من أندل الإتهامات اللي بتوصل الشباب الغزاوية اللي بحاولوا ينقلوا معاناتهم أو يفجروا نار خيامهم اللي بتاكل أجسادهم على تويتر جملة "ليش قاعد على تويتر، روح جاهد مع المقاومين بدل ما إنتا قاعد، إنتا أيضاً متخاذل عن الجهاد".
الجملة هاي وصلتني ووصلت غزاوية كتير. وكل مرة كنت أتجاهلها وأطنشها، لكن اليوم الجملة هادي استفزتني جداً لإنها اجتني من فلسطيني أردني.
ليش إحنا شباب غزة العاديين ما بنجاهد؟
أولا، لو أردنا إحصاء عدد مؤيدين حماس والمقاومة عموماً في غزة، بديش أقول لا تنين مليون ولا مليون، خليني أقول ١٠٠ ألف، وعدد مقاومين القسام فقط بحدود ٣٠ الف ليس أكثر لماذا؟ لثلاث أسباب
اولها: ندرة السلاح، لا يوجد عتاد كافي يمكن إستخدامه لتسليح الشعب كله أو على الأقل تسليح أعضاء حماس، لا يوجد خطوط إمداد تمد المقاومة بالذخيرة، وهذا السبب الأساسي لماذا تحاول إسرائيل إطالة أمد الحرب، أملاً منها بإستنزاف ما تبقى من ذخيرة في أيدي المقاومين.
ثانيا: السرية والموثوقية، حرب غزة كلها متوقفة منذ ٢٥٠ يوم على سر واحد فقط، أين هم القادة والأسرى، كان يمكن لحرب غزة أن تنتهي في الشهر الأول لو كان هناك إختراق واحد فقط بالمقاومة، هذا يعني لو كان هناك عميل واحد فقط في المقاومين تثير غرائزه مليون دولار تعرضها إسرائيل مقابل تحديد مكان القادة والأسرى، لما إستمرت الحرب يوم واحد زيادة، ولإنتصرت إسرائيل وأخذت أسراها وقتلت القادة وأخضعت المقاومة وجردتها من سلاحها وسيطرت على غزة عسكرياً. هذا يعني أن نجاح المقاومة في غزة يعتمد بشكل أساسي وبدرجة عليا على الموثوقية والأمن وسرية وبأس أعضائها لا بالكم والعدد، وكلما كان العدد أقل كانت إمكانية السيطرة عليهم ومنع الإختراق وتسرب المعلومات والأسرار أكبر وهذا سيقودني للسبب الثالث.
ثالثا: المقاومين نفسهم ، مقاومين اليوم هم نفسهم كانوا أطفال المساجد بالأمس، هذا لا يعني اننا لم نكن أطفال مساجد، بالعكس هم منا وإحنا منهم لكن كل شخص له رؤيته وحلمه اللي بيعمل عليه، هدول مقاومين اليوم تم زرع العقيدة وأصول الدين فيهم وفي نفوسهم من وهم صغار أطفال، تلقوا ألاف التدريبات العسكرية والبدنية وعشرات الدورات القتالية، دورات الرمي والقنص وغيرها منذ نعومة أظافرهم، تلقوا الى جانب ذلك الكثير من إختبارات الشفافية والموثوقية حتى كبروا على ذلك وأصبحوا مقاتلين بثقة عالية، بعقيدة راسخة لا يخشون الموت.
اذكر في معركة العصف المأكول ٢٠١٤ وتوغل الجيش في غزة شاهد هؤلاء المجاهدين بأعينهم دبابة الميركافا لأول مرة في حياتهم داخل غزة، أصابتهم الرهبة والخوف الشديد من كبر حجمها عندما أرادوا قذفها بقذائف RBG فهم في النهاية بشر وشاهدوا قطعة عسكرية بحجم بيت. ومن يومها أمرت قيادة المقاومة بتصنيع مجسمات من الحديد بحجم دبابة الميركافا حتى يعتاد المقاومين على رميها وعدم الخوف منها.. ومن ٢٠١٤ الى طوفان الأقصى تم تصنيع عشرات الدبابات الضخمة وتم تدريب المقاومين عليها بإطلاق عشرات الصواريخ على الأماكن الضعيفة فيها، ما ترونه اليوم هو نتاج سنين من العمل.
في النهاية ما أريد أن أقوله أن الالاف الشباب الغزاوية اليوم عندها الشغف والرغبة الكبيرة في الإنضمام للمقاومة والمشاركة في الحرب فكلنا لدينا ثأر وألف ثأر مع الإحتلال ونريد إساءة وجهه لكن الأمور عنا مش أنه انتا بدك تصير مقاومة خود هي قذيفة ياسين وإطلع قاوم، هذا ضرب من الخيال، هذا أمر مستحيل، أولاً لأننا لا نرى المقاومين أصلا ولا نعرف أين هي القيادة والمسؤولين عن الكتائب، ثانياً بسبب ندرة السلاح وعدم وجود خطوط إمداد، ثالثاً لا تقبل المقاومة أي منخرطين جدد في وضع مثل هذا الوضع، فقد كان سر نجاح المقاومة إخفاء أسرارها كأماكن الأنفاق وأعدادها وغيرها. وبالتأكيد لا يمكن ان يحصل اي شخص عادي حتى لو كان حمساوي على تلك الثقة التي تجعله يحصل على خرائط تتعلق بالأنفاق أو أن يتم إدخاله الى نفق فقط لأنه أراد الإنضمام للمقاومة، عالعكس تماماً ممكن جداً بالظرف الحالي تشك المقاومة بهاد الشخص وتتعامل معه على أنه مندس وعميل يحاول إختراق أحد أجهزتها. الأمور في غزة ليست كأوكرانيا، المقاومة في غزة ليست جيش حتى يتم تعبئة عامة لشعبها ليتدرب على قيادة الدبابة ويقاتل في حرب تقليدية، المقاومة هي وحدات قتالية في كافة السرية وإختراق جهاز واحد فقط من أجهزتها كفيل بتدميرها.
وبالنسبة إلنا فإحنا بنجاهد بالصبر والثبات على الإبتلاء، بنجاهد في ببقائنا وبوجودنا على أرض الرباط وعدم خروجنا الى مصر رغم شدة القصف والتدمير والفقد، إحنا بنجاهد في إننا بنشكل الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة، بنجاهد بنقل الحقيقة للعالم. أما أنتم فوالله بعد ٢٥٠ يوم من الحرب عن نفسي شخصياً ما بدي منكم شي، ولا حتي طلبت ولا بدي منكم تقاطعوا، جميلتكم على حالكم.
الجملة هاي وصلتني ووصلت غزاوية كتير. وكل مرة كنت أتجاهلها وأطنشها، لكن اليوم الجملة هادي استفزتني جداً لإنها اجتني من فلسطيني أردني.
ليش إحنا شباب غزة العاديين ما بنجاهد؟
أولا، لو أردنا إحصاء عدد مؤيدين حماس والمقاومة عموماً في غزة، بديش أقول لا تنين مليون ولا مليون، خليني أقول ١٠٠ ألف، وعدد مقاومين القسام فقط بحدود ٣٠ الف ليس أكثر لماذا؟ لثلاث أسباب
اولها: ندرة السلاح، لا يوجد عتاد كافي يمكن إستخدامه لتسليح الشعب كله أو على الأقل تسليح أعضاء حماس، لا يوجد خطوط إمداد تمد المقاومة بالذخيرة، وهذا السبب الأساسي لماذا تحاول إسرائيل إطالة أمد الحرب، أملاً منها بإستنزاف ما تبقى من ذخيرة في أيدي المقاومين.
ثانيا: السرية والموثوقية، حرب غزة كلها متوقفة منذ ٢٥٠ يوم على سر واحد فقط، أين هم القادة والأسرى، كان يمكن لحرب غزة أن تنتهي في الشهر الأول لو كان هناك إختراق واحد فقط بالمقاومة، هذا يعني لو كان هناك عميل واحد فقط في المقاومين تثير غرائزه مليون دولار تعرضها إسرائيل مقابل تحديد مكان القادة والأسرى، لما إستمرت الحرب يوم واحد زيادة، ولإنتصرت إسرائيل وأخذت أسراها وقتلت القادة وأخضعت المقاومة وجردتها من سلاحها وسيطرت على غزة عسكرياً. هذا يعني أن نجاح المقاومة في غزة يعتمد بشكل أساسي وبدرجة عليا على الموثوقية والأمن وسرية وبأس أعضائها لا بالكم والعدد، وكلما كان العدد أقل كانت إمكانية السيطرة عليهم ومنع الإختراق وتسرب المعلومات والأسرار أكبر وهذا سيقودني للسبب الثالث.
ثالثا: المقاومين نفسهم ، مقاومين اليوم هم نفسهم كانوا أطفال المساجد بالأمس، هذا لا يعني اننا لم نكن أطفال مساجد، بالعكس هم منا وإحنا منهم لكن كل شخص له رؤيته وحلمه اللي بيعمل عليه، هدول مقاومين اليوم تم زرع العقيدة وأصول الدين فيهم وفي نفوسهم من وهم صغار أطفال، تلقوا ألاف التدريبات العسكرية والبدنية وعشرات الدورات القتالية، دورات الرمي والقنص وغيرها منذ نعومة أظافرهم، تلقوا الى جانب ذلك الكثير من إختبارات الشفافية والموثوقية حتى كبروا على ذلك وأصبحوا مقاتلين بثقة عالية، بعقيدة راسخة لا يخشون الموت.
اذكر في معركة العصف المأكول ٢٠١٤ وتوغل الجيش في غزة شاهد هؤلاء المجاهدين بأعينهم دبابة الميركافا لأول مرة في حياتهم داخل غزة، أصابتهم الرهبة والخوف الشديد من كبر حجمها عندما أرادوا قذفها بقذائف RBG فهم في النهاية بشر وشاهدوا قطعة عسكرية بحجم بيت. ومن يومها أمرت قيادة المقاومة بتصنيع مجسمات من الحديد بحجم دبابة الميركافا حتى يعتاد المقاومين على رميها وعدم الخوف منها.. ومن ٢٠١٤ الى طوفان الأقصى تم تصنيع عشرات الدبابات الضخمة وتم تدريب المقاومين عليها بإطلاق عشرات الصواريخ على الأماكن الضعيفة فيها، ما ترونه اليوم هو نتاج سنين من العمل.
في النهاية ما أريد أن أقوله أن الالاف الشباب الغزاوية اليوم عندها الشغف والرغبة الكبيرة في الإنضمام للمقاومة والمشاركة في الحرب فكلنا لدينا ثأر وألف ثأر مع الإحتلال ونريد إساءة وجهه لكن الأمور عنا مش أنه انتا بدك تصير مقاومة خود هي قذيفة ياسين وإطلع قاوم، هذا ضرب من الخيال، هذا أمر مستحيل، أولاً لأننا لا نرى المقاومين أصلا ولا نعرف أين هي القيادة والمسؤولين عن الكتائب، ثانياً بسبب ندرة السلاح وعدم وجود خطوط إمداد، ثالثاً لا تقبل المقاومة أي منخرطين جدد في وضع مثل هذا الوضع، فقد كان سر نجاح المقاومة إخفاء أسرارها كأماكن الأنفاق وأعدادها وغيرها. وبالتأكيد لا يمكن ان يحصل اي شخص عادي حتى لو كان حمساوي على تلك الثقة التي تجعله يحصل على خرائط تتعلق بالأنفاق أو أن يتم إدخاله الى نفق فقط لأنه أراد الإنضمام للمقاومة، عالعكس تماماً ممكن جداً بالظرف الحالي تشك المقاومة بهاد الشخص وتتعامل معه على أنه مندس وعميل يحاول إختراق أحد أجهزتها. الأمور في غزة ليست كأوكرانيا، المقاومة في غزة ليست جيش حتى يتم تعبئة عامة لشعبها ليتدرب على قيادة الدبابة ويقاتل في حرب تقليدية، المقاومة هي وحدات قتالية في كافة السرية وإختراق جهاز واحد فقط من أجهزتها كفيل بتدميرها.
وبالنسبة إلنا فإحنا بنجاهد بالصبر والثبات على الإبتلاء، بنجاهد في ببقائنا وبوجودنا على أرض الرباط وعدم خروجنا الى مصر رغم شدة القصف والتدمير والفقد، إحنا بنجاهد في إننا بنشكل الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة، بنجاهد بنقل الحقيقة للعالم. أما أنتم فوالله بعد ٢٥٠ يوم من الحرب عن نفسي شخصياً ما بدي منكم شي، ولا حتي طلبت ولا بدي منكم تقاطعوا، جميلتكم على حالكم.