معارضة الحاكم شىء و الخروج عليه شىء آخر
--->>> هذا هو رأى ديننا الحنيف فى هذه المسألة و هى ليست خلافية أبداً
1 - عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إنه يُستعمل عليكم أمراء ، فتعرفون و تنكرون ، فمن كره فقد برئ و من أنكر فقد سلم ، و لكن من رضى و تابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم قال : لا ما صلوا "
2 - عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات ، مات ميتة جاهلية "
3 - عن عوف بن مالك الأشجعى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم ، و تصلون عليهم و يصلون عليكم ، و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم ، و تلعنونهم و يلعنونكم ، قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم ؟ قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولى عليه وال فرآه يأتى شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتى من معصية الله ، و لا ينزعن يداً من طاعة"
4 - عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديى و لا يستنون بسنتى ، و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس ، قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟
قال : تسمع و تطيع و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع "
5 - عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "من أطاعنى فقد أطاع الله و من عصانى فقد عصى الله و من يُطع الأمير فقد أطاعنى و من يعص الأمير فقد عصانى و إنما الإمام جُنة يُقاتَلُ من ورائه و يُتقى به فإن أمر بتقوى الله و عدل فإن له بذلك أجراً و إن قال بغيره فإن عليه منه"
6 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال : " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ ثُمَّ مَاتَ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَ مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ وَ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِى وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِى عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَ فَاجِرَهَا لاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَ لاَ يَفِى بِذِى عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّى "
أولا الدين ليس فيه رأي بل حكم ،..ثانيا مسألة الخروج على الحاكم هي مسألة خلافية بين جمهور العلماء ..
فقد إختلف الفقهاء حول حكم الخروج بالسلاح على الحاكم الظالم، فأباحه علي بن أبي طالب، وعائشة، وطلحة، والزبير، وعبد الله بن الزبير، والحسن بن علي، ومالك بن أنس، وأبو حنيفة، وسعيد بن جبير، وابن البحتري، والحسن البصري، والجصاص، والشعبي، وابن أبي ليلى، وابن حزم، والجويني، والماوردي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا.
ومنعه آخرون كابن كثير، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية، والنووي، والشوكاني، وغيرهم..
لكن حين ننظر في سبب فتاوى الطرفين، نجد المؤيدين يعتمدون على أن ظلم الحاكم أسوء وأخطر من الخروج عليه بالسلاح، ونجد المانعين يعتمدون على أن الخروج المسلح أكبر فتنة وسفكًا للدماء.
فانظر مثلًا لنموذج من المانعين، وهو ابن كثير، فيقول: “الإمام إذا فسق لا يُعزل بمجرد فسقه، على أصح قولي العلماء، بل ولا يجوز الخروج عليه؛ لما في ذلك من إثارة الفتنة، ووقوع الهرج، وسفك الدماء الحرام، ونهب الأموال، وفعل الفواحش مع النساء، وغير ذلك مما كان واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه”.
وانظر لنموذج من المؤيدين، وهو الجويني، فيقول: “إذا تواصل من الإمام الفاسق العصيان، وفشا منه العدوان، وظهر الفساد، وتعطلت الحقوق والحدود، واستجرأ الظلمة، ولم يجد المظلوم منصفًا ممن ظلمه، فلا بد من استدراك هذا الأمر المتفاقم .. وترك الناس سدى، ملتطمين لا جامع لهم على الحق والباطل أهون عليهم من تقريرهم على اتباع من هو عون الظالمين”.
كلا الطرفين يعترف بأن حمل السلاح ضرر، والحاكم الظالم ضرر، والجميع بحثوا عن الأقل ضررًا، وهذا بالتأكيد يختلف باختلاف العصر والبلد والحاكم وقدرات المعارضة ووسائل الثورة، لذا اختلفت مواقفهم، أو بمعنى أدق: اتفقت رؤيتهم واختلف واقعهم.
لذلك الإمام الداودي يضع قاعدة عامة يطبقها الجميع طبقًا لواقعهم، فيقول: “الذي عليه العلماء في أمراء الجور أنه إن قُدِر على خلعه بغير فتنة ولا ظلم وجب، وإلا فالواجب الصبر”
ويقول د. محمد عمارة: “أجمعت مذاهب الأمة على وجوب خلع ولاة الجور، الذين لا يحكمون بالشورى، والذين لا يقيمون العدل، حتى الذين تولوا الحكم بالشورى والبيعة الحرة، إذا طرأ الجور والظلم والاستبداد على سياستهم للأمة.
أما الذين اغتصبوا الحكم بالقوة أو بتزوير إرادة الأمة فلا شرعية لهم أصلًا، والخروج السلمي على سلطانهم من باب تغيير المنكر، وهو موضع إجماع علماء المذاهب الإسلامية.
والمختلف فيه فقط هو الخروج المسلح، الذي تجب فيه الموازنة بين المصالح والمفاسد التي تترتب على هذا الخروج المسلح، فإن رجحت كفة المصالح على المفاسد في هذا الخروج المسلح على أئمة الجور كان باب المشروعية أمامه مفتوحًا”