ويعود نشأة الاستخبارات الى عام 1912م بعد تأسيس الملك عبدالعزيز للديوان السلطاني وانشاء الشعبة السياسية وتكليف الشيخ إبراهيم بن محمد بن معمر - رحمه الله - بمهام الإستخبارات الخارجية.
الشيخ إبراهيم بن محمد
التعديل الأخير: