المشكله ان مصر فعلياً أصبحت محاصره اقتصادياً خاصه بعد ضربات السفن في البحر الأحمر وحرب السودان ودخول أعداد مهوله وعدم كفاية ابار الغاز الموجوده وهذا ما قصدته بابتزاز مصر،، مصر كلامها كان واضح برفض تواجد إسرائيل عند معبر رفح ورفضت التعامل معهم لكن أعتقد حالياً فيه ضغوط كبيره جداً على مصر باستخدام الملف الاقتصادي..أتحفظ على مصطلح 'ابتزاز' لا يمكن أمنيا أو عسكريا و بكل موضوعية ابتزاز مصر.و بالحديث عن مصر , لا يمكن التكلم بفصل جزء عن السياق العام , بالتالي..نعود الى تفاصيل الاجتماعات الأمنية والقيادية قبل 3 أشهر..والتي كانت تتمحور حول عملية رفح و آفاق الحرب في غزة والظروف الجيوسياسية الخاصة جدا التي تمر بها المنطقة..عند الأخذ بالاعتبار مواقف اللواء أسامة عسكر و اللواء عباس كامل وباقي المواقف التي حدثت و تم نقل بعضها الى الصحافة المصرية على اختلاف توجهاتها السياسية (بشكل غير مباشر) يمكننا استنتاج أمور عدة أذكر أهمها :
دولة مصر تتعرض الى "الهرسلة" عسكريا من قبل الجيش الاسرائيلي منذ تاريخ 11 أكتوبر.
فشلت معظم العمليات التنسيقية في ايجاد تبريرات منطقية لهذه الحوادث وبل لم تمنع تكرارها في أكثر من مرة.
تتصاعد ضغوط من أطراف متعددة لافتكاك مواقف محددة من مصر.
تحاول القيادة المصرية منذ بداية الحرب تحقيق أهداف واضحة و هي السعي لاحداث توازنات تقلل من الأضرار في المنطقة و تمرير صفقة تفضي الى انهاء الحرب بشكل كامل واعادة الحركة التجارية في معبر رفح و كرم أبوسالم و استئناف اتفاقيات اعادة التعمير 2021 (و هنا مربط الفرس , الاتفاقيات المصرية لاعادة اعمار غزة هي الوحيدة التي يمكن البناء عليها ميدانيا و بواقعية..باقي الاقتراحات هي اجتهادات فقط).
هناك اختلاف واضح جدا في وجهات النظر داخل القيادة المصرية حول الأدوات المناسبة لتحقيق التوازنات المرغوبة و الأهداف الرئيسية.
أمام القيادة المصرية و كافة الأطياف السياسية على اختلاف أراءها داخل و خارج مصر و أمام الشعب المصري بأكمله (وبكل امتداداته) تحديات استثنائية و ليست بالسهلة أمنيا,عسكريا في الأيام القليلة القادمة.
وبكل تأكيد وبشكل عام , أحيانا نسطر نظريا أهدافا معينة و نهجا محددا في التعامل مع بعض الأحداث, لكننا لا يمكن أن نتحكم في كل التفاصيل الميدانية و التطورات المتلاحقة..وهي في أغلب الحالات ما تؤثر في تغيير المقاربات و وجهات النظر والقرارات حتى.
شكراً على تفصيلك للأمور وياليت توضح معنى "هرسله"