لماذا منع الإسلام القضاة من الحكم وهم في حالة غضب؟ لأن العقل يرتبك والعملية الفكرية تتخبط، بسبب إفرازات تحدث في الدماغ. التصريحات المتشنجة التي تصدر من الأغلبية الساحقة من شباب الأمة المتحمسين حاليا هي في ذات التصنيف. فلا هم أحسنوا الفهم قبل أحداث غزة، بدراسة متأنية مستفيضة لكل ما كان ويكون منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى إلى الآن، ولا هم أحسنوا التصريح والكلام أثناء أحداث غزة، بترك ألسنتهم تنطق في مسائل لا وعي لهم عليها ولا إدراك لهم لها ولا فهم لهم فيها.أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يكررون منذ سنين بعض الجمل في مديح حملة السلاح: أيادي متوضئة، جباه ساجدة، قائم وقاعد، أهل الرباط... عبارات رنانة عشناها وسمعناها منذ عقود، لا تخرج إلا من فاقدي الفهم والإدراك لواقعها الشرعي الصحيح في زماننا الحالي... عشناها وسمعناها قبل أن يعرف أحداث الأسنان طريقا إلى أثداء أمهاتهم للرضاعة.كما وأثبتنا في توطئة كافة التيارات الإسلامية على الساحة ليست على صواب: الأخوان والتحرير والسلفية والجهادية والتبليغ وغيرهم...خلاصة الكلام لمن أراد أن يفهم وهم قلة: أحداث غزة العسكرية الحالية تستهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقد وافقت القيادة السياسية لحماس بكاملها على الإعتراف بدولة إسرائيل في حال قيام تلك الدولة. حالة الصدمة العاطفية التي تم ويتم اصطناعها بهذه التغطية الهستيرية للأحداث من قنوات إعلامية معلومة التاريخ الخبيث هي لإفقاد الشعوب توازنها لتبرير تمرير بعض القرارات الصعبة والتي سيتم تمريرها بمقولة (أي شيء حتى يتوقف قتل النساء والأطفال ويتوقف هذا الدمار الهائل)، بما في ذلك الصدمة عند الشعب المصري ليضحي بجزء من سيناء، فهذا قرار لا بد أن يمرره البرلمان المصري ولا بد للشعب أن ينادي به. هناك مسائل تحدث حاليا على الأرض في صمت مطبق ووسائل الإعلام لا تغطيها بشكل متعمد.