الذي يلوم المقاومة على ما فعلته في 7 أكتوبر، هل يمكن أن يخبرنا ما البديل لاسترداد الحق الفلسطيني من إسرائيل؟
١- إذا كنت ترى البديل هو اللجوء إلى القانون الدولي فالقانون الدولي حكم منذ خمسين سنة بأن إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك إلى هذا اليوم لم تستجب إسرائيل لهذا الحكم، ولم تستطع أي قوة في العالم إلزام إسرائيل بالقانون الدولي، فما الحل؟
٢- إذا كنت ترى البديل هي المفاوضات المباشرة مع إسرائيل فياسر عرفات تفاوض معها وخرج باتفاقية أوسلو التي تلزم إسرائيل بأن تنسحب من كل الضفة الغربية، واليوم بعد ثلاثين عامًا من اتفاقية أوسلو لا تزال إسرائيل لم تلتزم بها، ولم تعط السلطة الفلسطينية سوى أقل من أربعين بالمئة من الضفة الغربية!
والسعودية قدمت المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل في عام 2002، أي في وقت لم تكن أصلاً حماس موجودة في السلطة، ومع ذلك لم تقبل إسرائيل المبادرة.
٣- إذا كنت تعتقد أن التطبيع سيجعل إسرائيل ترجع الحقوق فالإمارات جرّبت التطبيع وكانت الحجة المعلنة أن ذلك سيضغط على إسرائيل ويضمن حقوق الفلسطينيين، لكن المفارقة أن وتيرة احتلال الصهاينة لأراضي الضفة الغربية زادت بعد هذا التطبيع، حتى اضطرت الإمارات نفسها لإصدار بيانات إدانة لعمليات الاستيطان!
إذن لا القانون الدولي ولا المفاوضات ولا التطبيع أثمر شيئًا مع إسرائيل، فإذا كانت كل المسارات السلميّة فشلت مع إسرائيل، فإن اللوم ليس على المقاومة، بل على من يلوم المقاومة؛ لأنه يريد إرجاعها إلى المسارات التي أثبت التاريخ فشلها، في حين الواجب أن يدعم خيار المقاومة لأنه الخيار الوحيد المتبقي.
- ربما تقول: صحيح أنه لا القانون ولا المفاوضات ولا التطبيع جعل إسرائيل تُعيد الحقوق، لكن هل عملية 7 أكتوبر يمكن أن تفلح في ذلك؟
عملية 7 أكتوبر لا تستطيع بنحو مباشر أن تجعل إسرائيل تعيد الحقوق، لكنها تستطيع أن تكون الخطوة الأولى في هذا الطريق، فهي تشبه مغامرة الفريق الخاسر في كرة القدم حين يدفع بكل اللاعبين إلى الأمام في اللحظات الأخيرة، إما أن يسجل هدفًا وينجو من الخسارة أو لا يضره لو عاد الخصم وسجّل فيه هدفًا؛ لأنه أصلا خاسر، فهو في النهاية لا يملك بديلاً عن الهجوم.
- ربما تقول يجب أن ننتظر حتى تكون المقاومة في مستوى قوة إسرائيل! هذا قطعًا لا يمكن أن يحصل، غزة بالكاد تجد طريقها للعيش عبر دخول المساعدات، والضفة تزداد خضوعًا لإسرائيل يومًا بعد يوم، فمن أين ستأتي هذه القوة؟
- أخيرًا، هناك من سيقول الوقت غير مناسب لهذه العملية!
الذي يقول ذلك هل يمكن أن يخبرنا متى هو الوقت المناسب؟ عادةً هذه الحجة هي حجة من لا يريد التحرك أصلاً، وإلا فلا يوجد وقت يمكن أن تضرب فيه إسرائيل ضربة مؤثرة وفارقة أكثر من هذا الوقت، فالغرب مستنزف في حرب أوكرانيا، والجمهوريون إن جاءوا في العام القادم سيكونون أسوأ بكثير من إدارة بايدن، والعرب يتسابقون على التطبيع مع إسرائيل، فالانتظار أكثر يعني الانتظار بأن يكتمل حبل المشنقة على رقبة المقاومة.
نايف بن نهار